نجحت الأجهزة الأمنية اليمنية، وخلال أسبوع واحد في توجيه ضربة استباقية ثانية لتنظيم القاعدة الإرهابي، استهدفت أحد أوكاره في منطقة "رفض" بمديرية الصعيد بمحافظة شبوة أسفرت عن مصرع أكثر من 30 عنصراً إرهابياً من بينهم عناصر قيادية يمنية وأجنبية تنتمي إلى هذا التنظيم الإجرامي، الذي استهدف اليمن بأكثر من 61 عملية إرهابية منذ العام 1992م ذهب ضحيتها العشرات من اليمنيين والسياح الأجانب فضلاً عن الخسائر الاقتصادية الفادحة التي تكبدتها بلادنا، والتي وصلت في القطاع السياحي وحده إلى 144 مليون دولار سنوياً جراء توقف حركة السياحة الوافدة إلى اليمن بفعل المخاوف الناتجة عن أعمال الإرهاب وتضاعفت الخسائر في هذا القطاع بفقدان 140 ألف شخص لمصادر رزقهم ودخلهم الذي كانوا يحصلون عليه من عملهم في القطاع السياحي.
ومما لا جدال فيه أن العمليتين الاستباقيتين اللتين نفذتهما الأجهزة الأمنية والقوات الجوية في كل من أرحب وأبين وأمانة العاصمة وشبوة، قد حملتا رسالة واضحة تدل دلالة قاطعة وحاسمة على أنه لا تهاون ولا تساهل أمام الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأن معركتنا مع الإرهاب قد دخلت نقطة الحسم لاجتثاث هذا الوباء السرطاني وتخليص وطننا ومجتمعنا من شروره.
وبوسع كل من يتباكى على الإرهابيين فهم واستيعاب هذه الرسالة بشكلها الصحيح، التي تظهر تحذيراً واضحاً وصريحاً لكل من يحلمون بالسير على جسد هذا الوطن أن يتوقفوا عن اللعب بالنار، وأن يراجعوا حساباتهم ويدركوا أن التعدي على كرامة اليمن وأمنه واستقراره وثوابته ومصالحه العليا، خط أحمر لن يسمح لأي كان بالنيل منه والإضرار به، سواء أكان ذلك من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي أو ما يسمى بالحراك الانفصالي، أو بقايا مخلفات الإمامة الكهنوتية.
ومن المهم أن تعي تلك الشرذمة الانفصالية التي اصطفت وتحالفت ووفرت الغطاء، لعناصر القاعدة ليصبح كل منهما حاضناً للآخر، إنها قد وضعت نفسها تحت طائلة المساءلة القانونية، بانغماسها وارتباطها بتنظيم القاعدة الإرهابي إلى درجة أنها صارت تمثل جناحاً من أجنحة هذا التنظيم وهو توصيف لا نقوله اعتباطاً أو رجماً بالغيب، بل أن علاقة الارتباط بين تنظيم القاعدة وما يسمى بالحراك صارت جلية ومكشوفة تؤكدها الوقائع والبراهين التي أفرزتها معطيات الأحداث.
أليست شرذمة "الحراك" هي من وفرت الأرضية والأقبية لعناصر القاعدة في مناطقها واحتضنت أولئك الإرهابيين في قراها ومنازلها وتسترت عليهم، بل وحالت دون وصول يد الدولة للقبض عليهم..؟.
وهل يمكن لشرذمة الحراك الانفصالي إنكار أنها من عملت وساعدت وقدمت الدعم اللا محدود لتسلل عدد من عناصر القاعدة إلى مناطقها وسهلت لهم إقامة المعسكرات داخل المزارع الخاصة ببعضها وقدمت لهم الدعم المادي واللوجستي؟.
وهل بوسع شرذمة الحراك الانفصالي أن تمحو تلك الصور التي ظهرت عبر القنوات الفضائية والتي اختلطت فيها الأعلام الشطرية بالأعلام السوداء لتنظيم القاعدة في تجمعات مشبوهة هدفها التخريب والتقطع وممارسة أعمال الفوضى والاعتداء على المواطنين، حيث التقى فيها المتعوس على خائب الرجاء في تحالف إرهابي شيطاني ودموي..؟.
وليس هذا وحسب، فهناك من الأدلة الدامغة ما يثبت أن الحراك والقاعدة تماهيا مع بعضهما ليصبحا مفردة واحدة تحركها نزعة الحقد على هذا البلد والرغبة في الانتقام من أبناء الشعب اليمني الذين كانوا على الدوام بمواقفهم وتمسكهم القيمي والأخلاقي بالجوهر النقي للدين الإسلامي الحنيف القائم على الوسطية والاعتدال على تضاد تام مع فكر التطرف والتعصب والغلو لتنظيم القاعدة إلى جانب رفضهم وتصديهم للنزعة التمزيقية والارتدادية والتآمرية للشرذمة الانفصالية المأجورة.
وعلى هذا الأساس بنى ذلك التحالف الإرهابي منهجيته ومساراته مدفوعاً بنزوة دنيئة متوهماً بأن تحالفاً كهذا كفيل بزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وتحويل بعض جباله إلى "تورابورا" وكهوف "قندهار" ولكن شاءت إرادة الله أن يحفظ هذا البلد من حقد الحاقدين ومكر الماكرين وكيد الكائدين فارتد الشر وبالاً على أصحابه، ليكن حصادهم الخيبة والخسران والخزي والعار.
ومهما تحالفت قوى العدوان والإرهاب فإن مآلها السقوط تحت أقدام هذا الشعب الذي شب عن الطوق وصار أكثر اقتداراً على إفشال كل المخططات الإجرامية والإرهابية، وكما تهاوت رؤوس تنظيم القاعدة في أرحب وأبين وأمانة العاصمة وشبوة فإن حلفاءها في الإرهاب ينتظرها نفس المصير إن لم يكن أسوأ، وتلك عاقبة كل مجرم وخائن وإرهابي، وفي ذلك عبرة لمن يتعظ
وصدق الله العظيم القائل: "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".
Reply With Quote
Bookmarks