لن نسامحكم أن تساقط الرجال لخذلانكم ( بقلم : عبدالله عبد الناصر )
الخليج – لندن " عدن برس " خاص : 30 – 3 – 201
عندما أنظر إلى ما يجري حولنا من غرائب أصاب بالحيرة ، فعندما أنطلق الحراك انطلقت معه مشاعرنا وحلقت في عنان السماء، وكنا نموت خوفاً على أولئك الأبطال الذين خرجوا حاملين أرواحهم على أكفهم ، يتصدون للرصاص والقتل بصدور عارية ، لا يهتمون بالموت ، لأنهم كانوا يسعون للحياة ، حياة لنا جميعاً. في ذلك الوقت المبكر وعندما كان الحراك وليداً وكانت كوكبة الأبطال تحفر في الصخر ، ظهر رجال من كل محافظات الجنوب ورفعوا راية المطالبة بالدولة الجنوبية المستقلة وكانوا قدوة في تجردهم من كل شيئ ولم يسعوا لأنفسهم ووضعوا نصب أعينهم مصير وطن جنوبي حر ومستقل .
من هؤلاء الرجال وعلى رأسهم يقف الزعيم وشيخ المناضلين الجنوبيين حسن باعوم (شفاه الله) الذي أعجز سلطات الاحتلال عن كسر صموده وثباته وقد شاهده الجنوبيون يجوب الجنوب كله ، متنقلاً من جبل إلى سهل وإلى وادي ، زارعاً الأمل في قلوب الشباب ، أولئك الشباب الذين يصنعون المعجزة الجنوبية الجديدة لعصرنا هذا.
هناك الكثير من الأسماء ومنها أولئك القابعون في سجون الإحتلال ومنها من لا زال مطارداً ومنها من رفعتهم سماء الجنوب نجماً بعد استشهادهم
وهناك الكثير من الأسماء التي حلقت في سماء الجنوب وما زالت تحلق ومنها رفيق الزعيم باعوم الذي سأخص مقالي للحديث عنه بسبب ما يتعرض له من ذوي القربى حالياً وهو الأستاذ جمال عبادي الذي رافق باعوم مناضلاً صلباً وتعرض لكل أنواع المخاطر ولم يلين ولم ينكسر ، كنا نرنو إليه بقلوب واجفة وقلقة لأنه ينتمي إلى عدن عاصمتنا التي طالما تمنينا خروج أبنائها معنا ، وكان جمال عبادي نعم الرجل العدني الشجاع الذي سعى بجهود حثيثة من أجل خلق اصطفاف عدني داخل صفوف الحراك ، وتصدى بقوة المنطق والعقل لكل دعوات إبتعاد (العدانية) عن الحراك وحارب بالطرح السليم والمناسب كل تأثيرات الدس والخداع والمكر الآتية من مطابخ سلطات الإحتلال لإبعاد أبناء عدن عن الثورة الشعبية السلمية في الجنوب.
كان جمال عبادي نجماً جنوبياً عدنياً أينما حل وقد شاهدناه في الفعاليات يتحدث بلغة لم نألفها ، لقد كان يتحدث بتسلسل منطقي وبعقل راجح فكان يأسر القلوب ويشدها إلى قضيتها.
كان جمال عبادي في عدن منارة جنوبية ويجمع من حوله الجنوبيين وأبناء عدن في صف جميل بجمال عدن عاصمتنا الجميلة التي حاول الإحتلال مسخها.
لن أشيد بجمال عبادي أكثر من هذا لأن أعماله شاهدة عليه ، لكني أصبت بحالة إكتئاب عندما علمت بمصيره الحالي ، فقد علمت بخروجه إلى الهند لعلاج بعض الجرحى وبخبر طلب القبض عليه ومن ثم علمت بتشرده من بلد إلى بلد دون خروجه إلى الأمان وعلمت أيضا أن كثيرون حاولوا مساعدته ، لكن لم تبلغ مساعدتهم له الحد الذي يوصله إلى المحطة المرجوة بسبب قلة ذات اليد وبسبب تعفف الرجل نفسه، علمت أيضا أننا نتخاذل عن الرجال حين يحتاجوننا ، نصفق لهم عندما يتصرفون بأصلهم ويتصدون للخطر ، لكننا نتركهم عندما يقعون في الخطر.
نحن بحاجة للأستاذ جمال عبادي ولهذا يجب علينا أن لا نسلمه للسجون وهو في هذا الحال وعار علينا عظيم إن عاد إلى عدن وتعرض للسجن وخاصة أنه كما علمت قد وجد طريقاً للخروج وأنه كتب لمن يعتبرهم قادته وهم يتجاهلونه.
لن نسامحكم إن تركتموه يعود ويتعرض للمصير المؤلم ، هو الآن بعيد عن هذا المصير وبإمكانكم تجنيبه ولن يفيد الجنوب ولا قضيته زيادة عدد المعتقلين واحداً.
كيف نسعى لإطلاق سراح المعتقلين ونعمل على زيادة عددهم وخاصة من الرجال أمثال جمال عبادي الذي كان مثالاً للنزاهة والتجرد في عمله الوطني من أجل قضيته.
هذا الرجل بن عبادي الذي خرج في أول الصفوف وكان وقته كله وجهده مكرساً للقضية وقد فتح بيته لنا جميعاً وترك أعماله وتفرغ للقضية وهو سياسي من الطراز الرفيع وناشط مخلص من أجل علاج الجرحى والمصابين ، عار علينا إن سلّمناه.
لم أكن أريد كتابة هذا المقال ولكن علمي بما أستجد في الأيام الأخيرة دفعني لهذا خاصة حالة التجاهل الغير مبرر من قبل من يعلمون بما تم وأستجد للرجل الطيب بعد أن وجد حلاً للخروج بعد عام كامل من التشرد.
إن الجنوب وحريته واستقلاله قضيتننا الكبرى ، وكل من يسعى لهذا الهدف هم رجالنا وأبطالنا وجمال عبادي واحد منهم فلا تتركوه فإننا لن نسامحكم.
- نسخة مع التحية للرئيس علي سالم البيض
- نسخة مع التحية إلى كل الجنوبيين في الخارج ( عبر موقع " عدن برس " )
( ملاحظة مهمة من الموقع )
حرصا منا في " عدن برس " على إيجاد حل لقضية الأستاذ جمال عبادي الذي لا يزال يعيش مشردا مع أسرته ، ومن قبل الرئيس علي سالم البيض الذي وعد بمساعدته في اتصال هاتفي سابق بالأستاذ جمال قبل حوالي شهرين ، فقد حرصنا أن نرسل هذا المقال للأستاذ الكاتب عبدالله عبدالناصر للرئيس البيض للإطلاع قبل النشر حتى لا يسأ فهم نشر المقال بأنه تشهير او تشكي قبل أن يطلع الرئيس البيض على فحواه وينهي نشره من عدمه بالمساعدة والإيفاء بالتزامه الذي تعهد به ، غير أن الموقع صدم بالرد الذي وصل أمس للناشر من قبل نجل الرئيس البيض عمرو وهذا نصه :
الأستاذ العزيز جمال عبادي
تحيه طيبه
ارجوا المعذره لاطالتي بالرد عليك بالرغم من الظروف التي تمر بها
استاذي العزيز
يؤسفني ان ابلغك بعدم مقدرتنا مساعدتك ماليا في الوقت الحالي
ارجو منك تقبل اعتذاري
و أعانك الله في حلك و ترحالك
اخيك
عمرو
وبهذا الرد والذي لم يترك لنا خيار غير نشر المقال كما وصلنا من كاتبه وبكل تجرد
والله المستعا
Bookmarks