....
....
....
عظم الله أجركم
....
....
....
من المحزن جداً أن تخبر أحدهم بنبأ كهذا النبأ ..
من المؤسف حقاً أن نخبر شخصاً بوفاة شخص آخر
و لكن يا سادتي ما أنا بصدده الآن هو نعي خاص
أنا هنا أنعى جيل بكامله لجيل آخر
جيل كان يحمل عناصر و هرمونات و ( دي إن أي ) نادر تكراره
فلم يبقى بيننا من جيل الفرسان إلا بعض الشيوخ الكهول
أو العجائز الذين قد تباطأت حركتهم و ذهبت عقولهم
و خسروا أسنانهم و نظرهم
كأني أراهم هناك في زوايا المنازل قابعين ليس لهم من حول و لا قوة
إلا النظر و التجول بأعينهم في المكان محاولين أسترجاع حاسة البصر
و لكن هيهات ففي هذا العمر ما فات مات
جيل كان أقرب ما يكون لأجيال الأساطير
( جيل الفرسان )
فقل أن نسمع شيء عابهم أو شيء أنقص من أخلاقهم و نبلهم
جيل كان قد حمل أعباء الذود عن ممتلكاتنا و مقدساتنا لسنين كثيرة
جيل كانت التضحية وجبة أساسية في يومهم المليء بالمصاعب
جيل وضع أول بصمات الحرية لينقلنا بعد ذلك لعدة أشواط من الثقة
جيل حمل فيما حمل بندقية في وجه المحتل
و قلماً خط به نماذج من الأدب و العلم و الدين لا يشق لها غبار
و سراجاً من النبل و الكرم و التواضع و الإيثار
جيلاً كان من أهم ما جاد به
( عبد القادر الجزائري و عمر المختار و أحمد ياسين و و )
و غيرهم من أشاوس وطننا المغوار
جيل آخر ما نرى منه ( أمتداده ) الآن .. إلا أناس في أرذل العمر قد يكون منهم على قيد الحياة
أعداد لا تتجاوز الخمسين
فالوفاء كل الوفاء لجيل كان رمزاً للوفاء و علامة مميزة طبعت وطننا العزيز
بطابعه التقليدي و التراثي الرائع
من جيل أستوعب الدرس و يحمل السراج نحو القمة
إلى جيل أعطي الدروس و أنار السراج منذ الوهلة الأولى
أجدادنا الأبطال ..
كنتم خير سلف و جزاكم الله عنا كل خير
Bookmarks