دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء من الكويت الشقيقة حول الحوثيين وما يدور حولهم
خصوصاً في منتدانا الموقر فوعدني أن يخصنا بوجهة نظره مكتوبه فأرسل لي وجهة نظره طالباً مني نشرها بأسمي كي يعرف رأيكم لأنه من المتابعين الغير مسجلين في منتدانا
الحوثيين والخيوط الإيرانية
ما كنت وأنا أهمُّ بكتابة هذه السطور لآتي بجديد أضيفه على من سبقوني في الكتابة عن هذا الموضوع، بقدر ما أنا مهتم بقراءة السيناريو الحاصل من منظوري الشخصي ليس إلا، ولاخفي عليكم، فبقدر ما حزنت شديد الحزن بسبب الحرب الطاحنه التي يشهدها الشمال اليمني وبسبب الأوراح البريئة التي طالتها آلة الحرب، بقدر ما أنا لم أتفاجأ بها، ولمن يتساءل عن السبب يقيني بوقوع هذه الحرب الضروس، سأقول له نعم، إذ كنت بل وما زلت أتنبأ بسلسلة حروب من هذا النوع مستقبلاً، لقد كتب قدراً على الشمال اليمني أن لايكون بمأمن من نار الفتنة، هذه الفتنة والتي تحيكها الماكينة الإيرانية ذات اليد الطولى والتي لم يكن لأحد أن يكون بمكان آمن منها، لطالما إعتمدت الإمبراطورية الفارسية على آليات ومناهج عدة في سبيل توسيع رقعة الهلال الشيعي في أرجاء المعمورة، محاولات مضنية عدة إمتطاها هذه الغول من أجل "تصدير ثورته المقيته" إلى الدول العربية والإسلامية على حدٍ سواء، إلا أن كل محاولاته مُنيت بالفشل الذريع. إرتكزت السياسة الإيرانية في بسط مطامعها على أساليب عدة لعل أبرزها "نصرة الفئات المضطهده صورياً"، في الوقت الذي تحارب فيه إيران بكل سلطاتها وبيدٍ من حديد أبناء السنّة والبلوش والأقليات الأخرى في إيران وتضيّق الخناق عليهم قدر المستطاع، ولعل هذه إحدى صور التناقض الذي تعيشه السياسة الإيرانية، ولما تمثله الأعراف والقوانين الدولية من رادع في وجه الإيرانيين يحول دون تدخلهم في الشئون الداخلية للدول الأخرى، فما من مناص سوى الإيعاز الهرمي لعناصر خلاياهم لابسي جلود المظلومية زيفاً وبهتانا بإشفاء الغل الإيراني في بلدانهم، فمن البحرين، وماتقوم به الفئة الضالة هناك من ترويع الآمنين والتعدي على الممتلكات العامة، مروراً بكذبة قبور البقيع في المملكة العربية السعودية، وتسييس فريضة الحج، وصولاً إلى الشمال اليمني، وكما في كل مرة تضع إيران أضغانها في رجل من أتباعها، فقد وقع إختيارها هذه المرة على عضو مجلس النواب الأسبق (في الفترة من 1993-1997) المدعو حسين بدر الدين الحوثي، أحد أركان مايسمى بحزب الحق الزيدي، ولاحظ ها هنا تشابه الأسماء ما بين حزب الحق في اليمن، وحركة حق في البحرين، فكلاهما من صنيعة النظام الإيراني. تقع محافظة صعده الجبلية المحاذية للحدود مع السعودية والتي تبعد بمائتين كيلومتر عن العاصمة اليمنية "صنعاء"، هذه المحافظة، ومازال الحديث عن صعده، هي منطقة تمركز الشيعة الزيدية، هناك بايع حسين الحوثي أتباعه يوم نصبوه قائداً لهم، وقد تمت عملية تنصيب الحوثي في تجمع كبير إلتأم فيه زعماء وأتباع المذهب الزيدي في اليمن، يومها قام حسين الحوثي بإنزال العلم اليمني الرسمي ليحل محله علم حزب الله اللبناني، ليطلق بذلك شرارة الحرب الأولى، وفي الوقت الذي أدعى فيه الحوثي أنه يسعى جاهداً لإنتشال أتباع المذهب الزيدي من الإضطهاد المزعوم، في الوقت ذاته حاصر يهود وصهاينة صعدة، ولم يكتفي بذلك بل فرض عليهم الجزية، ومنع الناس من دفع الزكاة للدولة اليمنية، وهذا تناقض آخر غير مباشر يُحسب للسياسة الإيرانية. لاشك أن الوضع الجغرافي لمنطقة الشمال اليمني حال دون إنهاء إستمرار الصراع الدائر، بل أنه أسهم في تفاقم الوضع بحيث بات من الصعب السيطرة عليه كلياً، وإذا ما أردنا معرفة الطريقة التي يفكر بها حسين بدر الدين الحوثي، فإننا سنجد ومن خلال القراءة الدقيقة لخطاباته، أن الحوثي أعتمد إعتماداً واضحاً على أُسس مذهبية بغيضة، فما كان منه أن يأتي بجديد على مبادئ والده بدر الدين الحوثي (الحوثي الأب) فكان إمتداداً لفكر أبيه، وبالذات في مسألة تسقيط كفة الخلافة على حساب كفة الإمامة، والترويج لمبدأ أن الولاية هي حقٌ إلهي خالص لعلي عليه السلام وذريته من بعده، وأن هذه الحق غير قابل للنقاش، وإن كان علياً آنذاك قبل بإمامة الخلفاء الآخرين، وبذلك يكون الحوثي ومن قبله أبيه قد نسفا أحقية الخلفاء الراشدين الثلاثة ممن سبقوا علياً إلى الخلافة، الحديث ذو شجون في مثل هذه الأمور، وبقدر ما أنا أتنبأ بمصير الحوثي وأتباع فكره العقيم، بقدر ما أنا أتسائل، أين ومتى وكيف ستكون معركتنا القادمة مع الغزو الإيرانية.
شكري وتقديري لكاتب الموضوع الذي رفض ذكر أسمه
Bookmarks