حقيقة الدنيا كامرأة بغي لا تثبت مع زوج إنما تخطب الأزواج
ليستحسنوا عليها فلا ترضى بالدياثة ..................
ميزت بين جمالهــا وفعــالهــا ..... فإذا الملاحة بالقباحة لا تفي
حلفت لنا أن لا تخون عهودنا ..... فكأنها حلفت لنا أن لا تــــفي

السير في طلبها سير في أرض مسبعة((أي أرض مليئة بالسباع))
والسباحة فيها سباحة في غدير التمساح المفروح به منها هو عين
المحزون عليه آلا مها متولدة من لذاتها وأحزانها من أفراحها ....
مآرب كانت في الشباب لأهلها.... عذابا فصارت في المشيب عذابا

طائر الطبع يرى الحبة وعين العقل ترى الشرك غير أن عين الهوى
عمياء.....
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. كما أن عين السخط تبدي المساويا

تزخرفت الشهوات لأعين الطباع فغض عنها الذين يؤمنون بالغيب
ووقع تابعوها في بيداء الحسرات قال تعالى((أولئك على هدى من
ربهم وأولئك هم المفلحون ))(البقرة 05) والآخرون يقال لهم
((كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون))(المرسلات 46)..

لما عرف الموفقون قدر الحياة الدنيا وقلة المقام فيها أماتوا فيها الهوى
طلبا لحياة الأبد ولما استيقظوا من نوم الغفلة استرجعوا بالجد ما انتهبه
العدو منهم في زمن البطالة فلما طالت عليهم الطريق تلمحوا المقصد
فقرب عليهم البعيد وكلما أمّرت لهم الحياة حلاي لهم تذكر ((هذا يومكم
الذي كنتم توعدون ))(الأنبياء103)
وركب سروا والليل مـــلق رواقـــــه ...... على كـــل مـغبر المطالع قـــاتم
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها ...... فصار سراهم في ظهور العزائم
تريهم نـــــجوم اللـــــيل ما يتــبعونه ..... على عاتق الشعري وهام النعائم
إذا اطردت في معرك الجـــد قصفوا .... رماح العطايا في صدور المكارم