بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / موسى ديب الخوري
داهمني الوقت! كنت قد أعددت أفكارًا كثيرة لهذا البحث وكتبت عشرات الصفحات! وها أنذا أنبذ ما دوَّنت ولم يبقَ لديَّ من الوقت سوى يومين لكتابة محاضرتي[1]! كنت مشحونًا بمعانٍ كثيرة أريد أن أبَلْوِرَها في خلاصة من صفحات قليلة؛ لكنني شُغِلتُ في الأيام الماضية ولم أستطع العمل في موضوع أعلم أنه مختمر في "أعماقي". وها أنا أمسك بقلمي وقد غابت كافة الأفكار التي كنت ملأتُ الصفحات بها عن ذهني لأبدأ كتابة موضوعي! وهكذا فإن البحث الذي قضيت ساعات طويلة في التحضير له لا ينبثق الآن من تراكمات الأفكار، بل من انصهار المعاني في "أعماقي" ومن تفجُّرها في اللحظة!
*
إن شحنة الشعور التي تنتابني حين أكتب هي التي تصدُقُني القولَ إذا ما كانت الأفكار المتدفقة فيَّ منسجمة مع طبيعتي الذاتية أم لا. فنفسانيَّتي تبحث باستمرار عن هذا الانسجام، ولا تقبل، كما هي الحال عند جميع الناس، بأفكار لا تنبثق من ذاتية تعطي المعنى وتتقبَّله في آن واحد. وتكون هذه الشحنة الشعورية في الحالة الأولى هادئة وقوية، وتنساب معها الأفكار كجدول صافٍ؛ أما في الحالة الثانية فإنها تكون مضطربة وضعيفة، مما يشوِّش الأفكار – ومع ذلك فإن هذه الحالة هي السائدة عندي، كما عند الكثيرين. لكنني غالبًا ما أستمر فيها حتى تنبثق لحظة الصفاء، وتتحول الكتابة نفسها إلى فعل معدِّل للشواش ومهدِّئ للاضطراب. وفي الواقع فإنني، في كثير من الأحيان، أكتب ضمن مزيج من الحالتين، حيث يتلاحق الصفاء والشواش في تناوب غير إيقاعي، إنما يمكن أن يؤدي إلى صيرورة منتظمة ذاتيًّا للأفكار في نهاية الأمر. وتلكم حال أيِّ تعبير عن ظاهرة أو حالة.
اعجبني هذا الموضوع جداً ولكن لطول الموضوع سيكون هذا الموضوع على شكل حلقات متتالية وتعتير مترابطة واتمنى ان ينال اعجاب الجميع
اخوكم / دمعة الم
Bookmarks