مجرد فضفضة !!
يعتصر قلبي ألما منقطع النظير ..
أرى أني لن أستطيع فعل الكثير ، وبأن قوتي في المواجهة خفتت بل ربما انتهت على أقل تقدير!!
الحيرة تملأ كياني ، والغلبة شقت فؤادي !!
لعرس أخي الحبيب ..
مناسبة مفرحة للجميع ، يوم ينتظره أغلب الآباء والأمهات بمجرد أن يرزقهم الله أطفالا ..
عقبال ما نفرح بأولادك يا أبو فلان .. عبارة تقال في هكذا مناسبات
فرحتي الغامرة ممزوجة بيقين المسؤولية وعظمها ، فتكوين نواة لأسرة سليمة قوامها النهج القويم ليس بالأمر الهين أو الأمر الذي نمر عليه مرور الكرام ..
لكني أعتصر ألما لأمر أقل أهمية ربما !!
البذخ المصاحب لليالي الأعراس والسهر الملاح كما يقال ، هل سنحاسب عليه ؟؟
أفكر احيانا ، لماذا إلى الآن لا نستطيع أن نتحكم بعاداتنا وأهوائنا في التعبير عن أفراحنا ؟؟
لماذا مازالت أفراحنا تنسينا آلام الآخرين (( وما أكثرها )) ؟؟
أكاد أجن حينما أرى نفسي أني مجبرة أن أدفع مبلغ لا يقل عن 1500 درهم من أجل ساعتين فرح وغيري يتضور جوعا !!
من الأولى بالفرحة ، نحن الذين تعج بيوتنا بكل ما نريد أم هم من يفرح لدرهم أو درهمين لصدقة ..
ربما هنالك من يضحك الآن ويقول 1500 درهم بس ؟؟ أرد عليه وأقول على أقل تقدير ..
بالأمس كانت أختي أيضا متوترة ، غالبت دموعها وهي تقول لي (( ما العمل يا أختي )) ؟؟
أصمت ثم أنظر إليها والحيرة تملأ عينيها ، أشوح بنظري بعيدا لأتذكر مآسي العالم ..
أرجع بصمت أختلس النظر إليها ثم أغالب نفسي وأقول لها ( يا أختي هذه مناسبة فرح افهمي فرح !! دعينا بالله عليك من آلام الآخرين ، لننساها لبضعة أشهر مقبلة !! )
أأنت مقتنعة بما تقولين ؟؟
غلبتني دمعتي وفضحت سري أمامها ..
لم يكن أمامنا سوى أن نفضفض قليلا بالبكاء !!
بكينا ثم بكينا ثم بكينا ، ثم نظرنا إلى بعضنا مرة أخرى وضحكنا على أنفسنا ضحكة حزن وألم !!
شعور متناقض ما بين الفرحة ولقيا الأحبة ، والحزن الذي نحمله مع كل مناسبة ..
كسرنا قيد العادات مرة ، وكانت النتيجة مؤسفة بل مبالغ كثيرا في ردة فعلها !!
ما زلنا نتجرع كأس ألمه إلى هذا اليوم رغم مضي 5 سنوات على فعله ، بالرغم من أنه لا يناقض الشرع مطلقا بل على العكس أُمرنا نحن المسلمين بالإتزام به !!
الناس ما عادت تعيش إلا للمظاهر ، وبنات أبو فلان من المفترض أن لا يكن أقل من غيرهن وإلا سنتجرع كأسا آخر مرارته أقسى من العلقم عنوانه ممنوع الإقتراب !!
قلت لها وما الحل أختي الحبيبة ؟؟ أنت تمتلكين رجاحة عقل تفوق بنات جيلك !!
نظرت إلي باستغراب وقالت ( لم أنت هنا ، فعلا الزهايمر شغال عندك ، أنا من طرحت السؤال وأنتظر منك الإجابة ) !!
كيف يمكننا أنو نوفق ما بين فرحتنا واكتمال مظهرنا المتبع وفق تقاليدنا والشرع والهم الذي يمتلك قلوبنا في هكذا مناسبة ؟؟
لا أمتلك أي إجابة ولا يمكنني الرضوخ ، فمبلغ مثل هذا يكفل على الأقل 10 أيتام في الشهر ، أي بحسبة بسيطة 20 يتيما لي ولأختي !!
أليس هذا مفجعا ؟؟
Bookmarks