يقوم رجال الخير بترميم المساجد في كافة أرجاء اليمن أو هدمها وإعادة بنائها محتسبين ما يقومون به لوجه الله سبحانه وتعالى ، ونحن إذ نشد على أيديهم نطلب منهم مراعاة المحافظة على الطابع التاريخي لبعض دور العبادة التي أنشئت منذ السنين الأولى لدخول الإسلام لبلادنا حتى تبقى شاهدا على الأصالة التاريخية وأن لا تتكرر أساليب الهدم والإنشاء من جديد بصورة مشابهة لما حدث لمسجد أبان التاريخي بمدينة عدن .
جرى مؤخرا الترويج لفكرة هدم مسجد العسقلاني بكريتر وإعادة إنشاؤه من جديد مما استدعى الوقوف بحزم ضد الفكرة التي ستغير المعالم التاريخية لهذا المسجد وطالب عدد كبير من وجهاء مدينة عدن بترميم المسجد بدلا من هدمه وإنتداب خبراء من خارج البلاد للمساعدة في عمليات الترميم التي سيتجدد بها المسجد بتكاليف أقل وتبقى على طابعه المعماري المتميز ولا أعتقد أن الدعوات ستلقى قبولا وستتم عملية الهدم لا محالة الأمر الذي يستدعي منا التفكير مليا في سر إصرار الأوقاف على هدم المسجد ورفض ترميمه فمن هو المنتفع يا ترى لو جرت عملية الهدم وإعادة البناء ؟
الإستنتاجات الأولية تقول : من الجائز أن يكون خلف ذلك أحد المتنفذين الراغبين في الحصول على موطىء قدم لإقامة منشآت تجارية في جزء من أرضية المسجد مقابل تحمل تكاليف الهدم وإعادة البناء تمهيدا لوضع اليد كاملة على المسجد وما سيحويه من محال تجارية في المستقبل المنظور ، ومما لا ريب فيه أن الأمر متوقع في بلد لا يحتكم لقانون أو سلطة ويخضع في إدارة شأنه للتوجيهات العشوائية والأوامر العليا التي تصدر بصورة إرتجالية من علية القوم حسب مستوياتهم في هرم السلطة دون تخطيط أو دراسة .. أيضا وبالأمس القريب حاول أحد المتنفذين وضع اليد على حرم ثانوية أبان للبنات وقبل مباشرته الفصل بين الفصول الدراسية والسور المزمع إقامته كحاجز يفصل بينها وبين ساحات الأنشطة الرياضية والطوابير للطالبات انتشر رجال الأمن بأسلحتهم حول السور وأمام الفصول الدراسية لمنعه من تنفيذ ما عقد العزم عليه وكم كان المنظر مزريا جدا ونحن نشاهد الطالبات يوزعن نظرات مليئة بالرعب من نوةافذ فصولهن ولسان حالهن يقول يصعب علينا الدراسة والإستيعاب تحت فوهات البنادق .
من المؤكد أن من نوى الإستيلاء على ساحة الأنشطة الرياضية لثانوية أبان لم يقم بما قام به إعتباطا وتلقى إشارة خضراء مسبقا للتنفيذ ومهما حاول رجال الأمن الحيلولة بينه وبين ما عقد العزم عليه بتوجيهات من المجلس المحلي للمدينة أو المحافظ سينعقد لسان المحافظ وسيخفت صوته هو الآخر لو وردته إشارة تهديد مبطنة بعدم الإعتراض على رغبات أصحاب القرار والإنصياع لمطالبهم وبذلك ستصبح تلك الساحة أثرا بعد عين وسيتلاشى سور المدرسة ليقام عوضا عنه بناية تجارية أو مركز تجاري وتنحصر الدراسة في الفصول الدراسية التي سيحجب عنها الهواء فهل هذا هو قدر عدن ولماذا لا يوزع الظلم على بقية المحافظات بصورة متوازية حتى نستطيع تشبيهه بالعدالة لو عم الجميع دون إستثناء .. إنه قدر عدن منذ أن تكالب عليها من اعتبروها غنيمة حرب وميناء واعد يفترض في كل من قدم إليها محررا الحصول على قطعة أرض بها جزاء له على مساهمته في تحريرها من نير الحزب الإشتراكي اليمني كما يدعون فمتى سيتوقف العبث بمقدرات بلادنا التي لم تترك شيئا إلا وطالته وآخرها دور العبادة والتعليم ... وسنرى ماذا تخبىء قادم الأيام لمسجد العسقلاني وثانوية أبان للبنات .
وعش رجبا ترى عجبا .
تحياتي .
Bookmarks