Page 1 of 2 12 LastLast
Results 1 to 12 of 21

Thread: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

  1. #1

    الازديه's Avatar
    Join Date
    Dec 2009
    Location
    على سفح الجبل الثلجي
    Posts
    3,250
    Rep Power
    272

    ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    د. طارق الطواري

    مع عودة المد الصوفي للظهور من جديد في الساحة الكويتية في بعض المساجد وإذاعة القرآن الكريم والكتابات الصحفية وعودة الدعوة إلى الخرافة والطرق البدعية وإماتت السنة وإحياء البدعة من خلال ما سبق ونشر كتيبات باسم طلبة العلم في مسجد البشر بمشرف ككتب الدعاء الجماعي ومسح الوجه باليدين بعد الدعاء والدعوات للموالد وزيارة القبور والتوسل بها وقد كتب الدكتور / يوسف الشراح أصلحه الله الأستاذ بكلية الشريعة مقالاً في : 15/4/2004م في جريدة الوطن بعنوان الصوفية الحفة في ميزان شيوخ السلفية .

    زعم فيه أن الصوفية على حق وأنهم أهل الجهاد وهم السادة العلماء بالإضافة للغمز واللمز بأئمة السلف الإعلام كشيخ الإسلام وغيره من أجل ذلك كله وجب الإيضاح والبيان كي لا يلتبس الحق بالباطل وأول ذلك التعريف بالصوفية من حيث النشأة والتسمية والطبقات ثم أثرهم المزعوم في الجهاد وقد استعنت في ذلك بما نشر في موقع كشف الشبهات :
    www.khayma.com/kshf/M/Suofyah.htm
    وبما كتبه الشيخ حسان العتيبي نقلا عن صيد الفوائد وعن كتابه تربية الأولاد في الإسلام في ميزان النقد العلمي :
    http://saaid.net/Doat/ehsan/134.htm
    والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه .
    النشأة
    حركة التصوف انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعو إلى الزهد وشدة العبادة ، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقا مميزة معروفة باسم الصوفية ، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسمو بها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق اتباع الوسائل الشرعية ، ولذا جنحوا في السمار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية : الهندية والفارسية واليونانية المختلفة .

    سبب التسمية
    اختلف العلماء في نسبة الاشتقاق على أقوال أرجحها :
    ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وابن خلدون وطائفة كبيرة من العلماء من أنها نسبة إلى الصوف حيث كان شعار رهبان أهل الكتاب الذين تأثر بهم الأوائل من الصوفية .

    بداية الانحراف
    كدأب أن انحراف يبدأ صغيراً ، ثم ما يلبث إلا أن يتسع مع مرور الأيام فقد تطور مفهوم الزهد في الكوفة والبصرة في القرن الثاني للهجرة على أيدي كبار الزهاد أمثال : إبراهيم بن أدهم ، مالك بن دينار ، وبشر الحافي وغيرهم إلى مفهوم لم يكن موجوداً عند الزهاد السابقين من تعذيب للنفس بترك الطعام ، وتحريم تناول اللحوم ، والسياحة في البراري والصحاري ، وترك الزواج ، يقول مالك بن دينار : ( لا يبلغ الرجل منزلة الصديقين حتى يترك زوجته كأنها أرملة ، ويأوي إلى مزابل الكلاب ) ، وذلك دون سند من قدوة سابقة أو نص كتاب أو سنة ، ولكن مما يجد التنبيه عليه أنه قد نسب إلى هؤلاء الزهاد من الأقوال المرذولة والشطحات المستنكرة ما لم يثبت عنهم بشكل قاطع كما يذكر شيخ الإسلام ابن تيمية .

    * ومنذ ذلك العهد أخذ التصوف عدة أطوار أهمها :
    - البداية والظهور : ظهر مصطلح التصوف والصوفية أول ما ظهر في الكوفة بسبب قربها من بلاد فارس ، والتأثر بالفلسفة اليونانية بعد عصر الترجمة ، ثم بسلوكيات رهبان أهل الكتاب .

    * طلائع الصوفية :
    ظهر في القرنين الثالث والرابع الهجري ثلاث طبقات من المنتسبين إلى التصوف وهي :
    - الطبقة الأولى :
    كان يغلب على أكثرهم الاستقامة في العقيدة ، والإكثار من دعاوى التزام السنة ونهج السلف ، وإن كان ورد عن بعضهم – مثل الجنيد – بعض العبارات التي عدها العلماء من الشطحات ، ومن أشهر رموز هذا التيار .
    - الجنيد : هو أبو القاسم الخراز المتوفي 298هـ يلقيه الصوفية بسيد الطائفة .
    - ومن أهم السمات الأخرى لهذه الطبقة كثر الاهتمام بالوعظ والقصص مع قلة العلم والفقه والتحذير من تحصيلهما في الوقت الذي اقتدى أكثرهم بسلوكيات رهبان ونساك أهل الكتاب حيث حدث الالتقاء ببعضهم ، مما زاد في البعد عن سمت الصحابة وأئمة التابعين ، ونتج عن ذلك اتخاذ دور للعبادة غير المساجد ، يلتقون فيها للاستماع للقصائد الزهدية أو قصائد ظاهرها الغزل بقصد مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما سبب العداء الشديد بينهم وبين الفقهاء ، كما ظهرت فيهم ادعاءات الكشف والخوارق وبعض المقولات الكلامية ، وفي هذه الفترة ظهرت لهم تصانيف كثيرة .
    - ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها ما يسمونه ( الذوق ) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .
    - الطبقة الثانية : خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .
    - ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبو اليزيد البسطامي ت 263هـ ،ذو النون المصري ت 245هـ ، الحلاج ت 309هـ ، أبو سعيد الخزار 277-286هـ ، الحكيم الترمذي ت 320هـ ، أبو بكر الشبلي 334هـ .
    - الطبقة الثالثة :
    وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي ، وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية ، ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت 309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت 638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667هـ .
    - الحلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244- 309هـ ولد بفارس حفيدا لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين ، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وجهت إليه :
    أ‌- اتصاله بالقرامطة .
    ب‌- قوله ( أنا الحق ) .
    ت‌- اعتقاد أتباعه ألوهيته .
    ث‌- قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .

    - يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبد القادر الجيلاني ، المتوفي سنة 561هـ نسب إليه أتباعه من الأمور العظمية فيما لا يقد عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة ، ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه : ( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله ) ، وكان يقول : ( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له ) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .
    - يقول السيد محمد رشيد رضا : ( ينقل عن الشيخ الجيلاني من الكرامات وخوارق العادات ما لم ينقل عن غيره ، والنقاد من أهل الرواية لا يحفلون بهذه النقول إذ لا أسانيد لها يحتج بها ) ( دائرة المعارف الإسلامية 11/171) .
    - كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540هـ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتاب الصوفية – كدأبهم مع من ينتسبون إليهم – الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية ، ومن هذه الأقوال : ( كان قطب الأقطاب في الأرض ،ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال ) ( طبقات الشعراني ص 141، قلادة الجواهر ص 42) .
    - وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهر وردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587هـ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت 604هـ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الإشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر .
    - في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لقب بالشيخ الأكبر ، أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .
    - محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638هـ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء ، طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله .
    - أبو الحسن الشاذلي ت 656هـ : صاحب ابن عربي ، من أشهر تلاميذ مدرسة أبو السحن الشاذلي ت 656هـ أبو العباس ت 686هـ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت 675هـ .
    - وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت 672هـ .
    أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ، ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف .
    وفي القرن التاسع ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت 791هـ .
    وكذلك القرن العاشر ما كان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة .
    - وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم وبدأت مرحلة الدراويش
    - ومن أهم ما تتميز به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد على باشا والي مصر يقضي بتعين محمد البكري خلفا لوالده شيخا للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطي فيها ، وذلك كله في محاولة لتفويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .
    ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة : - عبد الغني النابلسي 1050-1287هـ ، أبو السعود البكري المتوفي 1812م ، أبو الهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287هـ ، عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281هـ ، محمد عثمان الميرغني ت 1268هـ ، أبو الفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327هـ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد ، أحمد التيجاني ت 1230هـ

    مصادر التلقي عند الصوفية
    - الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
    1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظة أو مناماً .
    2- الخضر عليه الصلاة والسلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
    3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى .
    4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
    5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظة أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
    6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والإتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
    7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
    8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
    - التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

    الأفكار والمعتقدات
    - يعتقد عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :
    - يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .
    - والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضا عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : ( خضنا بحرا وقف الأنبياء بساحله ) ، ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه ، ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .
    - وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضل الولي على النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف ف الكون ، ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير ، ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضا يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواء كان في حياتهم أو بعد مماتهم .
    وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلا عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) الجن : 21) .
    - يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .
    - التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .
    - لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .
    - لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .
    - يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ( وعلمناه من لدنا علما ) .

    - شطحات الصوفية :
    سلك بعضهم طريق تخضير الأرواح معتقداً بأن ذلك من التصوف ، كما سلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، وقد اهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .
    - يقول بعضهم بارتفاع التكاليف – إسقاط التكاليف – عن الولي ، أي أن العبادة تصير لالزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك.
    - يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما جاء في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : ( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل ) .
    - لقد أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، وعند الشاذلية لا إله إلا الله ، وعند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول : هو هو ، بلفظ الضمير ، وفي ذلك يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص229 : ( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتجاد ).
    ويقول في ص228 أيضاً : ( من قال : يا هو يا هو ، أو هو هو ،ونحو ذل، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى ما يصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل ) .
    - قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، وفي ذلك يقول ابن تيمية ص 494 : ( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولا من الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة ) .
    - ويقول أيضاً في ص 504 : ( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى ) .
    - وفي ص 506 من نفس الكتاب : ( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ) .
    - ويقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : ( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين ) .

    * من أبرز المآخذ التي تؤخذ على الصوفية ما يلي : 1- الحلول والاتحاد
    2- وحدة الوجود
    3- الشرك في توحيد الألوهية وذلك بصرف بعض أنواع العبادة لغير الله تعالى .
    4- الشرك في توحيد الربوبية وذلك باعتقادهم أن بعض الأولياء يتصرفون في الكون ويعلمون الغيب ..
    5- الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم .
    6- الغلو في الأولياء .
    7- الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .
    8- يتساهل بعض الصوفية في التزام أحكام الشرع .
    9- طاعة المشايخ الخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم ، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .
    10- تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .
    - لقد فتح التصوف المنحرف باباً واسعاً دخلت منه كثير من الضلالات والبدع التي تخرج صاحبها من الإسلام .

    أماكن الانتشار

    انتشر التصوف على مدار الزمان وشمل معظم العالم الإسلامي ، وقد نشأت فرقهم وتوسعت في مصر والعراق وشمال غرب أفريقيا ، وفي غرب ووسط وشرق آسيا .
    - تراجعت الصوفية وذلك ابتداءً من نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ولم يعد لها ذلك السلطان الذي كان لها فيما قبل ، وذلك بالرغم من دعم بعض الدول الإسلامية للتصوف كعامل مثبط لتطلعات المسلمين في تطبيق الإسلام الشمولي .

    وأما دور الصوفية المزعوم في الجهاد في سبيل الله الذي أشار إليه بعض الكتاب ( بأن الملوك والأمراء متى قصدوا الجهاد كان كثير من شيوخ الصوفية يوعزون إلى أتباعهم ويحرضونهم على الخروج في سبيل الله فلتستمع إلى أقوال السادة العلماء في حقيقة جهاد المتصوفة ووقوفهم في وجه أعداء الأمة .
    قال الشيخ عبد الرحمن الوكيل (1) رحمه الله : ويزعمون أن الصوفية جاهدت حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة ولقد علمت ما دين الصوفية ؟ ! فما نشروا إلا أساطير حمقاء ، وخرافات بلهاء ، وبدعاً بلقاء شوهاء ، ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر ، وتعبد الرمم ، ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر ، وطوع هوى الغاصب المستعمر ، فعدو الإسلام يوقن تماماً أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً ، لكي يقضوا على الإسلام وأهله ، فعلها قديما ويفعلها حديثا ، اقرأوا تاريخكم إن كنت تمترون ، أروني صوفياً واحداً قاتل في سبيل الله ؟ أروني صوفياً واحداً جالد الاستعمار أو كافحه أو دعا إلى ذلك ؟ إن كل من نسب إليهم مكافحة المستعمر – وهم قلة – لم يكافحوه إلا حين تخلى عنهم ، فلم يطعمهم السحت من يديه ولم يبح لهم جمع الفتات من تحت قدميه ، وإلا حين قهرت فيهم عزة الوطنية ذلك الصوفية فقاتلوه حمية لا لدين .

    وقال أيضاً :
    سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام (492هـ ) ، و " الغزالي " الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة ، فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً ، ولم يجر قلمه بشيء عنه في كتبه ، لقد عاش " الغزالي " بعد ذلك 13 عاماً _ إذا مات سنة (505هـ ) ، فما ذرت دمعة واحدة ولا استنهض همة مسلم ليذود عن الكعبة الأولى .بينما سواه من الشعراء يقول :
    أحل الكفر بالإسلام ضيماً يطول عليه للدين نحيب
    وكم من مسجد جعلوه ديراً على محرابه نصب الصليب
    دم الخنزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب
    أهز هذا الصراخ الموجع زعامة الغزالي ؟ كلا ، إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء ، ويتحدث عن " الصحو" و " المحو" ، ودون أن يقاتل أو يدعو غيره إلى قتال .
    و" ابن عربي " و " ابن الفارض " الزعيمان الصوفيان الكبيران عاشا في عهد الحروب الصليبية ، فلم نسمع عن واحد منهما أنه شارك في قتال ، أو دعا إلى قتال ، أو سجل في شعره أو نثره آهة حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين ، لقد كانا يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء ، فليدع المسلمون الصليبيين ، فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور ، هذا حال أكبر زعماء الصوفية ، وموقفهم من أعداء الله ، فهل كافحوا غاصباً أو طاغياً ؟

    وقال أيضاً :
    ثم اقرؤوا ما كتب الزعيم " مصطفى كامل " في كتابه " المسألة الشرقية " ( ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة " للقيروان : أن رجلاً فرنساوياً دخل في الإسلام ، وسمى نفسه " سيد أحمد الهادي " واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة العالمية ، وعين إماماً لمسجد كبير في " القيروان " فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة : استعد أهلها للدفاع عنها ، وجاءوا يسألونه أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد ! يعتقدون فيه ، فدخل " سيد أحمد " الضريح ، ثم خرج مهولاً لهم بما سينالهم من المصائب ، وقال لهم بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم (2) لأن وقوع البلاد صار بحتاً ، فاتبع القوم البسطاء قوله ، ولهم يدافعوا عن " القيروان " أقل دفاع بل دخلها الفرنساويون آمنين ) أ.هـ .

    وحين أغار الفرنجة على " المنصورة " قبل منتصف القرن السابع الهجري ، اجتمع زعماء الصوفية ، أتدري لماذا ؟ لقراءة " رسالة القشيري " والمناقشة في كرامات الأولياء ( من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين يغدقون على الصوفية الجاه والمال ، فرب مفوض سام لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية من وجوه البلاد ، ثم تراه يسعى إلى زيارة " حلقة " من حلقات الذكر ، ويقضي هنالك زيارة سياسية تستغرق الساعات ، أليس التصوف الذي على هذا الشكل يقتل عناصر المقاومة في الأمم ) (3) أ.هـ .
    ثم إن كل من نسبت إليهم الصوفية أنهم جاهدوا في سبيل الله عملوا على نشر الإسلام ليسوا صوفيين ، وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناًَ ، هذه هي الصوفية " (ص170-172) .
    ب . وقال الشيخ " محمد أحمد لوح " حفظه الله : أما عقيدة وحدة الوجود التي نادى بها هؤلاء المتصوفة : فتهدف إلى إلغاء الأحكام _ ( أي : موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ) – تحت مظلة وحدة الأديان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – عند بيان المراتب الصوفية – " وأما المرتبة الثالثة : أن لا يشهد طاعة ولا معصية ، فإنه يرى أن الوجود واحد ، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله ، فإن صاحب هذا المشهد يتخذ اليهود النصارى وسائر الكفار أولياء .. أ.هـ (4)
    وهذا هو الواقع ، فإن الصوفي كلما تقدم به تصوفه وازداد غلوا فيه ، قلت غيرته الدينية ، فالشيخ " عبد الرحمن الصباغ " الذي ضاق ذرعاً بالعيش في صعيد مصر لكثرة من به من اليهود والنصارى قال في أخريات حياته " إنه ليود معانقة اليهود والنصارى كما يعانق أحد أبناء الإسلام " ( 5) .
    وبالغلو في الفكر الصوفي يصل المرء إلى حد لا يغضب لله بلده الغيرة لدينه ، كما يقرر " ابن عربي " في قوله " ومن اتسع في علم التوحيد ولم يلزم الأدب الشرعي فلم يغضب لله ولا نفسه ... فإن التوحيد يمنعه من الغضب ، لأنه في نظره ما ثم من يغضب عليه لأحدية العين عنده في جميع الأفعال المنسوبة إلى العالم ، إذ لو كان عنده مغضوب عليه لم يكن توحيد ، فإن موجب الغضب إنما هو الفعل ، ولا فاعل إلا الله " . (6)
    ويبدو أن الصوفية قضوا على مجاهدة الكفار بالسيف بواسطة بث هذا الفكر ، كما أماتوا الغيرة الدينية والانتصار للحق ، فيقرر " التيجاني " أن " الأصل في كل ذرة في الكون أنها مرتبة للحق سبحانه وتعالى ، ويتجلى فيها بما شاء من أفعاله وأحكامه ، والخلق كلهم مظاهر أحكامه وكمالات ألوهيته ... ويستوي في هذا الميدان : الحيوان والجمادات والآدمي وغيره ، ولا فرق بين الآدمي وبين المؤمن والكافر فإنهما مستويان في هذا البساط ، ويكون على هذا ، الأصل في الكافر التعظيم لأنه مرتبة من مراتب الحق ... ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود " (7) .
    فأنت ترى أنه أقر أن من عرف وحدة الوجود : اعتقد أن تعظيم الكفار لابد منه لكونهم مرتبة من مراتب الحق ، أما إهانتهم وإذلالهم فلا تعدو أن تكون أحكاما طارئة ، والتعويل إنما هو على الأصل لا على ما طرأ .
    وقال – ( أي : التيجاني ) – في رسالة إلى أهل فارس " وسلموا للعامة وولاة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرض لمنافرة أو تبعيض أو تنكير ، فإن الله هو الذي أقام خلقه فيما أراد ، ولا قدرة لأحد أن يخرج الخلق عما أقامهم الله فيه " (8) .
    ولا ريب أن هذا الفكر يهدف إلى القضاء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إسداء النصيحة لكل أحد ، ومحو الجهاد باللسان قبل الجهاد بالسنان ، وإلى مثل هؤلاء الناس أشار ابن تيمية حين قال " وهذا يقوله كثير من شيوخ هؤلاء الحلولية ، حتى إن أحدهم إذا أمر بقتال العدو يقول : " أقاتل الله ؟ ما أقدر أن أقاتل الله " ، ونحو هذا الكلام الذي سمعناه من شيوخهم وبينا فساده لهم وضلالهم " (9) .
    ومن هنا أنتقد كثير من الباحثين " أبا حامد الغزالي " لسكوته عن غزو الصليبيين للمسلمين رغم معايشته إياه ، فلم يذكرهم بشيء في كتاباته الكثيرة ، فضلاً عن أن يشارك في انتفاضة (10) المسلمين وجهادهم ضدهم . فيقول الدكتور الأعسم " وهو يعني : سكوته عنهم – أمر يدعونا إلى نظر عميق في أن الغزالي لابد كان قد استبطن عقيدة حطمت أمامه كل الفروق الدينية أو العنصرية ، أو أنه فشل في أن يظل مكافحاً من أجل الدين ، وإلا فما هو سبب إهماله لذكر الصليبيين وأنهم أخطر على الإسلام من الباطنية والفلاسفة ؟ فكل مؤلفات الغزالي التي ثبتت له خالية من الإشارة إلى الصليبيين (11) . أ.هـ . " تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي " (1/568-570) للشيخ " محمد أحمد لوح " .
    ج. ولما تحدى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طائفة " الرفاعية " الأحمدية " أمام نائب السلطنة (سنة 705هـ ) قال شيخ المنيبع " الشيخ صالح " منهم : نحن أحوالنا إنما تنفق عند التتر ! ليست تنفق عند الشرع ! .
    قال ابن كثير رحمه الله : فضبط الحاضرون عليه تلك الكلمة ، وكثير الإنكار عليهم من كل أحد ثم اتفق الحال على أنهم يخلعون الأطواق الحديد من رقابهم ، وأن من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه . أ . هـ " البداية والنهاية " (14/38) .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

    جمعه د. طارق الطواري.
    ------------------------------
    (1) وقد كان من كبار أهل التصوف ثم هداه الله ، فصار من أئمة السلفيين في مصر ، وكان وكيلاً لجماعة أنصار السنة هناك ، فرحمه الله .
    (2) والتاريخ يعيد نفسه ، فلما جاء " السادات " من الصلح مع يهود استقبله شيوخ الطرق الصوفية في مصر في المطار ، وكان عدد مندوبي الطرق 72 مندوبا ! ، فوقف الشيخ " محمد جميل غازي " رحمه الله على المنبر ، وقال " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال " وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ط فاثنتان وسبعون في المطار وواحدة في القاهرة " ! .
    (3) " عمر فروخ " في كتابه " التصوف في الإسلام " .
    (4) " الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان " (ص93-94) .
    (5) " الصوفية في الإسلام " (ص87) .
    (6) " الفتوحات المكية " (5/270) .
    (7) " جواهر المعاني " (2/91-92) .
    (8) " جواهر المعاني " (2/165-166) .
    (9) " مجموعة الرسائل والمسائل " (1/110-111) .
    (10) وقد عد الشيخ " بكر أبو زيد " هذا اللفظ من الألفاظ المولدة الدخيلة وقال " لا ينتقض إلا العليل كالمهموم والرعديد " أ.هـ " معجم المناهي اللفظية " (ص86) .


    ( مـــنــقـــول )
    Last edited by الازديه; 05-07-2010 at 06:34 PM.

  2. #2

    غامدية هواهاعدن's Avatar
    Join Date
    Jun 2010
    Posts
    497
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    يااااااليتهم يوعووون للمكتوب يااااأزدية
    يااااااليتهم بعقوووولهم !
    لكن تكلمييين ميييين؟
    أسأل الله لك جنة الفردوس الأعلى على حب ديننا الاسلامي الصحيح الخااااالي من الخزعبلات والهرطقااات..
    تقبلي مروووري

  3. #3


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    بالطبع الكاتب دكتور جاهل وكذلك الناقل واليكم البيان الشافي لأهل العقول وليس لاهل الاهواء:

    صور من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين - أسعد الخطيب (*)


    التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له، أو تجاهله بأي حال من الأحوال.


    ولقد ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته، وابن خلدون في مقدمته، والذهبي في تواريخه، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام، وهو لب ديننا الحنيف.


    يقول الذهبي: ".... إنما التصوف والتأله والسير والمحبة، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، من الرضا عن الله، ولزوم تقوى الله، والجهاد في سبيل الله(1)".


    ويعنينا هنا في هذه الدراسة الموجزة، العبارة الأخيرة من كلام مؤرخنا الكبير، أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.


    ولا نعدو الصواب إذا قلنا: إن هذا الجانب الهام غفل عن الخوض فيه جل الدارسين لهذا العلم ورجاله. بل حاولت فئة واسعة من المستشرقين، وبعض من حذا حذوهم من الباحثين المعاصرين، أن يصم التصوف بالخمول والكسل، والضعف والخنوع، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين.


    ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه: الأكبر والأصغر، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف. وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً: "... وعليك بالجهاد الأكبر، وهو جهاد هواك، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..."(2).


    وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد، وهم خواص أهل السنة، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ماندر، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ): ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا"(3).


    وقريب من ذلك ماجاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي:


    "... إن المنافقين كرهوا القتال، خوفاً من الموت، أما الزاهدون المحبون لله تعالى، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص"(4) وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" (5).


    أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات، متحدثاً عن أصناف الأولياء: "... ومنهم السائحون، وهم المجاهدون في سبيل الله، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران، لا يكون فيها ذاكر الله من البشر، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها، فكان السياحة بالجهاد، أفضل من السياحة بغير الجهاد..."(6).


    والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة، وفي مقدمتها: الشجاعة والتضحية. يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ): "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة"(7). ويذكر غيره: "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله، والشجاعة بالقتال للجهاد.(8).


    وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ)، وقال له: "أوصني، فقال: أقل مافي هذا الأمر بذل الروح، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية. وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً: "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات، وقد قال تعالى:" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...."(9).


    ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك، وزبدة القول:


    إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة"(10). فشدوا الرحال إلى ميادين القتال، لوعظ المجاهدين، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم. يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد:


    ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل (11).


    ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة، هو الفرار من مشاهد الفتن، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم، ورضى نفوسهم وراحتها.


    يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ): "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة، استراح إلى غير معصية"(12).


    ولننتقل الآن إلى أرض الواقع، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وقد اخترنا هذه الحقبة لصفائها من الشوائب، ولأنه تم فيها وضع أسس ومرتكزات علم التصوف وقواعده. قال الإمام الجنيد (ت 297 هـ): "طوي بساط هذا العلم منذ خمسة عشر عاماً، وإنما نتكلم في حواشيه".


    فمع بواكير القرن الثاني يطالعنا الحسن البصري- رحمه الله- (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم. قال أبو طالب المكي: "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنهج سبيل هذا العلم، وفتق الألسنة به، ونطق بمعانيه، وأظهر أنواره، وكشف قناعه."(13). وذكر الحفاظ: "لازم الحسن العلم والعمل، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب"(14).


    وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن: يا أبا سعيد هل غزوت؟! قال: نعم(15)، وقال أيضاً: "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (16). واشتهر عن الحسن قوله: أدركت سبعين بدرياً ماكان لباسهم إلا الصوف.


    من مأثوراته: "ماعمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله، أفضل من ناشئة الليل"(17).


    ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه:


    محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ)، ومالك بن دينار (ت 131 هـ). وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ماوراء النهر، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة(8). وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه، رافعاً أصبعه إلى السماء، فقال قتيبة: لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير (19) كان ابن واسع كثير الصمت، ومن كلامه: مارأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه(20).


    وأما مالك بن دينار- رحمه الله- فهو يعد من كبار رجال الطريقه، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها. يروي صاحب كنوز الأولياء عنه: أنه كان في طلب الغزو سنين، فركب بعسكر الإسلام للغزو، فلما شرعوا، أخذته الحمى، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس، فضلاً عن أن يقاتل، فحملوه إلى الخيمة، وجعل يبكي ويقول: لو أن في بدني خيراً لمايبتلى اليوم بالحمى(21).


    وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين، منهم: أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد، وقد تزوج من العابدة معاذة، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً. وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة: كان يرجع إليه الجهد الجهيد، والورع الشديد، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً، دخل سجستان غازياً، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف.(22).


    ومنهم عتبة الغلام -رحمه الله- (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين. جاء في الحلية عن عتبة أنه قال: "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه.(23) ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال: جاءنا عتبة الغلام، فقلنا له: ماجاء بك؟، قال: جئتُ أغزو، فقلتُ: مثلك يغزو! فقال: إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة)(24)، فأغزو فأستشهد، قال: فمضى مع الناس فلقوا الروم، فكان أول رجل استشهد. من مأثوراته، لا عقل كمخالفة الهوى، ولا فقر كفقر القلب، ولا فضيلة كالجهاد.


    ومنهم عبد الواحد بن زيد -رحمه الله- (ت 177هـ) يقول: قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة: "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...."(25)، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه. وقد أسند عن الحسن البصري قوله: "لكل طريقٍ مختصر، ومختصر طريق الجنة الجهاد"(26).


    ومنهم رباح القيسي -رحمه الله- (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية.(27).


    من كلامه: من المستحيل أن تنظر قلوب محبي الدنيا إلى نور الحكمة.


    ومنهم إبراهيم بن أدهم -رحمه الله- (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين، كان أبوه ملكاً، لكن الابن تزهد اختياراً، وساح في البلاد، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً، ومقاتلاً باسلاً، رابط في الثغور، وخاض المعارك على البيزنطيين(28)، وقال ابن حبان: إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات، واختلف في وفاته، والأصح ماذكره ابن كثير وياقوت أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو"(29).


    ومنهم شقيق البلخي -رحمه الله- (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق. قال حاتم الأصم: كنا مع شقيق نحارب التُرك، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير، ورماح تُقصف، وسيوف تُقطع فقال لي: كيف ترى نفسك ياحاتم في هذا اليوم؟! تراه مثل ماكنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك؟؟ قال: لا والله. قال: لكني والله، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ماكنتُ تلك الليلة. واستشهد شقيق في غزاة كوملان(30) فيما وراء النهر.


    وحكاية أخرى عن شقيق البلخي نرويها هنا للفائدة، قال: خرجنا في غزاة لنا في ليلة مخوفة، فإذا رجل نائم، فأيقظناه، فقلنا: تنام في مثل هذا المكان؟! فرفع رأسه وقال: إني لأستحي من ذي العرش أن يعلم أني أخاف شيئاً دونه.


    ومنهم علي بن بكّار -رحمه الله- (ت199هـ)، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها. وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار، والمجاهد الكرّار، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة".


    قال ابن الجوزي: بلغنا عن علي بن بكار أنه طعن في بعض مغازيه، فخرجت أمعاؤه، فردها إلى بطنه، وشدها بالعمامة، إلى أن قتل ثلاثة عشر علجاً"(31).


    ومنهم عبد الله بن المبارك -رحمه الله- (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد: "كان من الربانيين في العلم، ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد [ثغر"> المصيصة، فصحبه الصوفية...(32). والقصة طويلة وطريفة، وتحتاج إلى مكان أرحب. وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى:"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى. وقد صدِّرت تراجم الصوفية باسمه.


    وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو.(33).


    ومنهم أبو سعيد الشهيد -رحمه الله- ووصف بأنه صاحب بأس شديد، وقد حمل في إحدى الغزوات، وقتل نفراً من الأعداء قبل أن يستشهد. وقدأنشد قبل موته:


    أحسن بمولاك سعيد ظنّا *** هذا الذي كنت تمنَّى


    تنحِ ياحور الجنان عنّا *** مالك قاتلنا ولا قتلنا


    لكن إلى سيدكن اشتقنا *** قد علم السر وما أعلنا(34).


    ومنهم أبو اسحاق الفزاري -رحمه الله- (ت 183هـ)، وقد أطلق عليه ابن كثير: "إمام أهل الشام في المغازي"(35)، وترجم له صاحب الحلية: "تارك القصور والجواري، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه: إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى.


    ومنهم أبو العباس السمّاك -رحمه الله- وكان يرتاد الثغور مع أقرانه (36)، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد. ومن وعظه له: اتق الله، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة، فاعدل في الرعية، وانفر في السرية.


    ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود، والغازي أبا يوسف الغسولي، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط (37). (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً.


    ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني، ليستوقفنا القرن الثالث ومايحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين، خرجوا من ديارهم، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد، وبث الحماسة الدينية، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع"(38).


    فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله. ومنهم: أبو القاسم الأبار، وأبو القاسم القحطبي، وأبو القاسم الملطي، رحمهم الله.(39).


    ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة. ومما حدث به حاتم عن نفسه، قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فأخذت السكين من يديه فذبحته(40)، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد.(41).


    ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي -رحمه الله- (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر(42). من كلامه: العارف لا يكدره شيء ويصفو به كل شيء.


    * ومنهم السري السقطي -رحمه الله- (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم(43)، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة: "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال: صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة.


    قال الحسن البزار: سألت أحمد بن حنبل عن السري بعد قدومه من الثغر فأثنى عليه (44). من كلامه من صفات الصوفي أن لا يتكلم بباطن علم، ينقضه عليه ظاهر الكتاب والسنة.


    ومنهم أبو سليمان الداراني -رحمه الله- (ت 205هـ) العارف المشهور، وهو ممن كان يرتاد الثغور (45). وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد. وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله(46). وتقدم قوله: في الغزو والرباط نعم المستراح.


    ومنهم أبو يزيد البسطامي -رحمه الله- (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين. كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله، ومن أقواله: لم أزل منذ أربعين سنة، ما استندت إلى حائط، إلاحائط مسجد أو رباط، ويقول أيضاً: أقامني الحق مع المجاهدين، أضرب بالسيف في وجه أعدائه(47).





    ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي-رحمه الله- (ت 269هـ) جالس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث، وكان له مهر قد رباه، وكان يحب الغزو عليه.(48).


    قال الجنيد: حبب إلي أبو حمزة الغزو، وكان يأتي بلاد الروم، والناس بالسلاح وعليه جبة صوف(49). ويقال إنه أول من أظهر الكلام في المحبة والشوق وجمع الهمة وصفاء الفكر.


    ومنهم اسماعيل أبو إبراهيم الصوفي رحمه الله قال عنه الخطيب في تاريخه: ".... كان مذكوراً بالخير والفضل وكثرة الغزو والحج"(50).


    ومنهم أحمد عاصم الأنطاكي رحمه الله، وهو من أقران الحارث المحاسبي المتوفى سنة (243هـ) وهو من متقدمي مشايخ الثغور.(51).


    ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه: "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة، إمام هدى"، إلى أن قال: " ومن خالفه فمن أهل الضلال.(52) وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد: "وخرجت يوماً في بعض الغزوات،وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة، فكرهت ذلك، ففرقته على محاويج الغزاة"(53). من مأثوراته التي قطع فيها الطريق على المنحرفين والمتشبهين بهذه الطائفة قوله: علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة.


    وإذا كان أئمة من العارفين ترددوا إلىالثغور لنيل نصيب من شرف الجهاد، فإن هناك جماعات منهم استوطنت المدن الثغرية "وكان لها دور هام في حياتها المدنية والجهادية، وعرفوا بالشيوخ المسجدية، كانوا يصلون نافلة نهارهم أجمع، لا يشغلهم عن ذلك إلا النداء بالنفير، أو الغزو، أوتشييع جنازة من يموت من الصالحين، أو عيادة مريض من المجاهدين.(54).


    منهم أبو عبد الله النباجي -رحمه الله- (ت 225 هـ تقريباً) كان إمامهم في الصلاة في ثغرطرسوس، سئل مرة: لماذا لم تخفف الصلاة وقد أعلن النفير؟! قال: ماحسبت أن أحداً يكون في الصلاة فيقع في سمعه غير ما يخاطب الله عز وجل(55).


    ومنهم أبو العباس الطبري رحمه الله، وفي قصة موته: أنه كان يعظ المجاهدين في طرسوس، فأدركته مما كان يصف من جلال الله وملكوته وجبروته، فخر مغشياً عليه من الموت.(56).


    ومنهم زهير المروزي -رحمه الله- (ت 258هـ) وقد رابط أواخر عمره في ثغر طرسوس إلى أن مات، يروي عن البغوي قوله المشهور: مارأيت بعد أحمد بن حنبل أزهد من زهير، سمعته يقول: أشتهي لحماً ولا آكله حتى أدخل الروم، فآكله من مغانم الروم(57).


    ويبدو أن بعض الصوفية ركب البحر غازياً، ويكفي أن نذكر منهم:


    علي الرازي المذبوح رحمه الله، وهو أستاذ أبي تراب النخشبي (58) وهناك فريق من العارفين المجاهدين لم يذكر لنا المؤرخون أسماءهم، وإنما نقلوا إلينا طرفاً من أخبارهم في الزهد والجهاد. مثل على ذلك ماروى ابن عساكر عن أبي القاسم الجوعي (ت 248 هـ) قال : رأيتُ في الطواف رجلاً لا يزيد في دعائه: إلهي قضيتُ حوائج الكل ولم تقضِ حاجتي فقلت ماحاجتك؟! قال : أحدثك: اعلم أنا كنا سبعة أنفس، خرجنا إلى الغزاة، فأسرنا الروم، ومضوا بنا لنقتل، فرأيت سبعة أبواب فتحت في السماء، وعلى كل باب جارية حسناء من الحور العين، فضربت أعناق ستة منا، فاستوهبني بعض رجالهم، فقالت الجارية: أي شيء فاتك يامحروم، وأغلق الباب، فأنا يا أخي متحسر على مافاتني.(59).


    وروى أبو القاسم القشيري (ت 465هـ) أن فارساً صوفياً استطاع في بعض الغزاة قتل أحد شجعان عسكر الروم، بعدما قتل هذا الرومي ثلاثة من الفرسان المسلمين.(60).


    وفي الختام من المناسب أن نذكر مبادئ الصوفية في الجهاد، كما لخصها لنا الإمام الشعراني رحمه الله (ت 937هـ).


    - أخذ علينا العهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخلنا ثغراً من ثغور المجاهدين أن ننوي المرابطة مدة إقامتنا ولو لم يكن هناك عدو، لاحتمال أن يحدث عدو.


    - أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسأل ربنا أن نموت شهداء في سبيل الله، لا على فراشنا، فإن لم يحصل لنا مباشرة ذلك، حصل لنا النية الصالحة وحصل الأجر كاملاً.


    - أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يقسم لنا جهاد، ألا ننفر من الأمور التي تلحقنا بالشهداء في الثواب الأخروي.(61).


    وأخيراً أرجو أن أكون في هذا العرض السريع، قد أزحت عن وجه من وجوه تراثنا المشرق، ماعلق به من فساد الدهر، وماتراكم عليه من غبار الزمن.


    وألقيت الضوء على أبطال ميامين، وأولياء صادقين، عرفهم من عرفهم، وجهلهم من جهلهم. إنهم بلا شك ورثة تلك النماذج من الصحابة الكرام الأعلام، أمثال: علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وسواهم.


    وما أحسن وصف الشاعر الصوفي البوصيري لهم حين قال:


    هم الجبال فسل عنهم مصادمهم *** ماذا رأى منهم في كل مصطدم


    وعلى كل فإن هذا البحث يفتح آفاقاً جديدة، ويحتاج إلى دراسة واسعة أشمل، لأن مثل هذه الدراسة لن تعمق فهمها واحترامنا لتراثنا الروحي فحسب، ولكنها سوف تعمق وعينا بأنفسنا، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، وهذا مطلب بالغ الأهمية في هذه المرحلة من تاريخنا.


    المصادر والمراجع والهوامش


    1- سير أعلام النبلاء: للذهبي: (مؤسسة الرسالة ، بيروت 1986) ج 15- ص 410.


    2- الوصايا: لابن عربي. (مؤسسة الأعلمي، بيروت د.ت) ص 37 ومابعدها.


    3- قوت القلوب: لأبي طالب المكي. (ط الميمنية، مصر 1310 هـ) ج1 ص 64.


    4- احياء علوم الدين: للغزالي. (دار الفكر، دمشق 1994) ج4، ص 242.


    5- المصدر السابق ج1 ص 359.


    6- الفتوحات المكية: لابن عربي. (دار صادر، بيروت د.ت) ج2 ص 33.


    7- أحياء علوم الدين ج4 ص 409.


    8- الفتوة في الإسلام وصلة الفتوة بالتصوف: لإبراهيم الجمل. (نهضة مصر 1992)، ص 26.


    9- كشف المحجوب : للهجويري. (القاهرة 1976) ص 232.


    10- نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام: لعلي سامي النشار. (دار المعارف، مصر 1978)؛ ص 44، ص 322. والمرابطة كما ذكر المقريزي في خططه: "ملازمة ثغر العدو، وقيل لكل ثغر يدفع أهله عمن وراءهم رباط، فالمجاهد المرابط يدفع عمن وراءه، والمقيم في الرباط على طاعة الله يدفع بدعائه البلاء عن البلاد والعباد".


    11- إحياء علوم الدين ج4- ص 357.


    12- طبقات الصوفية: لأبي عبد الرحمن السلمي. (دار الكتاب النفيس، حلب 1986)، ص 101.


    13- قوت القلوب ج1، ص 150.


    14- تذكرة الحفاظ : للذهبي ج1 ص 71. تهذيب التهذيب: للعسقلاني ج1، ص 483.


    15- الطبقات الكبرى: لابن سعد. (دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت) ج3 ص 175.


    16- تهذيب الأسماء واللقاب؛ للنووي. (بيروت . د.ت) ج1- ص 162.


    17- الزهد : للإمام أحمد بن حنبل. (دار الدعوة ، الإسكندرية 1987)، ص 348.


    18- العقد الفريد: لابن عبد ربه ج6 ص 225. الإحياء: ج4، ص 249.


    مشاهير علماء الأمصار: لابن حبان. (القاهرة 1959)، ص 151.


    19- البيان والتبيين : للجاحظ : (القاهرة 1948) ج1، ص 273.


    20- التعرف لمذهب أهل التصوف : للكلاباذي. (بيروت 1993). ص 115.


    ويعلق الهجويري على هذه العبارة: إن المرء عندما تغلبه المحبة للذات الإلهية، يصل إلى مرحلة لا يرى فيها الصنع وإنما يرى الصانع. وقال الشيخ ابن عربي في الفتوحات (ج4 ص 379): وماقال بالاتحاد- إلا أهل الإلحاد، ومن قال بالحلول فهو معلول بلا دواء له.


    21- كنوز الأولياء: للزيلي الحنفي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 2927)، الورقة 60 أ. وانظر أيضاً عن جهاد عبد الواحد: حلية الأولياء ج6 ص 162. وجهاد مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).


    22- مشاهير علماء الأمصار ص 185.


    23- حلية الأولياء: لأبي نعيم. (بيروت 1985) ج6 ص 227-228.


    24- المصيصة، قال ياقوت في معجم البلدان: مدينة على شاطئ جيحان من ثغور الشام، رابط بها الصالحون قديماً.


    25- روض الرياحين في حكايات الصالحين: لليافعين: (مط الإبراهيمية، مصر د.ت)، ص 36.


    26- حلية الأولياء ج6 ص 157.


    27- المصدر السابق ج6 ص 194.


    28- انظر: تهذيب تاريخ دمشق: لبدران. (بيروت 1979) ج2، ص 179. وانظر مقال : إبراهيم بن أدهم، مجلة التراث العربي، (العددان 11 و 12 لعام 1983).


    29- البداية والنهاية: لابن كثير (بيروت 1966) ج10 ص 145. معجم البلدان مادة "سوقين".


    30- سير أعلام النبلاء ج6 ص 313. تهذيب ابن عساكر ج6 ص 335.


    31- صفة الصفوة: لابن الجوزي. (طبعات متعددة). والعلج: هو الرجل القوي الضخم من كفار العجم= لسان العرب.


    32- تاريخ بغداد : للخطيب البغدادي (دار الكتب العلمية، بيروت د.ت) ج10 ص 157.


    33- الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية: للمناوي. (مصر 1937). ج1 ص 176.


    34- حلية الأولياء ج10، ص 165.


    35-البداية والنهاية ج10 ص 200.


    36- حلية الأولياء ج8 ص 207.


    37- صفة الصفوة ج4، ص 255. وفي مواضع متفرقة. وطرسوس: في مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم.


    38- انظر مقال (المطوعة ودورهم في حراسة ديار العروبة والإسلام). مجلة العربي "الكويتية" العدد 287، ت1، 1982.


    39- انظر بغية الطلب في تاريخ حلب: لابن العديم. (دمشق 1988) ج10، ص 4591. وانظر: الحياة السياسية في بلاد الشام: لأمينة بيطار. (دمشق 1980) ص 380.


    40- الأعلام للزركلي. (بيروت 1989). ج2، ص 152.


    41- شذرات الذهب: لابن العماد الحنبلي. وفيات 237 هـ. ومن أقوال حاتم: الجهاد ثلاثة: جهادك في سرك مع الشيطان حتى تكسره، وجهادك في العلانية في أداء الفرائض، وجهادك مع أعداء الإسلام في غزو الإسلام).


    42- تاريخ دمشق: لابن عساكر. (ط مجمع اللغة العربية، دمشق 1997)، المجلد 47، ص 358.


    43- انظر: تاريخ بغداد ج9، ص 188.


    44- صفة الصفوة ج2، ص 378.


    45- البداية والنهاية، وفيات 205 هـ.


    46- الزاهد العنسي أبو سلمان الداراني: الرياض شحادة.(دمشق 1997)، ص 184.


    47- أبو يزيد البسطامي: لعبد الحليم محمود، (بيروت د.ت) ص 73.


    48- تاريخ بغداد ج1 ص 390.


    49- طبقات الأولياء: للخاوي. (مخطوط بمكتبة الأسد، رقم 16627) ورقة 61 أ.


    50- تاريخ بغداد ج8 ص 484.


    51- صفة الصفوة ج2، ص 278.


    52- شرح حديث النزول: لابن تيمية. (بيروت 1977)، ص 123.


    53- روض الرياحين في حكايات الصالحين. ص 211.


    54-انظر مقال: (حياة الناس في مدن الثغور)، مجلة دراسات تاريخية: العدد 4 لعام 1981.


    55- صفة الصفوة، ج4 - ص 279.


    56- العصر العباسي الثاني: لشوقي ضيف . (دار المعارف. نصر د.ت). ص 473.


    57- تاريخ بغداد، ج8، ص 484.


    58- طبقات الأولياء: لابن الملقن. (بيروت 1986)، ص 355.


    59-تاريخ دمشق، المجلد 43 ص 328. قلت : وهذا من باب الكشف عند الصوفية، يذكر ابن خلدون في مقدمته ص 329: "أن المجاهدة والخلوة، يتبعها غالباً حجاب الحس، والإطلاع على عوالم من أمر الله..." وقد وقع مثل هذا لكثير من الصحابة، كقول عمر رضي الله عنه: ياسارية الجبل الجبل، وهوعلى منبر المدينة وسارية بنها وند.


    60-الرسالة القشيرية: لأبي القاسم القشيري. (بيروت د.ت) ص61.


    61- لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود، المحمدية: للشعراني. (حلب 1991)، ص 146، ومابعدها.

  4. #4


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    جهاد الصوفية


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه وممن لم ينخدع بتمويه أحداث الأسنان سفهاء الأحلام الذين يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم* وبعد؛


    جهاد الصوفية
    الجهاد الصوفي ضد الإستعمار.

    وسوف نورد فقط أمثلة من أنواعها وليس من باب الإحصاء فإن إحصائها لا يتيسر للباحث وفي ما سنورده الكفاية بإذن الله لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وكلها موثقة من كتب اجل العلماء فارجعوا اليها للتأكد.
    وهي من عده بحوث وكتب ومواضيع ومقالات ولقاءات صحفية تم تجميعها وتنسيقها لتيسر الوقوف على كذب وتزوير الوهابية أدعياء السلفية والله المستعان.
    ________________________
    1- يفرد لنا ابن الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفوة الصفوة) للزهَّاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني للهجرة منهم: أحمد بن عاصم الأنطاكي وكان يقال له (جاسوس القلوب) لحدة فراسته ويصفه بأنه من متقدمي مشائخ الثغور ومنهم أبو يوسف الغسولي الذي كان يغزو مع الناس بلاد الروم وهناك كثيرون أمثال أبي إسحق الفزاري وعيسى بن أبي إسحق السبيعي ويوسف بن إسباط وأبي معاوية الأسود (ت 199) هـ) انتهي
    صفوة الصفوة، ابن الجوزي. ت محمود فاخوري. بيروت 1985، دار المعارف ط(3) ج(4)، ص255 وتوابعها.
    ________________________
    2- عبد الله بن المبارك (ت 181هـ)
    قال عنه الخطيب البغدادي "وكان من الربانيين في العلم ومن المذكورين بالزهد.. خرج من بغداد يريد المصيصة – ثغر من ثغور الروم - فصحبه الصوفية...
    "تاريخ بغداد، الخطيب البغدادي. دمشق دار الفكر. ج10، ص157 د.ت.
    (وكان لا يخرج إلا إلى حج أو جهاد وقيل له ألا تستوحش فقال: "كيف أستوحش وأنا مع النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه"

    تاريخ بغداد، ص 154

    وهو أول من صنَّف في الجهاد وله كتاب الزهد والرقائق.
    ________________________
    3- إبراهيم بن أدهم إمام المتصوفين الروحانيين
    يذكره ابن عساكر بأنه كان فارساً شجاعاً ومقاتلاً باسلاً رابط في الثغور وخاض المعارك على البيزنطيين العدو الرئيسي للدولة الإسلامية الناشئة.
    انظر مقال إبراهيم بن أدهم. مجلة التراث العربي. العددان 11- 12 عام 1983. وقد أثنى على ورعه وزهده الإمام أحمد بن حنبل والأوزاعي وسفيان الثوري وغيرهم و
    ما ذكره ابن كثير في وفاته (انة توفي وهو مرابط في جزيرة من جزائر بحر الروم سنة (162هـ)
    البداية والنهاية، ابن كثير. بيروت 1966. دار المعارف. ط(1) ج(10) ص44.
    وقد صحب إبراهيم وأخذ عنه الطريق شقيق البلخي.
    جاء في سير أعلام النبلاء للامام الذهبي: وفي فوات الوفيات
    ( "قال حاتم: "كنا مع شقيق في مصاف نحارب الترك في يوم لا تُرى إلا رؤوس "تطير ورماح تقصف وسيوف تقطع فقال لي: كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم؟ تُراه مثل ما كنت في الليلة التي زُفَّت إليك امرأتك؟ قال: لا والله قال: لكني والله أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنت تلك الليلة ومات في غزوة كوملان (ما وراء النهر) (عام 194هـ)
    انظر سير أعلام النبلاء، الذهبي. بيروت 1986 مؤسسة الرسالة ط(4) ج(16) ص313.
    وانظر أيضاً فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي. ت إحسان عباس. بيروت دار صادر. ج(2) ص764.
    ________________________
    4- حاتم الأصم
    "القدوة الرباني كان يقال له لقمان هذه الأمة توفي وهو مرابط على رأس سروَد على جبل فوق واشجرد"
    شذرات الذهب، ابن العماد الحنبلي. بيروت دار المسيرة ج(8) ص87.
    وانظر سير أعلام النبلاء ج(11) ص484
    ________________________
    5- أبو القاسم القحطبي الصوفي وأبو القاسم الأبّار وأبو القاسم الملطي الصوفي
    يروي ابن العديم أنه ( في القرن الثالث الهجري تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام إذ وفدوا إلى هذه الثغور جهاداً في سبيل الله للوقوف في وجه البيزنطيين وأشهرهم أبو القاسم القحطبي الصوفي وأبو القاسم الأبّار وأبو القاسم الملطي الصوفي الذي صحب الجنيد البغدادي)
    غية الطلب في تاريخ حلب، ابن العديم. ت سهيل زكار. دمشق 1988 ط(1) ج(10) ص4591.
    وانظر الحياة السياسية وأهم مظاهر الحضارة في بلاد الشام. د.أمينة بيطار. دمشق وزارة الثقافة. ص380.
    ________________________
    6- رباط العالم المجاهد رسلان الدمشقي (ت 541هـ)
    جاء في كتاب إمام السالكين وشيخ المجاهدين
    (صاحب الرسالة المعروفة في التوحيد والتصوف الذي لم يكن رباطه يقع داخل سور المدينة بل خارجها كأنه مخفر يأوي إليه حرس الحدود والذين يطوفون حول المدينة بعد إغلاقها ليلاً كي لا يكون هناك عدو مباغت وكان المريدون يترددون إلى رباطه يتعلمون فيه جميع أنواع الدراسة ويتدربون على الفنون الحربية للوقوف في وجه الصليبيين حتى لقّب الشيخ رسلان بحق (إمام السالكين وشيخ المجاهدين)
    كتاب إمام السالكين وشيخ المجاهدين الشيخ أرسلان الدمشقي، عزة حصرية. دمشق 1965.
    وحتى الآن لا يزال أهالي دمشق يرددون الأنشودة المعروفة (شيخ رسلان يا شيخ رسلان يا حامي البر والشام).
    ________________________
    7- الشيخ محي الدين بن عربي الصوفي المشهور (ت 638هـ)
    (أُثر عنه أنه كان خلال الحروب الصليبية يحرض المسلمين على الجهاد ومقاومة الغزاة الصليبيين)
    ظهر الإسلام، أحمد أمين. النهضة المصرية 1966 ط(3) ج(4) ص222
    ومن وصاياه قوله: "وعليك بالجهاد الأكبر وهو جهاد هواك فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي إن قتلت فيه كنت من الشهداء الأحياء الذين عند ربهم يرزقون... واجهد أن ترمي بسهم في سبيل الله واحذر إن لم تغز أن لا تحدِّث نفسك بالغزو..."
    الوصايا، ابن عربي دمشق 1958 مطبعة كرم ص49.
    وانظر إجازة ابن عربي للملك المظفر. مكتبة الأسد الوطنية. مخطوط رقم 6284.
    ________________________
    8- الإمام أبو الحسن الشاذلي (ت656هـ)
    (تذكر كتب التاريخ مشاركته في معركة المنصورة سنة (647هـ) وقد التف حوله أتباعه.)
    انظر أبو الحسن الشاذلي الصوفي المجاهد والعارف بالله (سلسلة أعلام العرب)
    د.عبد الحليم محمود. القاهرة 1967، ص60 وتواليها.
    ومثل هذا يذكره ابن العماد في معرض كلامه على وفيات سنة (656هـ)
    "وفيها الشاذلي أبو الحسن المغربي الزاهد شيخ الطائفة الشاذلية كان ضريراً اشتغل بالعلوم الشرعية ثم سلك منهاج التصوف حتى ظهر صلاحه... قدم إلى اسكندرية في المغرب وصار يلازم ثغرها من الفجر إلى المغرب"
    شذرات الذهب، ج(5) ص.279
    ________________________
    9- أبو العباس المرسي ( وهو من تلاميذ الإمام ابو الحسن الشاذلي)
    قال عنه ابن تغري بردي "الإمام العارف قطب زمانه... وكان من جملة الشهود بالثغر)
    النجوم الزاهرة، ابن تغري بردي. وزارة الثقافة المصرية ج(7)، ص371 د.ت.
    ________________________
    10- السلطان محمد الفاتح الصوفي الحنفي الماتريدي العقيدة
    هذا الرجل الذي قال فيه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه أحمد في مسنده:


    (لتفتحن القسطنتينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها )
    و لايخفى تصوف الخلافة العثمانية وما قدمته لخدمة الإسلام والمسلمين

    ________________________
    11- الإمام العز بن عبد السلام (ت 660هـ)
    ودروه في التحضير لمعركة "عين جالوت" (سنة 658هـ) معلوم للقاصي والداني فلم يمنعه تقدمه في السن من المشاركة في الاجتماعات مع السلطان وقادة الأمة وحثهم على ملاقاة التتار وفتواه في الجهاد مشهورة معروفة.
    ولا مجال للتردد أن العز كان صوفياً ونصوصه العديدة وكلام مترجميه قاضية بذلك.
    فقد حكى السيوطي أن: (سلطان العلماء) "لبس خرقة التصوف من الشهاب السهروردي" (ت 632هـ).
    حسن المحاضرة، السيوطي. ج(1) مصر 1967 مطبعة عيسى البابي الحلبي. ص315،
    بدائع الزهور ص.318.
    ________________________
    12- السلطان نور الدين محمود زنكي قاهر الصلبيين (ت 569هـ)
    أ- ذكر أبو شامة: (وكان يحضر مشايخهم عنده ويقربهم ويدنيهم ويبسطهم ويتواضع لهم فإذا أقبل أحدهم إليه يقوم له مذ تقع عينه عليه ويعتنقه ويجلسه معه على سجادته ويقبل عليه بحديثه)
    الكواكب الدرية في السيرة الفورية، ابن قاضي شهبة ت. محمود زايد بيروت 1971 دار الكتاب الجديد ط1 ص38
    الروضتين في أخبار الدولتين ج1 ص9.
    ب- وكان يقول عن الصوفية: "هؤلاء جند الله وبدعائهم ننتصر على الأعداء"
    البداية والنهاية، ج(12) ص281
    ج- ويصف لنا ابن خلِّكان نور الدين هذا بأنه كان ملكاً عابداً زاهداً ورعاً مجاهداً في سبيل الله وقد لامه بعض أصحابه على تكريمه للصوفية فغضب غضباً شديداً وقال: "إني لا أرجو النصر إلا بأولئك... كيف أقطع صلات قوم يقاتلون بسهام لا تخطئ...)
    وفيات الأعيان. ج(5) ص188. الكواكب الدرية. ص162.
    ح-(فبنى الربط والخانقاهات في جميع البلاد للصوفية ووقف عليها الوقوف الكثيرة وأدرّ عليهم الإدارات الصالحة)
    الروضتين في أخبار الدولتين، أبو شامة المقدسي. بيروت دار الجيل ج(1) ص9
    الكامل في التاريخ ج(11) ص402.
    د- وكما يقول أحد المستشرقين المنصفين "نذر نور الدين حياته للحرب المقدسة متفانياً فيها بحماسة الصوفي العنيدة"
    كتاب صلاح الدين الأيوبي البطل الأنقى في الإسلام، ألبير شاندور. ترجمة سعيد أبو الحسن دمشق 1988 دار طلاس ط(1) ص117.
    ذ-.. ومما قيل في شعره:
    ذو الجهادين من عدو ونفس
    فهو طول الحياة في هيجاء
    أنت حيناً تقاس بأسد الور
    د وحيناً تعدّ في الأولياء.
    الروضتين، ج(1) ص18
    ر- وعندما فتح الموصل سنة 566هـ قصد الشيخ عمر الملاّ في زاويته وكان يستشيره في أموره ويعتمد عليه في مهماته وعندما غادر الموصل أمر الولاة والأمراء بها أن لا يفعلوا أمراً حتى يعلموا الملاّ به
    البداية والنهاية، ج(12) ص282، الكواكب الدرية. ص68
    ________________________
    13- السلطان صلاح الدين الايوبي قاهر الصلبيين ومحرر الاقصي
    (قد ورد عنه أنهخلال المعارك كان يصحب علماء الصوفية لأخذ الرأي والمشورة فضلاً على أن وجودهم يعتبر حافزاً قوياً للمريدين على القتال ببسالة وشجاعة نادرة)
    وما ورد من ادلة على تصوف صلاح الدين في هذا الموضوع فيه الغية لكل طالب حق.
    من قواد التصوف الإسلامي البطل قاهر الصليبين صلاح الدين الأيوبي الأشعري العقيدة
    http://www.soufia.org/vb/showthread
    .php?t=57
    ________________________
    14-السلطان المملوكي الظاهر بيبرس (ت676هـ
    أ- (روي صاحب شذرات الذهب: "أنه بوصول السيد البدوي إلى مصر قادماً من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكره وأكرمه وعظمه)
    شذرات الذهب ج(5) ص.345
    ب- (بوصول السيد البدوي إلى مصر قادماً من المغرب تلقاه الظاهر بيبرس بعسكرهوأكرمه وعظمهوانتسب إلى طريقته)
    الأعلام، الزركلي. دار العلم للملايين ط8، 1989، ج1، ص175.
    ج- وقد لعب دورا مهما الشيخ خضر الكردي العدوي في حياه بيبرس
    "وقد بنى له السلطان زاوية بجبل المزة خارج دمشق وكان يتردد عليها بيبرس في الأسبوع مرة أو مرتين ويستشيره في أموره ولا يخرج عما يشير به ويأخذه معه في أسفاره وأطلق يده وصرّفه في مملكته"
    الخطط والآثار، ج2، ص430
    د- ومما يدل على ملازمة الشيخ خضر للسلطان في معاركه قول الشاعر المعاصر لتلك الفترة:
    ما الظاهر السلطان إلا مالك الدنـ
    ـيا بذاك لنا الملاحم تخبر
    ولنا دليل واضح كالشمس في
    وسط السماء لكل عين تنظر
    لما رأينا الخضر يقدم جيشه
    أبداً علمنا أنه الاسكندر.
    ذ- يصفه ابن عبد الظاهر "بالصلاح وله كرامات معروفة... وكان له دور متميز في فتح أرسوف..." ويتابع القول:
    "وبعد الفتح زار السلطان قبور الصالحين ثم توجه إلى الحج وبقي كأحد الناس لا يحجبه أحد مصلياً وطائفاً ثم عمد إلى الكعبة شرفها الله تعالى فغسلها بيده وحمل الماء في القرب على كتفه وغسل البيت الشريف وكل من رمى إليه إحرامه غسله له بما ينصب من الكعبة الشريفة ويرميه إلى صاحبه.
    الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، محي الدين بن عبد الظاهر ت. عبد العزيز الخويطر. الرياض 1967 ص238.

    ر- ونلمس أثر التصوف واضحاً من خلال الأعمال التي قام بها بيبرس منها أنه جدد قبة الخليل عليه السلام وبنى على قبر موسى عليه السلام قبة ومسجداً ووقف عليه وقفاً وبنى على قبر أبي عبيدة –رضي الله عنه- مشهداً وجدد مشهد زين العابدين
    فوات الوفيات، ابن شاكر الكتبي. ت. إحسان عباس بيروت دار صادر، ج2، ص243
    ________________________
    15- الإمام علي بن ميمون (ت 917هـ)
    ونقرأ ترجمة هذا العالم المجاهد في شذرات الذهب "العارف بالله سيدي علي بن ميمونالمرشد المربي القدوة الحجة ولي الله تعالى اشتغل بالعلم ولازم الثغور على السواحل وكان رأس العسكر"
    شذرات الذهب ج(8) ص81.
    لأعلام ج5ص 27.
    ________________________
    16- الأمير عبدالقادر الجزائري الصوفي الأشعري (1832-1847م)
    قائد الثورة في الجزائر ضد الاحتلال وصوفيته لا تخفى على احد بالطبع.
    ________________________
    17- الشيخ المجاهد الصوفي محمد أحمد المهدي (1843-1885)
    أ- (حفظ القرآن منذ صغره بهرته دون أترابه في الدرس أنوار التصوف فأقبل عليها)
    محمد أحمد المهدي، توفيق أحمد البكري، سلسلة أعلام الإسلام- القاهرة 1944 مطبعة مصطفى البابي الحلبي، ص7.
    ب- "وفي سنة سبع وتسعين ظهر رجل بالسودان يسمى محمد أحمد ولم يدّع أنه المهدي... وكان قبل ظهوره مشهوراً بالصلاح ومن مشايخ الطرائق وكثر أتباعه ومريدوه فلما دخل الإنجليز حاربهم وحصل له وقائع كثيرة والغلبة في تلك الوقائع كلها له عليهم وقتل منهم خلقاً كثيراً... فتملك جميع السودان وكان أمره معهم عجيباً يأتون إليه بالعساكر الكثيرة والمدافع والآلات الشهيرة فيقابلهم بجيوشه السودانيين وليس معهم إلا السيف والرمح والسكاكين
    "حلية البشر، ج2، ص801
    ________________________
    18- قال الاستاذ كشك في كتابه ( ودخلت الخيل الأزهر ) ناقلا عن الرافعي في كتابه ( التاريخ العلمي والحربي للحملة الفرنسية ):

    (وصل المدد إلي الرحمانية وانضم إلي الجنود الذين بها وسارت القوات الفرنسية مجتمعة فالتف برجال المهدي ( وهو اسم وليس لقبا ) يوم 3 مايو بسنهور البحيرة علي مقربة من دمنهور ودات معركة من أشد المعارك هولا قال ( ريبو ) في وصفها إن عدد رجال المهدي كانوا خمسة عشر ألف من الفرسان وإن القتال استمر سبع ساعات كان فيها أشبه بمجزرة فظيعة وهذه الواقعة من أشد الوقائع التي واجهها الفرنسيون في القطر المصري اظهر فيها اتباع المهدي من الفلاحين والعرب شجاعة كبيرة واستخفافا بالموت لا نظير له وبذل الكولونيل ( لفيفر) أقصي ما انتجه العلم والفن في القتال بجعل جيشه علي شكل مربع علي الطريقة التي ابتكرها نابليون وهجم علي الجموع المقاتلة عشرين مرة فكان يحصد صفوفهم حصدا بنيران البنادق والمدافع وكان اتباع المهدي قد غنموا في دمنهور مدفعا فرنسيا فاستخدموه في المعركة وركبوه علي مركبة تجرها الثيران واخذوا يطلقون منه النار علي الفرنسيين واستمر القتال حتي جن الليل وكان الجنود الفرنسيون قد خارت قواهم من القتال ففكر ( لفيفر ) في الانسحاب من الميدان والاتجاه إلي الرحمانية ولكن جموع المهدي لكثرة عددها كانت تسد الطريق امامهم فأمر رجاله ان يضموا صفوفهم ويخترقوا الجموع التي طوقتهم وركب المدافع علي رؤوس المربع لاقتحاح هذه الجموع وانحسبوا من ميدان القتال بعد أن فدحتهم الخسائر ).
    ________________________
    19- البطل المجاهد عمر المختار الصوفي الزاهد التابع للطريقة الصوفية السنوسية (1858-1931م)
    الذي جعل من زاويته الكبرى في واحة الجغبوب مقراً ومركزاً للعمليات العسكرية حتى استشهاده.
    وتصوفه لا يحتاج إلى دليل فهو من أكابر رجال الطريقة السنوسية الليبية.
    ________________________
    20- السيد: محمد عبد الله حسن (ت1920م)
    الذي كان جهاده في الصومال وهو من أبرز خلفاء شيخ الطريقة الصالحية (وهي فرع من الشاذلية) بلاده من نصر إلى نصر أكثر من عشرين عاماً حارب فيها قوات أكبر ثلاث دول في القرن التاسع عشر وهي بريطانيا وإيطاليا والحبشة. ولبسالة الأعمال الحربية التي قام بها سماه بعض أنصاره بالمهدي بينما هو نفى عن نفسه أن يكون المهدي المنتظر ووصف نفسه بأنه من الدراويش
    انظر الكتاب القيم المسلمون والاستعمار الأوروبي لأفريقية، د.عبد الله عبد الرزاق إبراهيم-سلسلة عالم المعرفة الكويتية 139- تموز 189، ص223 وما بعده.
    ________________________
    21- الزعيم الروحي ماء العينين (ت 1910م).
    تزعم حركة المقاومة في موريتانية في وجه الفرنسيين وتصدى لمطامعهم واخذ الطريقة الفاضلة التي أسسها والده (وهي فرع من القادرية)
    انظر كتاب جهاد الممالك الإسلامية في غرب أفريقية ضد الاستعمار الفرنسي (1850- 1914) د.الهام ذهني الرياض 1988 دار المريخ للنشر ص200.
    ________________________
    22- - الزعيم الصوفي أحمد عرابي صاحب الثورة العرابية (1841-1911م)
    أ- الذي نشأ في بيئة صوفية. وفي ذلك يذكر عرابي عن أبيه أنه كان شيخاً جليلاً عالماً ورعاً وأن جده تزوج شقيقة السيد الرفاعي الصيادي
    أنظر كتاب أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه، محمود الخفيف مصر، 1947، مطبعة الرسالة ط1، ص3.
    ب- جاء في بعض الكتابات (أحمد عرابي الحسيني مسلم صوفي جاور في الأزهر عامين اتصاله وثيق مع العلماء قد التف حوله جند مؤمنون يقضون الليل في الاستماع إلى القرآن وفي حلقات الذكر)
    كتاب الإسلام وحركات التحرر العربية. د.شوقي أبو خليل. دمشق 1976 دار الرشيد، ط1، ص42 وما بعدها
    ________________________
    23- الشيخ فرحان السعدي (المولود عام 1858م)
    (أول من أطلق صيحة الجهاد مدوية في فلسطين على الاستعمار الإنجليزي الذي ينتمي إلى عائلة السعدية الجيباوية الصوفية وقد ألقي القبض عليه مع مريديه فأعدمه الإنجليز وهو صائم)
    انظر مجلة شؤون فلسطينية عدد 124 آذار 1982، ص22
    ________________________
    24- الشهيد الشيخ عز الدين القسام (1882-1935م)
    وصوفتيه لا تخفى على احد وقد ترجم له صاحب الأعلام الشرقية بقوله: "شيخ الزاوية الشاذلية في جبلة الأدهمية"
    والده الشيخ عبد القادر القسام من المشتغلين بالتصوف أرسل ابنه لمتابعة تعليمه العالي في الأزهر ثم عاد الابن للتدريس والوعظ في زاوية والده وقد امتاز منذ صغره بالميل إلى الانفراد والعزلة الأمر الذي سيؤثر في مستقبله وسيجعله أكثر قدرة على فهم ما يدور حوله من أحداث
    انظر كتاب الأعلام الشرقية في المائة الرابعة الهجرية، زكي محمد مجاهد. دار الطباعة المصرية الحديثة 1949، ط1، ج2، ص139.
    وكتاب الوعي والثورة، سميح حمودة. جمعية الدراسات العربية في القدس دار الشروق. الأردن ص25.
    وانظر ماكتبه عبدالله شليفر مستشرق أمريكي مسلم له عدة دراسات منها كتاب ( سقوط القدس) وكتاب ( فكرة الجهاد في العصر الحديث &nbsp وقد نشر بحثا بعنوان ( الشيخ عزالدين القسام : حياته وفكره 9 قال في بحثه :
    في 21 تشرين الثاني نوفمبر 1935 نشرت صحيفة جيروزلم بوست علي ثلاثة أعمدة في صدر صفحتها الأولي نبأ اصطدام رجال الشرطة البريطانيين بمسلح عرب بجوار (جنيين ) واصفة المسلحين برجال العصابات وقطاع الطرق ذاكرة ان الشيخ عزالدين القسام كان بين القتلي ناعتة إياه بمنظم العصابة غير أن دوائر الاستخبارات البريطانية والصهيونية أعلم بالحقيقة فهي تعرف أن الشيخ عزالدين القسام رئيس لجمعية الشبان المسلمين وخطيب واسع الشعبية في جامع الاستقلال بجوار محطة حيفا الحديدية وماذون في محكمة حيفا الشرعية ثم إنه كان تحت المراقبة وقد استدعي للتحقيق معه ووجه إليه التحذير من الدعوة العلنية للجهاد ضد الاحتلال البريطاني والاستعمار الصهيوني خلال العقد المنصرم ثم إنه كان متهما بتنظيم سلسلة من الهجمات المسلحة السرية علي المستوطنيين اليهود والموظفين البريطانيين في حيفا وجوارها ابتداء من اوائل الثلاثينيات .. وانتقل إلي جبال بجار ( يعبد ) بين نابلس وجنيين في أوائل تشرين الثاني نوفمبر وبعد مقتل شرطي يهودي عامل في القوات البريطانية طوقت مجموعة عزالدين القسام بقوة كبيرة من الشرطة والجيش البريطاني ودعيت للاستسلام غير أن عزالدين القسام دعا رجاله للمقاومة والاستشهاد وفتح النار علي القوة التي كانت تطوقه وقد الهب تحديه والطريقة التي استشهد به حماس الشعب الفلسطيني.. وبعد خمسة اشهر استطاعت مجموعة من المجاهدين بقيادة أحد رفاق عزالدين القسام أن تنصب كمينا لمجموعة من اليهود في شمال فلسطين وفي الاسابيع اللاحقة نشأت في مختلف أنحاء فلسطين مجموعات من الفدائيين في القري والمدن بقيادة أخرين من انصار عزالدين القسام وبذلك بدأت ثورة عام 1936م
    ________________________
    25- وفي كتاب ( الإسلام والنصرانية في إفريقيا ) لمؤلفه الفرنسي ( بوني موري) تحت عنوان ( التجانية ):
    هنالك الطريقة التجانية مؤسسها أحمد بن محمد التجاني المتوفي في فاس سنة 1782 وكان يتظاهر بالتسامح مغ غير المسلمين ومع هذا ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر لم تقف التجانية عن استعمال القوة في مخاصمة أقرانهم ونشر العقيدة الإسلامية وأهم مراكز التجانية عين ماضي علي سبعين كيلومترا في الجنوب الشرقي من الأغواط وفي تماسين وهم كثيرون في مراكش ولقد تبع الطريقة التجانية عدد كبير من أهل ( ماسينا) في السودان ( وأهالي فوتا تورو) و ( فوتا جالون ) وأمه ( البله) وصاروا من أشد انصار الإسلام وانضموا حول راية الحاج عمر هذا ابن شيخ مرابط ولد سنة ( 1779 ) في قرية الفار من بلاد ( ديمار) فرباه أبوه وعلمه ثم حج البيت الحرام وزار المدينة وقرأ مدة في الأزهر وعاد إلي (بورنو) سنة 1833 ثم ذهب إلي بلاد الهوسا وأخذ بعظ الناس بالرجوع إلي عقيدة السلف وفي أثناء ذلك جاء أخوه ومضي به إلي بلاد ( فوتا السنغال) فعرج علي بلاد( البمبارا) وحصلت معه هناك حوادث وعوارض كثيرة لكنه تغلب عليها وانضم إليه في بلدة( كونكان ) رجل يقال له محمدو سار علي طريقته وادخل في الإسلام فرقة من ( البله) يقال لهم( الواسو لونكه) ولما عل كلمة الحاج عمر ونظر إليه الناس نظرهم إلي المهدي حشد جيشا صغيرا وآثار جميع مسلمي بلاد( غابون ) وهزم البمبارا الوثنيين شر هزيمة في( مونيا ) واستولي بعدها علي ( كونياكري) سنة 1854 وجعل مقره العام في( نيورو) ثم استولي علي مملكة (سيقو) وعلي بلاد ماسينا وكانت وفاة الحاج عمر سنة 1865م وهو في حرب مع مسينا ثم وقد خلف للطريقة التجانية سلطنة إسلامية عظيمة في وسط بلاد الزنوج الفتيشيين ثم خلف الحاج عمر ابن أخيه ومريدا آخر له اسمه أحمدوا شيخو وحاولا توسيع فتوحات الحاج عمر وآثارا أهالي فوتا تورو والسوننكة الذين في بلاد كاراته والتوكلولور الذين في السنغال علي فرنسا فصار وجود هذه السلطنة التجانية في وسط السودان خطرا عظيما علي سيادتنا وكان تحرير الخلاف هو هذا : هل يتم تمدين السودان الغربي علي يد فرنسا وضباطها المبشرين المسيحيين أم علي يد التجانية رسل الإسلام ؟. فالكولونيل ( ارشينارد) بأخذه( جنة ) و( بندجاقار) أوقف غارة التجانية في هذا القسم من إفريقية ويسر فتح السودان بين يدي المدنية الاوروبية ثم عقب ذلك فتح الكولونيل ( دور غنيس ديبورد) لبلد باماكو واستلحاق القومندان ( غلييني ) لبلاد( فوتا جالون ) وافتتاح الكولونيل ( ارشينارد) لبلاد ( ماسينا ) وتتوجت جميع هذه الفتوحات باحتلال ( تمبكتو) في 10 يناير 1894 مما خلد أعظم الشرف للعساكر الفرنسيين واعاد ذكري ظفر (شارل مارتل ) في بواتييه بسبب ما كان يترتب من النتائج العظام لمستقبل افريقية في ما لو لم يتم هذا الظفر – انتهي كلام ( بوني موري) أنظر كتاب ( حاضر العالم الإسلامي )
    ________________________
    26- الشيخ الصوفي محمد بدر الدين الحسني (1851-1935م)
    يعتبر المفجر الحقيقي للثورة السورية الكبرى ( 1925-1927م) وأصله من المغرب من ذرية الشيخ الجزولي صاحب دلائل الخيرات ولد في دمشق من أب قادري الطريقة كان فقيهاً زاهداً عارفاً بالله يغوص على مكنونات علم التصوف بدقة وعليه قرأ شيوخ المتصوفة في دمشق).
    وصفه صاحب الأعلام أن كان "ورعاً صواماً بعيداً عن الدنيا ولما قامت الثورة على الاحتلال الفرنسي في سوريا كان الشيخ يطوف المدن السورية متنقلاً من بلدة إلى أخرى حاثاً على الجهاد وحاضاً عليه يقابل الثائرين وينصح لهم الخطط الحكيمة فكان أباً روحياً للثورة والثائرين المجاهدين"
    الأعلام، ج7، ص157
    وانظر كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري، محمد مطيع الحافظ ونزار أباظة، دمشق 1986، دار الفكر ط1، ج1، ص472.
    ________________________
    27- العارف بالله محمد سعيد البرهاني شيخ الطريقة الشاذلية بدمشق (ت 1967م)
    ( الذي حارب مع الثوار في معركة ميسلون)
    الأعلام، ج6، ص145
    ________________________
    28- الطبيب الشيخ أبو اليسر عابدين (النقشبندي) (ت1981م)
    ( الذي كان يحمل المال والسلاح والدواء للمجاهدين ليلاً)
    تاريخ علماء دمشق، ج2، ص969
    ________________________
    29- الشيخ الصوفي أحمد الحارون (ت1962م)
    إمام السالكين وشيخ المجاهدين الشيخ أرسلان الدمشقي، ص177
    ________________________
    30-الشيخ الصوفي علي الدقر (ت1943م)
    الإسلام وحركات التحرر العربية، ص147، تاريخ علماء دمشق، ج2، ص587
    ________________________
    31-الشيخ الشهيد عز الدين الجزائري حفيد الأمير عبد القادر الجزائري
    تاريخ الثورة السورية، محي الدين السفرجلاني. دمشق 1961 دار اليقظة العربية، ص619
    ________________________
    32- الشيخ محمد الحامد النقشبندي (ت1969م)
    العلامة المجاهد محمد الحامد، عبد الحميد طهماز –سلسلة أعلام المسلمين دمشق، 1981، دار القلم، ص37
    ________________________
    33- الشيخ الصوفي "عثمان دان فوديو"
    أستطاع الشيخ أن يدعو إلى التغيير وإقامة حكم الله في الأرض على طريقة الشيخ الولي المعروفة عند الطرق الصوفية، ولكنه أبدع في تحويلها إلى حركة إيجابية قادرة على استنهاض الطاقات الكامنة داخل الأمة عبر إحياء روح الجهاد والاستشهاد.
    انظر ترجمتة على صفحات الانترنت
    http://www.soufia.org/vb/showthread
    .php?t=170
    ________________________
    34- محمد عبدالكريم الخطابي
    الشيخ الصوفي الورع قائد الجهاد في المغرب ضد الاسبان والفرنسيين وخاض المعارك ضد الاسبان وانتصر في أكثر من معركة
    انتصر في معركة انوال على الاسبان وبعده تكاتف عليه الفرنسيين فتمت هزيمته وطلب اللجؤ لمصر وتوفى رحمه الله في مصر
    في فترة إقامته بالقاهرة كان يتابع نشاط المجاهدين من أبناء المغرب العربي من خلال لجنة تحرير المغرب، التي أسسها وتولى رئاستها.
    - ظل الخطابي مقيمًا بالقاهرة حتى وفاته سنة (1382هـ= 1963م).
    راجع الهيثم الأيوبي وآخرون: الموسوعة العسكرية- المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت (1985م).
    وتستطيع مراجعة بعض من سيرة حياته في هذا الموقع
    ________________________
    35- الشيخ منصور أشرمة النقشبندي الشيشاني
    أول قائد عسكري صوفي، بمنطقة الشيشان وداغستان وقاد هجمات ناجحة على قوات القيصرية الروسية، واستطاع أن يفني سَرية روسية كاملة على نهر سونجا عام 1785م، وقد أسره الروس في إحدى المعارك عام 1791م، وحكم عليه بالمؤبد، ومات في حصن شكوبليرغ ولم تتوقف مسيرة الجهاد.
    ____________________________
    36- الشيخ خاس محمد أفندي الباراغلاري النقشبندي
    قائد حركة الجهاد في الشيشان بعد استشهاد الشيخ منصور اشرمة
    _____________________________
    - ومن الجهاد الشيشاني ايضا
    37- القاضي ملا محمد الكمراوي النقشبندي
    يقود المجاهدين في انتصارات متوالية على القوات الروسية حتى أطلق عليه اسم الغازي محمد، حيث ظل يحقق انتصارات متوالية بين عامي 1832م إلى 1834م، ويستشهد الرجل في الميدان
    _______________________________
    38- ويحمل الراية تلميذه الأمير حمزة الخنزاجي
    ويلحق التلميد بأستاذه شهيدًا
    ________________________
    39- ويتحمل مسئولية القيادة الإمام محمد شامل تلميذ القاضي محمد وشيخ النقشبندية
    واستطاع الإمام شامل تحقيق انتصارات رائعة ببطولة وعبقرية نادرة، ويسترد الإمام شامل كثيرًا من القلاع والحصون التي استولى عليها الروس، واستطاع أن يقيم دولة مجاهدة، تقيم العدل، وتقوم برسالة الإسلام من دعوة، وتربية وجهاد خلال خمس وعشرين سنة، وأقام الشيخ محاكم شرعية في كافة الجهات التي تقع تحت سلطانه، وأرسل مندوبين عنه لمتابعة الأعمال.

  5. #5


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟


  6. #6


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    محاضرة د محمد سليم العوا الامين العام لاتحاد علماء المسلمين حول دور الصوفية في الجهاد ونشر الاسلام في افريقيا:














  7. #7


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    الشيخ الصوفي عبدالله الجنابي (قائد معركة الفلوجة)
    هو صوفي برهاني وهو رئيس مجلس شورى المجاهدين في الفلوجة وقائد أهل الجهاد في أرض الرافدين واطلق عليه الكثير من الالقاب كقاهر الصلبيين
    وقائد امارة الفلوجة وغيرها ويكفيك ان تكتب اسمه في جوجل لترى سيرته وترى ايضاً تهجم الوهابية عليه وما هذا الا حقد وحسد فهم لا يريدون الخير للامة الإسلامية بل يريدون طمس كل معالم الدين وقتل سيرة رجالها المجاهدين لان جميعهم لله الحمد من المجاهدين المخلصين.
    فالشيخ حفظه الله معروف بعلمه وجهاده وله مكانة بين الناس ومعروف عند أهل الحل والعقد وليس بالمجهول.
    فيكفيك كتابة الشيخ عبدالله الجنابي
    او كتابة
    مجلس شورى المجاهدين في الفلوجة

  8. #8


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    اعتقد ان في هذا كفاية لطالب الحق واما صاحب الهوى فلا يكفيه شيء

    والسلام

  9. #9

    مـــازن's Avatar
    Join Date
    May 2010
    Location
    مؤقتاً سطح الأرض
    Posts
    520
    Rep Power
    184

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    Quote Originally Posted by الازديه View Post
    د. طارق الطواري

    مع عودة المد الصوفي للظهور من جديد في الساحة الكويتية في بعض المساجد وإذاعة القرآن الكريم والكتابات الصحفية وعودة الدعوة إلى الخرافة والطرق البدعية وإماتت السنة وإحياء البدعة


    فعلاً هذة ظاهرة بشكل ملفت في العالم الاسلامي الان وهناك تساهل من الحكومات معها!!


    Quote Originally Posted by الازديه View Post
    مصادر التلقي عند الصوفية
    - الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور منها :
    1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظة أو مناماً .
    2- الخضر عليه الصلاة والسلام : قد كثرت حكايتهم عن لقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .
    3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى .
    4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .
    5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظة أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .
    6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والإتيان منها بشتى العلوم والأسرار .
    7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .
    8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .
    - التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .

    أعوذبالله من الخرافات والشرك والكبر والتكبر

    ولا فرق بين هذا التخريف وبين مايقوله الشيعة

    وكل هذا هروب وتحايل على القرآن الكريم والسنة النبوية

    وبذلك يتم تبرير أعمال الشرك والكفر تحت ستار هذة المصادر

    فيقع البسطاء والمغفلين لأصحاب المطامع الدنيوية والشهرة من الصوفية.


    Quote Originally Posted by الازديه View Post
    ثم إن كل من نسبت إليهم الصوفية أنهم جاهدوا في سبيل الله عملوا على نشر الإسلام ليسوا صوفيين ، وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناًَ ، هذه هي الصوفية " (ص170-172) .

    إذا كان الكذب على الرسول صلى الله علية وسلم منهجهم

    فما هذا الكذب والتزييف إلا جزء يسير من نهجهم.



    Quote Originally Posted by الازديه View Post
    ب . وقال الشيخ " محمد أحمد لوح " حفظه الله : أما عقيدة وحدة الوجود التي نادى بها هؤلاء المتصوفة : فتهدف إلى إلغاء الأحكام _ ( أي : موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين ) – تحت مظلة وحدة الأديان . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – عند بيان المراتب الصوفية – " وأما المرتبة الثالثة : أن لا يشهد طاعة ولا معصية ، فإنه يرى أن الوجود واحد ، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله ، فإن صاحب هذا المشهد يتخذ اليهود النصارى وسائر الكفار أولياء .. أ.هـ (4)

    ويبدو أن الصوفية قضوا على مجاهدة الكفار بالسيف بواسطة بث هذا الفكر ، كما أماتوا الغيرة الدينية والانتصار للحق ، فيقرر " التيجاني " أن " الأصل في كل ذرة في الكون أنها مرتبة للحق سبحانه وتعالى ، ويتجلى فيها بما شاء من أفعاله وأحكامه ، والخلق كلهم مظاهر أحكامه وكمالات ألوهيته ... ويستوي في هذا الميدان : الحيوان والجمادات والآدمي وغيره ، ولا فرق بين الآدمي وبين المؤمن والكافر فإنهما مستويان في هذا البساط ، ويكون على هذا ، الأصل في الكافر التعظيم لأنه مرتبة من مراتب الحق ... ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود " (7) .


    فأنت ترى أنه أقر أن من عرف وحدة الوجود : اعتقد أن تعظيم الكفار لابد منه لكونهم مرتبة من مراتب الحق ، أما إهانتهم وإذلالهم فلا تعدو أن تكون أحكاما طارئة ، والتعويل إنما هو على الأصل لا على ما طرأ .
    وقال – ( أي : التيجاني ) – في رسالة إلى أهل فارس " وسلموا للعامة وولاة الأمر ما أقامهم الله فيه من غير تعرض لمنافرة أو تبعيض أو تنكير ، فإن الله هو الذي أقام خلقه فيما أراد ، ولا قدرة لأحد أن يخرج الخلق عما أقامهم الله فيه " (8) .


    ولا ريب أن هذا الفكر يهدف إلى القضاء على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إسداء النصيحة لكل أحد ، ومحو الجهاد باللسان قبل الجهاد بالسنان ، وإلى مثل هؤلاء الناس أشار ابن تيمية حين قال " وهذا يقوله كثير من شيوخ هؤلاء الحلولية ، حتى إن أحدهم إذا أمر بقتال العدو يقول : " أقاتل الله ؟ ما أقدر أن أقاتل الله " ، ونحو هذا الكلام الذي سمعناه من شيوخهم وبينا فساده لهم وضلالهم " (9) .

    جمعه د. طارق الطواري.
    ------------------------------
    (1) وقد كان من كبار أهل التصوف ثم هداه الله ، فصار من أئمة السلفيين في مصر ، وكان وكيلاً لجماعة أنصار السنة هناك ، فرحمه الله .

    (2) والتاريخ يعيد نفسه ، فلما جاء " السادات " من الصلح مع يهود استقبله شيوخ الطرق الصوفية في مصر في المطار ، وكان عدد مندوبي الطرق 72 مندوبا ! ، فوقف الشيخ " محمد جميل غازي "على المنبر ، وقال " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال " وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فاثنتان وسبعون في المطار وواحدة في القاهرة " ! .

    ولهذا السبب وجد اعداء الله ورسوله من الكفار والمشركين المعتدين

    أن هذا الفكر المنحرف يخدمهم ويخدم مصالحهم فهم يشجعوه

    وإذا عرف السبب بطل العجب


    فحسبنا الله ونعم الوكيل

    وجزاكِ الله خيرا أختي الكريمة على هذا التوضيح والنقل




    ما للدماء التي تجري بساحتنا ... هانت فماقام في انصافنا حكم
    ما للظلوم الذي أشتدت ضراوتة ... في ظلمنا نتلقاه فنبتسم

    http://ia351421.us.archive.org/3/ite...g_906/sabrn.rm

    كلك : )
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10


    Join Date
    Jun 2010
    العمر
    49
    Posts
    269
    Rep Power
    183

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    مشكلة الوهابية وسر تخلفهم انهم لايحسنون الحوار فقط يحاورون انفسهم!

    هل قرأت الرد والتوثيق والعزو؟؟؟

    صعب ان تفهم من لايريد ان يفهم..

  11. #11

    الازديه's Avatar
    Join Date
    Dec 2009
    Location
    على سفح الجبل الثلجي
    Posts
    3,250
    Rep Power
    272

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    لولا التشيع لما وجد التصوف فالصوفية خرجت من رحم الشيعة !!

    عابر طريق أجزم أنك لم تقرأ موضوعي بعين الحق ،، فيبدوا أنك قرأت فقط العنوان فأثار عندك حاله من الهيجان والتشنج والتعصب الاعمى

    مافائدة ماذكرت من ماتدعيه ( من غزوات ) إذا كانت العقيده عندهم تخالطها الكثير من البدع والشركيات التي لم ينزل بها الله من سلطان ؟؟

    طيب حتى النصارى كانت لهم فتوحات وغزوات صليبيه سواء في الدول الاسلاميه أو حتى بينهم البين !!!!

    الله المستعان

  12. #12

    كلاسيكي's Avatar
    Join Date
    Feb 2009
    Location
    الجبيل
    Posts
    970
    Rep Power
    240

    رد: ما هي الصوفية وما دورها في الجهاد الإسلامي ؟

    الصوفيه كظائفه ليس لهم أي دور في جهاد المسلمين .... اما كأفراد فنعم هناك من جاهد من الصوفيه مع المجاهدين السنه وتحت رايتهم وهذا الى يومنا هذا موجود .... الا ان معظم الاسماء التي ذكرها عابر لطريق لأعلام اهل السنه من العباد والزهاد .... ومعلوم لدينا ان مفهوم التصوف كمعنى مجرد يختلف عن كونه ايدلوجيا فكريه واعتقاديه .... العز ابن عبد السلام وعبدالله بن المبارك والفضيل ابن عياض وغيرهم كثير من العلماء العباد هم من اعلام اهل السنه وكبار أئمة السلف الصالح رضوان الله عليهم ....
    ( إن الخلاص إلى أيدي هؤلاء الشباب يتمثل في أمرين لا ثالث لهما ... التصفية والتربية ) ........ الألباني .

    ( إن كلماتنا ستبقى ميتةً لاحراك فيها ... هامدةً أعراساً من الشموع ... فإذا متنا من أجلها انتفضت وعاشت بين الأحياء ... كل كلمة قد عاشت كانت قد اقتاتت قلب إنسانٍ حيٍّ فعاشت بين الأحياء ... والأحياء لا يتبنون الأموات ) .......... سيد قطب .

Page 1 of 2 12 LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. حركة الجهاد الإسلامي تغادر سوريا
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 03-08-2012, 12:20 PM
  2. حركة الجهاد الإسلامي تحيي ذكرى انطلاقتها الـ22
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 31-10-2009, 06:50 PM
  3. منظمة المؤتمر الإسلامي تختتم أعمالها بالدعوة لتفعيل دورها في حل الخلافات
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 25-05-2009, 07:30 PM
  4. غزة.. غارة إسرائيلية تستهدف نشطاء الجهاد الإسلامي
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 08-03-2009, 12:20 AM
  5. الجهاد الإسلامي تطلق صاروخين على إسرائيل ردا على مقتل 3 من عناصرها
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 06-03-2009, 12:00 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •