أعظم الجوارح اختراقاً للحرمات هو (( اللسان )) في حالتيه :
متلفظاً، متكلماً بمحرم ، أو مكروه ، أو فضول ، وما جرى مجْرى هذه الآفات من: (( حصائد اللسان )) و (( قوارص الكلام)) بدوافع : التعالي، والخِفَّة، والطَّيْش، والغضب ....
وفي حالته ساكتاً عن حقٍّ ، واجب ، أو مستحب ، بدافع : محرم ، أو مكروه ، كالمداهنة ، والمجاملة ، والملاينة ، وربما تحت غِطاءِ : غضِّ النظر ؟ والتَّعقُّل ، وإكساب النفس ميزان الثقل ، والتأني ، ومعالجة الأمور . وهكذا من مقاصد توضع في غير مواضعها ، ونِيَّاتٍ تُبرقع بغير براقعها .
والله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه .
وانظر كيف نهى النبي r المسلمين عن نُسك الجاهلية : (( الصمت طوال اليوم )) وأُمروا بالذكر ، والحديث بالخير .
وقد سأل معاذ النبي r عن العمل الذي يدخله الجنة ويباعده من النار فأخبره النبي r برأسه وعموده وذروة سنامه، ثم قال: (( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟)) قال : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه ثم قال : (( كف عليك هذا )) فقال : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : (( ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس على وجوههم – أو على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم )) قال الترمذي : حديث حسن صحيح .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة عن النبي r : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، يهوي بها في نار جهنم )) وعند مسلم : (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب )) .