كنت في كف اللهفة الاولى ...كاذبة متكبرة...في ضيافة المطر والهجر...
في مساء الولع العائد مخضبا بالشجن ...يصبح همي كيف افك لغم الحب بعد عامين من الغياب واعطل فتيلة الموقوت...دون ان تتشظى بوحا
وودت ان ابكي لا لاني في رجوع بعد فراق..ولا لأني ارى عيناه ...ولا لأنه أخيرا آتى...وليس ايضا لاني تعيسة او سعيدة...بل للذة البكاء ...وجماليته امام منصة السعادة ..اثناء اعتقادي بأن الفرح فعل مقاومة!!؟..أو ان بعض الحزن من لوازم العشاق..!!
التاسعة والنصف....واعقاب السجائر..
وقبل سيجارته التي عانت منه من ضحكته الماطرة التر رطبت كبريت حزني ...كان يبتسم وسألني :-كيف أن ثغري في غيابه بلغ سن الرشد..!!؟
وتلافى نفسه ورد قائلا:- آه نسيت فأنتي الطفلة التي تنحت ضحكاتها وابتساماتها كما لو كانت تنحت بي البكاء...مالذي يفرح شفتيكِ لتحدثي هذا الاضطراب الكوني من حولي ...!!!؟
كل ذاك المطر وهو في مدخنة سيجارته وانا اشعر بأنتمائي الى كل انواع الغيوم ...الى كل احزاب البكاء...الى كل الدموع المنهطلة بسبب شدو أخلص في دنيا نادتني لأضع قدماي على ثلجها ...
كان هذا هو الذي اسميته في يوم من الايام ((خالي)) هذا هو من جعلته يومــــــــا وساما على صدري ...هذا هو من قال لي لاداعي أن تتكلمي بهاجسك الوهمي...الذي كان يتربص دوما لتفاصيل سر حكاية يومي..
هاهو ...وماذا يفعل بكل هذا الشجن ؟؟!!...أنت الرجل الذي لا يبكي بل يدمع....ولايضحك بل يبتسم ...ولا يتنهد بل يشجي..!!!
أمام كل هذا الزخم العاطفي...بماذا تفكر وبماذا تحدث نفسك؟؟!!...قال لي :-أتبحثي عن الأمان في الكتابة ؟!! ياللغبـــــــــــاء..!!! الأنك هنا لتختبي وراء اعذار الكتابات ...فقررتي أن تصبحي من نزلاء الروايات..؟؟!
ذاهبة الى الكتابة كما يذهب الاغبياء الى حتفهم....أم تنازلين الموت في الكتابة ؟؟!!.....أم تحتمي من الموت بالقلم...
كنا في غرفة الجلوس متقابلين ...عاجزة على انتزاع قنبلة الحديث في غرفة صارت منذ تلك اللحظة لغيري ...لموعدنا هذا ....كانت تلازمنا مناطق منزوعة الذكريات....مجردة من مؤامرة الاشياء علينا....بعيدة عن كمين الذاكرة ..
فلماذا آتيت وجئت بأشواقي لجدران هذا البيت واذبت شموع استقبالي له...وأسقطت خوفي في باب ذلك البيت ...فتسرب الحزن الى آفاقي لا الى شراييني فقط ...
بادر بالكلام وقال:-أنتي الان اصبحتي امرأة ناضجة تملكين قفازين سوداوين طويلين من الساتان ...ولاتتلعثمي كما كنتي .!!..
فلقد أصبحتي زنبقة ..,وأي زنبقة .؟؟!..وأنا اتمعن بعيداً بعيداً في عيناه فلقد رأيت مدينة كبيرة لم أكن ارها من ذي قبل ...فتوسدت خسارتي الفادحة عند نقطة عمري خلف عابر سبيل ..!!
أشتقت اليه ولشرب الماء من يديه ...ومن بعض حنانه الذي انحرمت منه ...لم يعرف مدى قربي منه فأنتسبت الى خطوط كفيه لأضيع بينها...صعقني برمله ولكن رمل بارد ..مستحيل لم يستقبل كل تلك الطيور التي ارسلتها له....
حجزت له ثوب يمني كي يعود ويحتضنه ...وأن تشتري هدية لشخص لم تعد تتوقع عودته ولا تعرف في غيابك ماذا فعل الزمن بقياساته ...أهي معابثة منك للذاكرة ..؟؟ فأنت تدري أن هذا الثوب الذي بنيت عليه قصة من الحروف الميتة لم يوجد يوماً ...
ولكن الثوب الابيض يصلح ذريعة لكل شيء حتى الموت ......ولذا فهو لون اساسي في كل ثورة ..واعني ثورة بداخلي ...
هذه هي بعض تمتماتي الغير مفهومة فقد تكون يوما من الايام مفهومة اذا قرء ((خالي)) كلماتي وقد تكون هناك احاديث اخرى وانقلها وابدء باحلام اليقضة مع قلمي ...
اختكم
نغــــــ :rose: ــــــــــم
:regular_s
Bookmarks