السلام عليكم ورحمة الله ................
من روائع الادب الإغريقي
القطه التي تحولت إلى ماء
يحكى أنه في في الزمان السحيق الماضي وفي عصر انتشرت فيه السيارات والقطارات والطائرات ، وفي قرية من القرى المزدحمه بضجيج وصخب الحياة كان يوجد بين ساكني هذه القرية شاب في الخامسه واربعين من عمره مفعماً بالحيوية والنشاط ، وكان جميع ساكني القرية يحبون هذا الشاب الذي يحب مساعدة الآخرين والاهتمام بشؤونهم ، فلا يوجد شارع يمر منه هذا الشاب حتى يلوح له اهل القرية بأيديهم أو يدعونه لتناول كوباً من كيك الشوكولاته التي يشتهر بإعدادها محلات البيتزا هت المنتشره في انحاء قرية ( جدة ) ، وكان ( رامز صفي النية ) وهذا هو اسم بطل هذه القصه عنده ابن كبير في السن ويبلغ اثنان وعشرون عاماً لا يفارقه أينما ذهب ، وفي يومٍ من الأيام وبينما كان رامز هو وابنه يحاولان عبور شارع من شوارع القرية الذي تقوم على جانبيه ناطحات سحابٍ ضخمه كان القطار السريع قادماً من بعيد بسرعة هائلة ، فمرت قطه بيضاء صغيره منهكة القوى من كثرة القفز والبحث عن الطعام فقال عمر ابن رامز :
عمر : أبي ما أجمل هذه القطة .
رامز : نعم يا بني إنها جميله ، ولكن أتعرف قصة هذه القطة .؟
عمر : وهل لها قصة يا أبي .؟
رامز : نعم لها قصة عجيبة يا بني ، يحكون لنا كبار السن من الأطفال القدماء أن هذه القطة هي أميرة من أميرات الامبراطورية العظمى التي كان يحكمها الملك المشهور بعدله مسعد جمعان مبروك وهومطرب شعبي من سكان حي الخيسة في عدن ، وكانت هذه الأميره تعمل في قصر الملك مسعد بوظيفة سكرتيره وكان يعمل في القصر أيضاً طفل سيئ الأخلاق شرير في الثمانين من عمره وكان ينطبق عليه المثل الإغريقي ( لقمة واقفة في الحلق ) وكان يكره هذه الأميره القطة ، فسحرها وحولها إلى قطة وذلك للعداء الذي بين أمه وبين الأميره القطة والتي كانت تنافسها في جمع علب البيبسي من شوارع القصر ، ومنذ ذلك اليوم يا بني وهي تجوب شوارع قريتنا بحثاً عن الطعام وعلب البيبسي في حال أن رجعت وتحولت إلى أميره من جديد .
عمر : وش ذا الخرابيط يا أبي هذه أغرب قصة أسمعها في حياتي.
رامز : صحيح يا بني إنها غريبة بعض الشئ.
( وفي تلك اللحظة صاح عمر قائلاً : أبي .... أبي أدرك الأميرة أقصد القطة سوف يدعسها القطار ..!! )
فقال رامز : لا يا بني لا تقولي يدعسها إنما الصحيح يدهسها ، لا بد من المحافظة على لغتنا الجميلة ، أعد الجملة يا بني .
عمر : حسناً ، أبي .... أبي أدرك الأميرة أقصد القطة سوف يددهسوها القطار.
رامز : كلا يا بني ها أنت تخطئ مجدداً لا تشدد الدال ... والسين في يدهسها ضمة وليست واو ... هل فهمت .؟ والآن أعدها أيضا.ً
عمر : نعم يا أبي فهمت ، ولكن القطة ( بقعاء ) سوف تموت ونحن نناقش النحو.
رامز : ذكرتني يا بني بكلمة ابيك المشهوره ( بقعاء تصوعك ).
عمر : هيا يا أبي هيا أدركها.
وسرعان ما قفز رامز وأخذ يعدو بشدة والقطار قد اقترب كثيراً من القطه ، وفي اللحظة الحاسمه رمى رامز بنفسه على القطه وجذبها بيده وأخذها على صدره وفي تلك اللحظة التقت عينا القطة بعيني رامز وإذا هي تنظر إليه بحزن شديد والدمع يهطل من عينيها إلى درجة أن رامز أحس بدموعها على صدره وزادت الدموع وإذا بالقطة تتحول تدريجياً إلى ماء ، أنفها أولاً ثم عينيها ثم رأسها ، كل ذلك ورامز ينظر مستغرباً ويقول في نفسه كيف تتحول القطة إلى ماء ، وازداد التحول يديها وبا قي جسدها الصغير ، وفجأة أحس رامز بخبطة مؤلمة فوق حاجبه الأيمن إضافة إلى الماء الذي ينهمر بغزارة من الأميرة أقصد القطة ، وإذا بصوت ابنه عمر وهو يصيح ويضحك في نفس الوقت ابويه ... ابويه قوم فقام رامز وإذا هو متحضن جيك الماء الزجاج والماء على صدره يسيل ، وقد زين حاجبه الأيمن كدمة انتفخت وإذا هي مخضرة من قوتها لأن القطة لم تكن سوى جيك الماء الزجاج الذي على الطاوله بجانبه والذي جذبه بشدة وهو يحلم وصحا من حلمه وهو معصود عصداً ومرعوب رعباً لا يعلمه إلا الله .. وابنه لا زال يضحك من المنظر فاعتدل في جلسته وقال كلمته المشهورة ( يا بقعاء أما بقعاء ) اعطوني منشفة وملاااااااااااااااااااابس ...!!!!!
تحياتي
ابو راكان
Bookmarks