اخوتي واخواتي جميعا
وصلتني التهاني من جميع انحاء العالم من اصدقاء واقارب وأحبة وكل من يربطني بهم علاقات
جميلة منها العمل ومنها الصداقة ومنها الدراسة ولكنني لم اتلق تهنئة من اعز انسانة لي في هذا
الكون (
امي الغالية وحبيبتي ونورعيني ومن ربتني وعلمتني وسهرت الليالي وارضعتني وحملتني بين ذراعيها)
امي امرأة غير عادية فبالرغم انها غير متعلمة الا انها تتمتع بصفات لااجدها في اكثر الناس
علما أن امي اولا مثقفة جدااا فهي على المام بكل العلوم واي سؤال تجيب عليه بل تناقش وكأنها
من حملة الشهادات العليا
الى جانب ان والدتي ذات شخصية قوية جدا تعمل لها عائلتنا الف حساب نساءا ورجال
لاانكر انها كانت قاسية وشديدة في المعاملة ولكن عندما اصبحت لي حياتي الخاصة
تذكرت كل طفولتي وتصرفاتها احيانا التي تنبع من خوف علينا وليس لمجرد القسوة
انني متعلقة بوالدتي جدااا فقد توفى والدي منذ سنوات طويلة وهو كان ابا من الدرجة الاولى
فوالدي كان عكس والدتي هادئ الطباع ونادرا مانراه يزعل مننا او يصرخ او قد اقول بأنه
ترك هذه المهمة لوالدتي لانه يعرف بأنها سريعة الغضب وعصبية فلم يحب ان يكونا هما
الاثنان شديدان معنا
اتذكر كنا نخاف والدتي اكثر من والدي بل انه نركض لنختبئ عند الوالد عندما تكون الوالدة
غاضبة وقررت ان تعاقب واحد من اخوتي وقد نكون مجموعة يطالنا العقاب
ايام الطفولة ايام جميلة ورااائعة فيها البراءة والعفوية والبساطة وحب الحياة دون التفكير في
اليوم وغدا وفي المستقبل والعالم المجهول
احببت في هذا الشهر الفضيل ان اهنئ والدتي واقول لها بأنني لم انساها ولو للحظة احبها واتمنى ان
احملها فوق ظهري واقبل قدميها وجبينها واحضنها لانني اشتقت جدا لذلك الحضن وارعاها والبي
لها كل احتياجاتها لانني كنت الوحيدة التي بالرغم من انني اعيش
بعيدة عنها الا انها كانت تتصل بي وبشكل يومي وايضا عندما اذهب لزيارتها ارى ابتسامتها
العريضة ووجهها البشوش واسمع صوتها وهي رافعة يداها الى السماء وتدعي لي
وكانت تقول لاخوتي اذا اتتني المنية فأرجو ان تغسلوني وتطلعوا جنازتي من بيت ابنتي فلانة
الذي هو انا طبعا فكنت دونا عن اخوتي رغم مشاغلي لم انساها بل انها من اولوياتي في كل
شئ واغضب عندما يزعلها احد من العائلة واصبحت روحي معها اينما رحت ورحلت
دارت الايام وفرقتنا الظروف غصبا علي وعليها
فكتبت هذه السطور والدموع تنزل من عيني لانني احببت ان تشاركوني هذه الكمات وحب كل
واحد منكم لوالدته ويهديها تهنئة وكلمة عبر هذه الصفحات لتكون للذكرى فربما نلتقي من جديد
واحكي لها كل لحظاتي في غيابها
ومعاناتي في بعدها عني
فلن يعوضني حب وحنان امي اي شئ امتلكة في هذه الدنيا لانني كنت ارى الدنيا من خلال عينيها
وافرح لفرحها واستمد سعادتي من سعادتها ومن دعواتها التي لازالت ترافقني الى يومنا هذا..
كل عام وانتي بخير ياامي وادعو الله ان يحفظك ويحرسك بعيونه التي لاتنام ويعطيك الصحة
وطولة العمر وحسن الخاتمة وان يحقق الله لي امنية ان نلتقي قريبا ياامي قبل ان تأخذنا هذه
الحياة سواء انتي او انا
http://www.bukhatir.org/sounds/mp3/ommi.mp3
والسلام عليكم وررحمة الله وبركاته
Bookmarks