"أمشي يا خادم عرفك كور" كلمة قالها أحد أصدقائي لأحد الاخدام محذرا أياه من الاقتراب من سيارته....
"يا أخي الاخدام دونا دوخوبي....صدق من قال أكل اليهودي ولا تأكل الخادم" أردف صديقي بكلامه لي ، وأشعل السيارة....
واصل صديقي "بالله عليك قابلت يوم خادم يصلي،شفت يوم عرس خادم ...أو جنازة خادم، أنا سمعت أنو الاخدام يأكلوا موتاهم، تعرف ايش يقولوا عندنا في البلاد...أغسل بعد الكلب...و أكسر بعد الخادم...."
جلست أغني مع صاحبي بكل عنصرية " يا خادم ما ملكش امان....شممتنا الكور الوان" في تحوير لاغنية ليلى مراد المشهورة.....
و فجاءة سألنا صاحبي :" يأ أخي تعرف أنا مستغرب من كل هذا الاضطهاد لهم...تقول ليش، لانهم مش وحدهم السود في بلادنا؟؟؟"
جاوبته "تشتي تعرف السبب؟"
وبدون ما أراعي جوابه بدأت أقص :"في سنة 501هـ أنتقل حكم الدولة الزيادية الي كانت تحكم مدينة زبيد و مناطق أخرى من اليمن الى ولد صغير اسمه عبدالله وعمته"
اردف صديقي "زبيد دي الي في الحديدة...صح؟؟؟"
جاوبته "أيوة"
اردف صديقي مازحا " وعبدالله ده هو نفسه الفنان عبدالله بالخير"
واصلت أنا :" وكان لهم وزير حبشي أسمه مرجان و له 2 معوانين حبشيين هم نجاح و نفيس، كان مرجان يحب نفيس بينما الولد و عمته يحبوا نجاح ، وبدأت المشاكل بين نجاح و نفيس عشان السلطة، ولما كان نجاح غائب في زيارة للشام أستولى نفيس على السلطة هو و مرجان ، وقاموا بادخال الولد و عمته الى زاوية و أغلقوا عليهم ببناء و هم احياء، فلما سمع نجاح بالموضوع قام بتجميع جيش اكثره من الاحباش قابلوا الجيش الثاني و انتصروا عليه و قتل نفيس، ودخل نجاح زبيد و أخد جثة نفيس و مرجان و حطهم في الجدار مكان جثة الولد و عمته،وفي ديك الفترة كان الصليحيون في جبلة يحكمون كمان بأسم المذهب الشيعي "
قاطعني صديقي " دونا الذين منهم أروى الصالحية؟"
جاوبته " بالضبط، وطبعا لم يكونوا يرضوا أن يحكم العبيد جزء من اليمن، فوصى ملكهم علي بن محمد الصليحي بجارية لنجاح قامت بتسميمه"
قاطعنا مرة ثانية " اكيد الجارية كانت مليحة!!!"
واصلت كلامي " وأنا أيش عرفنا ، المهم قام سعيد الاحول ابن نجاح بالترصد لقافلة الملك الصليحي وقتله و أستولى على امواله وزوجته، فهاجم المكرم بن الملك الصليحي زبيد و انتصر على بني نجاح و هرب سعيد منها، ثم عاد فاتك ابن نجاح و جمع جيش أغلبه من الاحباش و استطاعوا أرجاع زبيد و أرجاع الدولة النجاحية."
قال صديقي " يا الله من دي الخربطة"
واصلت أنا :"أهم شيء استمر فاتك هذا واولاده من بعد يحكموا زبيد و ما جاورها 150 عام ، أضطهدوا خلالها العرب اليمنيين و استولوا على اراضيهم و جعلوهم عبيد، ولما ضاق الشعب من الحكم الظالم لبني نجاح الاحباش قاموا بمناصرة رجل اسمه علي بن المهدي الذي استطاع أن يقضي على حكمهم، و هو الذي أطلق عليهم كلمة الاخدام، وقام باضطهداهم انتقاما لكل العرب اليمنيين الذين اضطهدوا ايام حكمهم، ولكن بالتأكيد بظلم أكبر بحيث أنهم عزلوا في مناطق معينة، و استعبدوا و منعوا حتى من الصلاة،و طالهم التفريق و الاحتقار في كل شيء، ومع أن دولة هذا الطيب دامت بس 15 سنة ، الا أنه الانتقام من الاخدام استمر الى اليوم في مجتمعنا، تصدق أنه"
قاطعنا " خلاص يا عبدو انتقام ، وصلنا البيت، جيب لنا مي و كلينكس و سيجارة من الدكان ...والحقنا لفوق".
ملحوظة لمن ليس من عدن، "الكور" هو رائحة الابط الكريهة.
في امان الله.
Bookmarks