حديث الصدق والصراحة !!


بحديث مفعم بالصدق والصراحة كشف فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في حديثه الموجه للحشد الغفير من المشائخ وأعيان ووجهاء اليمن المجتمعين يوم أمس في صنعاء العديد من الحقائق المتصلة بالشأن الوطني وتداعيات الأزمة الراهنة التي يمر بها الوطن اليمني اليوم، مؤكداً على أنه ومهما كانت التحديات فإن مصلحة اليمن ستبقى في صدارة الأولويات وحماية هذه المصلحة من أي عبث أو تطاول أو مساس سيظل منتهى الغايات لكل المخلصين والشرفاء والمناضلين من أبناء هذا الوطن الذين لا يلهثون وراء مكسب أو جاه أو منفعة أو نزوة من نزوات الدنيا الفانية وأهم ما يرجونه اليوم هو كيف يصونون مكتسبات هذا الوطن وتحولاته وإنجازاته ووحدته وأمنه واستقراره ويحافظون عليه من الدسائس والأخطار والنوايا المبيتة للطامعين والحاقدين والانتهازيين وتجار الأزمات والحروب الذين لا يحلو لهم العيش إلا في ظل الحرائق واشتعال النيران التي لا ينتج عنها سوى المآسي والآلام.
ولقد كان فخامة الأخ الرئيس حريصاً على أن يضع ذلك العدد الكبير من مشائخ وأعيان ووجهاء اليمن الذين تداعوا من مختلف المحافظات والمديريات للمشاركة في مؤتمر القبائل اليمنية في صورة ما يجري وما يحوط المشهد السياسي من تجاوزات وممارسات غير مألوفة بفعل الاندفاع غير المسؤول لبعض القوى السياسية والحزبية التي لاشك وأنها قد استغلت أجواء الحرية والديمقراطية في التطاول على ثوابتنا الوطنية بل أنها جعلت من التعددية السياسية معول هدم لتخريب الوطن وإشاعة الفوضى والفتن والتحريض على العنف والتدمير والاعتداء على المنشآت العامة والخاصة وقطع الطرقات وسفك الدماء البريئة وضرب أبراج وخطوط الكهرباء ونصب المتاريس في الأحياء والشوارع وإثارة الهلع والخوف لدى المواطنين والتمادي على النظام والقانون، معتقدة أنها ومن خلال هذه الممارسات الخاطئة والطائشة ستتمكن من الاستيلاء على السلطة عن طريق القوة والعنف بعد أن فشلت في تحقيق ذلك عبر الوسائل الديمقراطية وصناديق الاقتراع.
وما من شك في أن الأخ الرئيس قد أراد بهذا الحديث الشفاف والواضح أن يضع مشائخ ووجهاء اليمن ومن خلالهم كل أبناء الشعب أمام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية إزاء التحديات التي تجابه الوطن والتي ينبغي التصدي لها برص الصفوف وتوحيد الجبهة الداخلية باعتبار أن هذا الوطن هو وطننا جميعاً ومسؤولية الحفاظ عليه هي مسؤولية كل أبنائه.
وإلى جانب كل ذلك فقد جاء هذا الحديث كاشفاً لأولئك الذين ظلوا يتاجرون بقضايا الشباب بعد أن سرقوا مطالبهم وتطلعاتهم إلى درجة أنهم من جعلوا من أولئك الشباب الأنقياء سلماً لتحقيق أطماعهم ومشاريعهم الانقلابية ومخططاتهم التآمرية وذلك بتأكيد فخامته على أن الدولة والحكومة قد تفاعلت مع تلك المطالب الشبابية إلا أن من ركبوا موجة اعتصامات الشباب قد حالوا دون بلوغ الشباب لما خرجوا من أجله حينما استبدلوا مطالب الشباب بأجندتهم الحزبية والسياسية والتي تحركها النزعة الانقلابية والمشاريع التدميرية التي تتغذى من الفكر المتطرف لجماعة الاخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح والتي تناسلت منها كل الجماعات الجهادية المتطرفة والارهابية.
وهو ما يتأكد اليوم في تمدد الفكر الاخواني وسيطرته على القرار ليس فقط في التجمع اليمني للإصلاح وإنما على مستوى أحزاب اللقاء المشترك والتي صارت مع الأسف الشديد رهينة لهذا الفكر المتشدد والمتطرف والتكفيري الذي أصبح وبما يمتلكه من الوسائل وأذرع مسلحة يمثل خطرا على اليمن وتجربته الديمقراطية خاصة وأنه لا يمكن الفصل بين جماعة الاخوان في اليمن وتنظيم القاعدة بحكم الرباط الوثيق الذي نشأ بينهما في افغانستان والحرب على الايديولوجيا الشيوعية.
وهذه الجماعات الجهادية هي من حذر منها فخامة الأخ الرئيس بما فيها السلفيون الجهاديون الذين ينتمون إلى الاخوان المسلمين في التجمع اليمني للإصلاح وهم من قصدهم الأخ الرئيس في حديثه وليس أولئك السلفيين الخيرين الأنقياء والأتقياء الذين يرفضون العنف وسفك الدماء والفكر المتطرف والغلو وقد عرفناهم سواء من حل منهم في صعدة أو ذمار أو أي محافظة يمنية دعاة لوحدة الأمة باعتبار أن وحدة الأمة فرض عين على كل مسلم ومسلمة وأن هذه الفريضة لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تغدو محل خلاف أو موضع نزاع أو انقسام.
وباستشراف كل ما طرحه الأخ الرئيس سنجد أنه الذي وضع النقاط فوق الحروف للخروج من الأزمة الراهنة وتجنيب الوطن شرور الفتن والصراعات والتوترات الدامية بدعوته للجميع إلى فتح صفحة جديدة تكون فيها الغلبة لمصلحة اليمن أولا وأخيرا.



كلمة الثورة
الأربعاء 17 أغسطس 2011 م .