أيها القادم من بين السراب..
تدعي الفرح وأنت تهيم في العذاب ..
باهي الوجد مشع الروح في الضباب..
رائع الطرح حنون القلب وحش كالعباب..
أظللتني بدوح فنك وجميل ذوقك المذاب..
وتلك اللحظات عشناها كالصغار..
وتبادلنا الحروف والأدوار ..
أصبحنا أباً وأماً والصغير في الجوار..
وفواصل طويلة والامتحان في الانتظار..
داعبت شفتي واسعدتني بالحوار..
لكنك عدت فأبكيت القلب المنهار ..
فكيف ستعلمون أنني لست في الجوار..
إن حكمت الأقدار وانتهى المشوار..
قالها ولم يعلم أنها تذيب الأحجار..
أدمى فؤادي وتناثرت شظاياه في المسار..
فكيف لي أن أدرك ما لا أختار..
لكنني تمالكت نفسي وأدرت الحوار..
وأدركت أنها لحظات الشوق والخوف التي تسبق الانتصار..
فقد عهدت فيك الصنديد الذي لا ينهار..
وإن كانت أفكار فقد عشتها قبلك ليل نهار..
واعرف أنها تزورك لا لتنهار..
بل لتبلغك أن هناك من في الجوار..
صادق الود مرهف الحس لطيف الحوار..
وانسى ما صار وتذكر أنك العز والاقتدار..
وعش ليلك بلا وساوس وأفكار..
واسمو ببصرك للعلياء بافتخار..
فأنت اليماني الذي لا يعرف إلا الانتصار..
أختكم
يمنية مرهفة
Bookmarks