الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المجاهدين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وعلى آله وصحبه ومن جاهد فى سبيل الله شريعة الى يوم الدين.
فرض الله الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة لامناص منها ولا مفر معها ، ورغب فيه أعظم الترغيب ، وأجزل ثواب المجاهدين والشهداء ، فلم يلحقهم في مثوبتهم إلا من عمل بمثل عملهم ومن اقتدي بهم في جهادهم . ومنحهم من الامتيازات الروحية والعملية في الدنيا والآخرة ما لم يمنح سواهم ، وجعل دماءهم الطاهرة الذكية عربون النصر في الدنيا وعنوان الفوز والفلاح في العقبى ، وتوعد المخلفين القاعدين بأفظع العقوبات ، ورماهم بأبشع النعوت والصفات ووبخهم علي الجبن والقعود ، ونعني عليهم الضعف والتخلف ، وأعد لهم في الدنيا خزياً لا يرفع إلا إن جاهدوا ، وفي الآخرة عذاباً لا يفلتون منه ولو كان لهم مثل أحد ذهباً ، واعتبر القعود والفرار كبيرة من أعظم الكبائر وإحدى الموبقات المهلكات .
ولست تجد نظاماً قديماً أو حديثاً دينياً أو مدنياً ، عني بشأن الجهاد والجندية واستنفار الأمة ، وحشدها كلها صفاً واحداً للدفاع بكل قواها عن الحق ، كما تجد ذلك في دين الإسلام وتعاليمه ، وآيات القرآن ، وأحاديث الرسول العظيم r فياضة بكل هذه المعاني السامية ، داعية بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلي الجهاد والقتال والجندية وتقوية وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها من برية وبحرية وغيرها علي كل الأحوال والملابسات .
وسنورد لك طرفاً من ذلك علي سبيل التمثيل لا علي سبيل الاستقراء والحصر ، وسوف لا نتناول شيئاً من الآيات والأحاديث بشرح أو تعليق طويل . فستري في جزالة ألفاظها ونصاعة بيانها ووضوح معانيها وقوة الروحانية فيها ما يغنيك عن ذلك كله .
Bookmarks