اسباب "شق صدر" النبي(ص) ثلاث مرات؟
يتحدث سماحة الشيخ الكبيسى فى هذه الحلقات عن أحداث عظام اخبرعنها النبى المعجز صلى الله عليه واله وسلم فى روايات صحيحة، وهى احداث جرت وتجرى وستجرى فى المستقبل باذن الله.. كما يستعرض سماحة الشيخ سيرة النبى الاكرم تفصيلاً.
وقد عزمت على نقل خواطرالشيخ الجليل فى حلقاته الذهبية الى القراء الافاضل فى يوم الجمعة من كل اسبوع،كى يتابع اكبرعدد ممكن من المسلمين هذه الحلقات الهامة للغاية، خاصة وان الشيخ احمد الكبيسى احتل مكانة رفيعة فى قلوب المسلمين فى العالم الاسلامى كله.
وندعو الله عز وجل ان يفيد المسلمين بهذه الحلقات وان تضيف الى ما تقدمه العرب من خدمات جليلة لقرائها الاجلاء فنسأله عز وجل ان تكتب فى ميزان حسنات اسرة صحيفة العرب والقائمين عليها.
روى مسلم عن أنس: "أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله فى طست من ذهب بماء زمزم،ثم لأمه، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى ظئره - فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون.
تحدث سماحة الشيخ احمد الكبيسى فى الحلقة السابقة عن مسألة شق صدر المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
وقال ان روايات شق الصدر تبدو مرتبكة من حيث الظاهر،والعلماء ارتبكوا فى تخريج وتوصيف هذا الحدث تبعا لارتباك الروايات نفسها.. ولكن من يتأمل فى الامر.. يجد ان مسألة شق صدر النبى صلى الله عليه وسلم لم تكن مرة واحدة،بل ثلاث مرات ولا مرة شق عند حليمة السعدية والنبى (ص)ابن ثلاث سنوات وبضعة اشهر،ومرة ثانية قبل البعثة وعمره اربعين عاماً ومرة ثالثة قبل الاسراء،وعمره اكثر من 42 عاما.
هذا الخارق ليس غريباً
يتابع سماحة الشيخ احمد الكبيسى حديثه حول شق صدر المصطفى (ص) ويقول: هذا الخارق ليس غريباً.. فطبيعة خلق حواء وطبيعة سارة امرأة ابراهيم التى انجبت وعمرها 90 عاما .. وتعجبت من ذلك ..فقال لها سبحانه وتعالى "اتعجبين من أمر الله".. فلا عجب والله يفعل ما يشاء وكذلك قصة زكريا مع يحيى عليها السلام كان زكريا عجوز وامرآته عاقر.. والعذراء تلد من غير زوج وتظل عذرا حتى بعد ان تلد المسيح ابن مريم عليه السلام.. وقس على ذلك،فكيف كانت الملائكة تقاتل جنب المسلمين فى معركة بدر حتى كانت رؤوس المشركين تطاير فى الهواء بشاهدة المسلم والكافر من غير ان يرى احدا يضربها.
اذن هذا الكون.. الجزئية اليسيرة منه تعيش بالمعقول ومعظم اجزاءه الاخرى تعيش باللامعقول.. ولواننا تأملنا فى أنفسنا لرأينا اللا معقول اكثر من المعقول..
(وفى انفسكم افلا تبصرون) .. فأين روحك!؟ وما هى الروح التى نعيش فيها.. وكيف يحدث الموت وكيف نبعث بعد الموت!؟
المعقول واللا معقول فى البشرية
وفى حياتنا هذه.. ما لم يكن معقولا سابقا قد يكن معقولا اليوم.. زراعه القلب مثلا اذا سُمعت قبل ثلاثين عاما لكانت اضحوكة!.. وما كان العقل يقبلها ولايفهمها ولا يعقلها.. كانت من اللامعقول.. كيف تضعون قلب مكان قلب اخر.. والان العلم تطور واصبح بالامكان تغيير جميع اعضاء الجسم بل وتعمل بصورة افضل من الاعضاء الاصلية من ناحية الكفاءة.. فلماذا نعجب من صنع الخالق احسن الخالقين والله سبحانه يقول (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون).
اذن لم يعد شق صدر النبى (ص) امرا يثير العجب.. والمسلمون من فضل الله يؤمنون بالغيب وتسليمهم لله تسليم عظيم.. ولكن عندما يتكلم المتعولمون بحجة العقل والعلم المادى يشككون فى هذا.. فنقول لهم ان العقل مقياس فى المعقول.. وفى غير المعقول يبقى عاجز ابله،الاان يقول سبحان الله احسن الخالقين،وحينئذ يهتدي..
احداث شق الصدر
السؤال اذن.. لماذا شق صدر النبى (ص) ثلاث مرات!؟
فى الاحاديث الثلاث عن شق صدر النبى هناك شيء نزع من النبى (ص) وهناك شيء اضيف اليه..
الشق الاول: امتليء صدر النبى حكمة وسلوكا بحيث تأهل لقيادة هذا الكون كله..
وما من بشر من آدم الى ان تقوم الساعة مؤهل لان يقود الكون كله بكل اطرافه وبشريته واجناسه والوانه والسنته الا محمد (ص).
كما يقول فلاسفة الغرب قالوا: "ما احوج هذا العالم المضطرب اليوم الى رجل كمحمد (ص) يحل مشاكل الكرة الارضية باكملها وهو يشرب فنجان من القهوة"وهذا صحيح.
الشق الثاني:
ما من احد يتحمل الوحى المجرد الا محمد (ص) وقبل محمد كان ملك الوحى يأتى فى صورة بشر.. فجاء الوحى لموسى وعيسى عليه السلام مرة واحدة فقط لكل مهما ونزلت عليهما التوارة والانجيل دفعة واحدة. الا محمد (ص) فكان يتحمل يوميا معناة هائلة عند نزول الوحى الذى كان على شدة المصطفى (ص) يكون ثقيلا جدا وكان النبى (ص) يشعروكأن روحه الشريفة ستقبض من شدة الوحى ويسمع صوتا رهيبا يأتيه مع كل وحي. كل هذا بعد ان اضاف الله اليه فى شق الصدر الثانى طاقة معجزة تعينه على تحمل ثقل الوحي..ولك ان تتصور ذلك من قوله تعاليلوانزلنا هذا القران على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله).
اما الشق الثالث:
فاضيف اليه شيئا اخر جديد لكى تتناسب قوانينه مع قوانين تلك الرحلة التى ما من مخلوق على وجه الارض او فى السماء ولا ملك ولا مادة يمكن ان يصل اليها.. المخلوق الوحيد الذى بلغها هو سيدنا ومولانا محمد صلوات الله وسلامه عليه عندما وصل ليلة الاسراء والمعراج الى (سدرة المنتهي).. فكان لابد من تغيير بعض الشيء فى شق الصدر الثالث.
\
منقول
Reply With Quote
Bookmarks