" أخذ الحلوة و نام براحة ... شفة كريزة و خد تفاحة ..."
لم تفارق هذه الأغنية شفاتي منذ أن "تقرعت" اليوم برؤية وجه "حسين" يطل من أحدى نوافذ السيارات.
في عدن ... هناك مثل يقول ... " بيع الحلا و أشتري ورش" ...(( والورش هو خفة دم ))، لذا كل ما كانوا يتكلمون عن فتاة أنها "ورشة" ، كنت أعرف أنها ليست جميلة.
لا توجد ثقافة ولا شعب ولا مخلوق ربما ... الا و يتوق للجمال و الحلا ... فالله جميل يحب الجمال ، و الأعجاب بالحسن شعور غريزي ، ألم يخاطب الله سبحانه و تعالى رسوله بقوله (( ولو أعجبك حسنهن )).
صحيح أن الكل دائما ما يتحدث عن الجمال الروحي ، وعن الأخلاق و التدين ، لكن اليوم ليس وقت هذا ... اليوم الكلام فقط عن الجميلات .
بالتأكيد أن حواء كانت أجمل إمرأة في البشرية فهي زمنها، و الجمال الذي ورثته أحدى بناتها كان سببا في أول جرما في التاريخ ، و الجمال الذي لا زال يورث لبنتاها لا زال سببا في الكثير من جرائم التاريخ.
في كل الشعوب الوثنية هناك الهة ما للجمال ، عشتار عند البابليين و الكنعانيين هي الجميلة التي أغوت الراعي في بعيره ، فتحول إلى ذئب يسرق البعير كرمال عيونها الحلوة ، و افروديت اليونانية التي عشقت أدونيس في حكاية من حكايات عشق الألهة ، حتى الزهرة اسم كوكب أصبح اله للجمال عند العرب ، و نسب أليه مرض " الزهري" الذي يأتي من الوقوع في الحرام مع الغانيات من بنات حواء.
وهاهي هاجر الجارية الجميلة التي غارت سارة حتى من جمال القرطين في أذنيها ، و كان سيدنا أبراهيم لا يطيق البعد عنها فيركب البراق إليها في كل ليلة ، و تطور الأمر في عهد الفتوحات الأسلامية لأمتلاء منازل العرب بالجميلات من بني الأصفر ، فهاهو عبد الله بن عمر يهوى جارية جميلة لدرجة أنه يمسح التراب عن وجهها لما سقطت و يفديها ، و كانت تقول له يا قالون " يعني يا مليح او يا جيد" ، فلما هربت منه أنشد عبد الله بن عمر قائلا " قد كنت أحسبني قالون فأنصرفت ... فاليوم أعلم أني لست قالون".
وأكاد أشك لو كان هناك شعب في الدنيا يهوى الجميلات كما يهواهن العرب ، فالعرب تحب الخضرة و الماء و الوجه الحسن و شعر العرب على مر العصور هو شعر التغزل بالقوام و الأعين و حكايتهم هي عن لثم الجميلات و ضمهن ، ألم يقل يزيد بن معاوية بيته الشهير
و أمطرت لؤلؤا من نرجسا فسقت وردا ... و عضت على العناب بالبرد
واصفا دموع و رموش و خدود و شفاه و أسنان جميلته ، و ألم يحب العرب المرأة جعداء الشعر نجلاء العيون هيفاء _ اي ذات قوام ممشوق_ و عجزاء _ #############
و لأن الحديث ## لا ينتهي ، اترككم مع بعض من رائعة يزيد و أمطرت لؤلؤا
نالت على يدهـا مالـم تنلـه يـدي ،،،، نقشاً على معصمٍ أوهت بـه جلـدي
كأنـهُ طُـرْقُ نمـلٍ فـي أناملهـا ،،،،أو روضةٌ رصعتها السُحْبُ بالبـردِ
وقوسُ حاجبهـا مِـنْ كُـلِّ ناحيـةٍ ،،،، وَنَبْـلُ مُقْلَتِهـا ترمـي بـه كبـدي
مدتْ مَوَاشِطها فـي كفهـا شَرَكـاً ،،،، تَصِيدُ قلبي بها مِـنْ داخـل الجسـد
إنسيةٌ لو رأتها الشمسُ مـا طلعـتْ ،،،، من بعدِ رُؤيَتها يومـاً علـى أحـدِ
سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُـرَّ بِنـا ،،،، من رام مِنا وِصـالاً مَـاتَ بِالكمـدِ
فَكَم قَتِيلٍ لَنا بالحـبِ مـاتَ جَـوَىً ،،،، من الغرامِ ، ولم يُبْـدِئ ولـم يعـدِ
دمتم بجمال ...ولو من نوافذ السيارات
Bookmarks