السلام عليكم...
من أنا الآن.. ؟
أسبح في لست أدري ..
وأكتب عن لست أدري..
بأي الهموم أنا الآن؟
وأين يجب أن أكون؟
وكيف أكون ..
ومن أين أبدأ..
كل النهايات في الصفر..
يمر الخميس.. ويأتي الخميس الذي بعده..
تمر شهورٌ، وتأتي شهورٌ..
وما زلت ذاك الذي ليس يدري؟
ولا يعرف الآن ..
يكتب في الليل حرفاً.. وفي الصبح يمحو..
يوبخ نفسه.. أين عقلك؟
لماذا كتبتي التفاهات..
ويمحو..
فيكتب بالعصر حرفاً وفي الليل يمحو..
كنت هزيلا..
لا.. ربما كان عقلي بعيداً.. !
***
لست أدري، هل أنا اليوم نفس الذي كنت بالأمس؟
أم أنني أتغير في كل وقت..
لست أدري، أنا في المجانين، أم أنني في الطريق إليهم..
أنا في الطريق إلى المجد؟
أم أني ذات الطريق التي لا تؤدي إلى أي شيء..
أو أنني أتمشى في اللاطريق.. وإلى اللامكان..
إلى ندمٍ دائماً..
كلما قمت به كان خطأ فظيعاً..
أحاول تصحيحه.. لأكتشف أنني لم أكن مخطئاً..
وأخطأت عند محاولتي تصحيح ما كنت أحسب أنني مخطئ فيه..
أعيش بما لا صواب..
**
قبل أيام قصرت شعري..
لماذا تعود.. ومن أين عادت؟
أين كنت وهي تعود؟
كنت أظن بأني قصرت شعري في الأمس..
**
لست أدري أما زلت في الحب؟
أم أنني تُبت؟ وكيف أتوب؟ ومما أتوب؟
ولا ذنب لي.. ومن أين تأتي الذنوب؟
ولم أعرف الحب.. ؟
وما الذنب في الحب؟
كليٌ ذنوبٌ... ولم أقترف أي جُرمٍ..
ذنبي الكبير أنا؟
ولكنه ليس ذنبي، لأني فقدت التحكم فيني..
ولم أستطع أن أكن في المكان الصحيح؟..
إن ما أدركه الآن .. وفي كل آنٍ..
في الليل، في الصبح، في الظهر، في العصر..
هو أن عمري يمر..
وأن السنين تمر سراعاً .. وتقتات مني.. وينحل جسمي.. الخلايا تقل..
ولم تعطني أي شيء.. سوى أصدقائي الذين ليس فيهم رشيد..
وأحباب قلبي.. ولم أر فيهم حبيب..
أُدرك الآن..
أنني مخطئٌ دائماً.. وأخشى أصححها بأخطاء أخرى..
وأدرك أني سأصبح ميتاً.. بعد أن أقضي عمري القصير هنا..
خلايا الدماغ تتبخر مني، لأني أطيل السهر..
أسهر.. وأسهر.. أبحر بالحرف بحراً وجواً وأرضاً ومجداً وحباً..
عن الوطن الذي قيل كان.. وغاب بسيل "العِرم"..
أبحث عنه في قاع روحي وأوردتي.. أذوب بشوقي إليه..
أسهر.. منتظراً لرسائل لن تأتي أصلاً..
أشتد نحو جهازي لأني لمحت وصول بريدٍ جديدٍ..
وعند وصولي إليه،
اكتشفت بأنه يخبرني عن الموت .. والحرب.. والسياسة والاقتصاد..
وأنشطة المجتمع..
أو أنه للدعاية للفارغين..
وليس هناك حبيبٍ.. فلما أنا منتظرٌ.. ؟
لست أدري.. ولكنني لا زلت آمل..
لا.. إنني يأسٌ..
ولن أترك اليأس يحقق أحلامه ..
**
كل مستحيلٍ أصبح سهلاً..
كل سهلٍ تجمد..
كل شرٍ تقدم..
كل خيرٍ تأخر..
كل جميلٍ تلاشى وتاه..
وما عدت أدري لمن أكتب الآن..
وماذا كتبت؟
ربما أنني قد أراجع.. وقد لا أرجع..
أخشى يطل الصباح وما زالت أكتب.. فأمحو..
وأكتب في العصر.. وفي أول الليل أخفف منه قليلاً..
وفي أخر الليل أمحو..
وأكتب شيئاً جديداً..
وفي الصبح أمحو..
الخ..
***
تائه.. قلقٌ.. ضامئٌ.. خائفٌ.. نادمٌ.. آملٌ.. الخ..
هكذا كان ليلي.. وفجري.. وبهذا الطريق أسير..
مع الفجر والليل والعصر..
أتغير في كل يومٍ.. وازداد شوقاً وحزناً.. وضُعفاً..
ويرفض ليلي وصبحي بأن يتغير..
ويبقى السؤال كعادته..
تائه.. قلقٌ.. ضامئٌ.. خائفٌ.. نادمٌ.. آملٌ.. الخ..
(الإكليل 5/11/2010)..
Bookmarks