في كلمته بمناسبة عيد الأضحى المبارك إلى جماهير شعبنا في الداخل و الخارج
رئيس الجمهورية يجدد دعوته الى تضافر كل الجهود الوطنية من أجل المضى قدما فى أنجاح الحوار الوطنى .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل فى محكم كتابه وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتينا من كل فج عميق والصلاة والسلام على أكرم الخلق أجمعين وخاتم الانبياء والمرسلين.. الاخوة المومنون..الاخوات المؤمنات..
أنه لمن دواعى الغبطة والسرور أن أتوجه اليكم داخل الوطن وخارجه والى كل أبناء أمتنا العربية والاسلامية بأصدق التهانى وأجمل التبريكات بمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك أعاده الله على شعبنا وأمتنا العربية والاسلامية باليمن والخير والبركات وأن أتوجه الى جميع ضيوف الرحمن فى هذا اليوم الاغر يوم الوقوف فى عرفات بالدعوة الى الله سبحانه وتعالى بأن يكون حجهم مبرورا وذنبهم مغفورا وهو أعظم وأزكى ما يتطلع اليه جميعهم وتلهج من أجله السنتهم بالتضرع والتلبية فى مشهد أيمانى مهيب غنى بالمعانى الجليلة والدلالات العميقة فى أعظم صور الخضوع لله والاذعان والتسليم بالعبودية له وحده لا شريك له وفى الرحاب المقدسة وبين يديه أكمل المناسك التى توكد لكل ذى عقل رشيد بأن المومنين الذين توافدوا من كل أنحاء الارض فى موقف أيمانى واحد يرددون دعاء واحدا بقلوب خاشعة فى هيئة أمة واحدة مهما تعددت لغاتهم وأجناسهم وأوطانهم لا فضل فيهم لعربى على أعجمى ولا لاسود على أبيض ألا بالتقوى والعمل الصالح ،ذلك أن ديننا الاسلامى الحنيف هو دين المساواة والاخاء والعدالة والتحرر من عبادة العباد الى عبادة رب العباد وشريعتنا الاسلامية السمحاء أنما جاءت لتحق الحق وتقضى على كل أنواع العصبيات الجاهلية عنصرية كانت أو سلالية أو قبلية أو مناطقية وجاءت لترسخ مبادى الوحدة والاعتصام بحبل الله والتكافل والتآزر والاخاء والمحبة بين كل المسلمين ولترسم بذلك طريق الفلاح والعزة والمنعة والقوة ولتعلى قيمة الانسان الذى استخلفه الله فى الارض ليتعبده بصالح الاعمال..
الاخوة المواطنون.. الاخوات المواطنات ..
لا شك أن ذلكم المشهد التعبدى العظيم والحشد الانسانى المنقطع النظير فى رحاب عرفات الله يصور قيمة التلاحم العقيدى الذى يربط بين كل أبناء الامة الواحدة فى بوتقة الاخاء والمحبة وبجامع الايمان الواحد لامة التسامح والوسطية والاعتدال ورفض الغلو والتطرف والارهاب والتى تعتبر من الظواهر الشاذة والخطيرة فى حياة أمة الاسلام بل هى افة نكراء موجهة ضد المسلمين كافة والعقيدة الاسلامية خاصة.. ولقد عانى اليمن كثيرا نتيجة هذا الداء الوبيل داء الغلو والتطرف والارهاب الذى الحق أضرارا كبيرة بسمعته واقتصاده وجهوده التنموية وقد بذلت بلادنا الكثير من الجهود لمحاربة هذه الافة كونها تقف حجر عثرة فى طريق تحقيق الازدهار الاقتصادى والتنموى المنشود وفى طريق انتعاش السياحة ونمو الاستثمارات والتى من خلالها يمكن أيجاد فرص العمل للحد من البطالة وتحسين أحوال المواطنين المعيشية..
اننا نتذكر ذلك فى هذه المناسبة لنقول لاولئك المارقين الذين ظل سعيهم وانحرف بهم المسار اتقوا الله فى أنفسكم وفى دماء أخوانكم المسلمين وفى وطنكم فتخريب الوطن والاضرار بمصالحه وأضعاف اقتصاده وقتل الابرياء سواء من المسلمين أو غيرهم ليس من الدين فى شىء بل هو فساد فى الارض يثير غضب الخالق عز وجل ويستدعى منكم التوبة والعودة الى الرشد والى المنابع الصافية لديننا الاسلامى الحنيف كما تدلنا اليها أركان الدين وتعاليمه السامية القائمة على مكارم الاخلاق وعلى قيم الاخاء والمحبة والتسامح والوسطية والاعتدال والسلام..ونؤكد هنا مجددا بأن بلادنا ستواصل جهودها الدووبة دون كلل فى مكافحة الارهاب واستئصاله وتعزيز شراكتها وتعاونها الفاعلة مع المجتمع الدولى فى سبيل ذلك وبعيدا عن أى تدخل فى شوونها.. ولقد برهنت أجهزتنا الامنية ومنها القوات الخاصة بمكافحة الارهاب قدرتها على الاضطلاع بمهامها وأداء واجباتها فى الحفاظ على الامن والاستقرار ومكافحة الارهاب.. وحققت نجاحات ملموسة فى هذا الجانب سواء من خلال توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الارهابية فى تنظيم القاعدة أو فى ضبطها وملاحقة كل العناصر التخريبية والخارجة على النظام والقانون وتقديمها للعدالة.. فلا تهاون أبدا مع كل من يفكر بالمساس بأمن الوطن واستقراره وسكينته العامة أو الخروج على النظام والقانون.. فاليمن فى حرب شعواء مع كل عناصر الارهاب وقدم فى هذه الحرب وما يزال تضحيات غالية من أرواح المواطنين والجنود والضباط الذين استشهدوا وهم يودون واجبهم للحفاظ على الامن والسكينة العامة.. ونشعر بالاسف لاتخاذ بعض الدول الصديقة لقرار غير صائب بفرض الحظر على الشحن الجوى القادم من اليمن اليها.. والذى يضر بجهود مكافحة الارهاب وندعو تلك الدول لاعادة النظر فى ذلك القرار الجائر فالشعب اليمنى الذى ساند جهود حكومته لاستئصال الارهاب يجد فى مثل ذلكم القرار عقابا جماعيا ومكافأة للارهابيين الذين ظلوا يحلمون للوصول الى مثل هذه النتيجة الموسفة.. ونؤكد مجددا وبكل قوة ووضوح بأن الارهاب لم ولن يكن فى أى يوم من الايام صناعة يمنية بل أن اليمن كان ضحية للارهاب الذى يمثل افة دولية تهدد أمن وسلامة الجميع وينبغى أن تتضافر جهود الجميع فى العالم لمواجهتها وتجفيف منابعها فى كل مكان على الارض دون استثناء وبكل الوسائل والسبل.. وأنها لمناسبة نجدد فيها الدعوة لاصحاب الفضيلة العلماء والمرشدين والموسسات الاعلامية والثقافية الى القيام بدورهم الايجابى فى التوعية والتوجيه والارشاد وتبصير المغرر بهم من الذين انزلقوا فى متاهات الجهل والتطرف والضلالة لاقناعهم بالعودة الى جادة الحق والصواب وتوعية الشباب والمجتمع عموما وتعريفهم بجوهر الدين الاسلامى الحنيف وتعاليمه السمحاء التى تدعو الى التسامح والاعتدال والاخاء والسلام ونبذ التطرف والغلو والتشدد والتعصب وتحصين النفوس بالقيم والمثل والاخلاق الحميدة وبروح الوئام والمحبة من أجل عمارة الارض وصيانة الحياة..
يا أبناء شعبنا الكريم..
أننا وكما أكدنا مرارا سنظل ملتزمين بالنهج الديمقراطى التعددى الذى اختاره شعبنا عن قناعة وأيمان ولا يمكن أن نتراجع أو نحيد عنه مهما كانت تجاوزات البعض على الديمقراطية أو عدم فهمه لحقيقة ممارستها بمسوولية،وأن شعبنا يعتز ويفتخر بأن لديه اليوم تجربة ديمقراطية راسخة يتابعها العالم بتقدير وأعجاب ولذلك سوف نستمر فى طريق التطوير المستمر لهذه التجربة اليمنية المنتصرة لارادة الشعب والمحتكمة الى الدستور والقانون حريصين أشد ما يكون الحرص على الوفاء بالاستحقاقات الديمقراطية كما ينص عليها الدستور وينظمها القانون وأجرائها فى مواعيدها باعتبارها حقا للشعب وهى واحدة من أدواته الشرعية فى حكم نفسه بنفسه عبر صناديق الاقتراع.. ومن أجل ذلك جاء تأكيدنا قبل أيام على ضرورة استكمال كافة التحضيرات الخاصة بالانتخابات النيابية القادمة لتتم فى موعدها المحدد فى مناخات حرة ونزيهة وشفافة باعتبار ذلك وفاء للشعب وتحصين لكل مكاسب الثورة والوحدة ومنجزات الحياة الديمقراطية اليمنية ونجدد دعوتنا لكافة القوى السياسية الى المشاركة الفاعلة فى خوض هذا الاستحقاق من خلال اعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات والمشاركة فى اللجان الانتخابية الاشرافية والاساسية وبما يخدم المصلحة الوطنية بأعتبار الانتخابات أمر يهم الجميع ويعزز من المسيرة الديمقراطية مع تأكيدنا فى ذات الوقت وحرصنا على ضرورة مواصلة الجهود المبذولة لمباشرة الحوار لمناقشة كافة القضايا التى تهم الوطن ومستقبله بروح وطنية مسوولة وفى اطار احترام الدستور والقانون والالتزام بشرعية الموسسات الدستورية وعدم تجاوزها والحرص على عدم الاضرار بالعملية الديمقراطية وسلامة الوطن واستقراره.. ذلك أن أيماننا بالحوار لا يمكن أن يتزعزع لانه مرتبط بأدراكنا للحكمة الكامنة فيه كأسلوب يعتمد على الاحتكام للعقل والمنطق والحجج الناصعة التى يمليها التفكير السليم والاستعداد للقبول بالرأى الراجح والفكرة الصائبة التى تخدم المصلحة الوطنية العليا.. لهذا ندعو مجددا الى تضافر كل الجهود الوطنية من أجل المضى قدما فى انجاح الحوار الوطنى الذى دعونا اليه والوصول به الى غاياته الوطنية المنشودة فى حماية المصلحة العامة، وصيانة المكتسبات القائمة..والخروج منه بمعالجات واضحة لكافة القضايا والموضوعات التى تهم الوطن وفى أطار الالتزام بالدستور والثوابت الوطنية والحفاظ على الموسسات الدستورية..
الاخوة الاعزاء .. الاخوات العزيزات ..
تستعد بلادنا وفى هذه الايام لاحتضان حدث رياضى كبير وهو بطولة خليجى20 بعد أن تهيأت لذلك والحمد لله كل المتطلبات على مختلف الاصعدة الانشائية والرياضية والايوائية ومشاريع البنية التحتية والجوانب التنظيمية والامنية وغيرها لتجعل من هذا الحدث فرصة لتعزيز الاواصر الاخوية المتينة والحميمة التى تربط شعبنا الودود والكريم مع أشقائه فى دول مجلس التعاون الخليجى والعراق والذين سيكونون ضيوفا أعزاء فى وطنهم وبين أهلهم يحظون بكل الرعاية والاحتفاء وينعمون بالامن والامان وبما يليق بهم ومكانتهم فى قلوب أشقائهم فى اليمن ويعكس الروح الحضارية الاصيلة لابناء شعبنا اليمنى الكريم المضياف.. مؤكدين على أهمية تضافر الجهود ومن مختلف الفعاليات الوطنية الرسمية والشعبية الرياضية والشبابية والثقافية والاعلامية والسلطات المحلية على جعل هذه المناسبة حدثا رياضيا ناجحا وحافلا بالابداع والتميز بأذن الله ..
يا أبطال قواتنا المسلحة والامن ..
أننا ونحن نعيش مباهج هذه المناسبة الدينية الجليلة مناسبة عيد التضحية والفداء نتذكر بمزيد من الاعتزاز والوفاء والعرفان تلك التضحيات الغالية والعطاءات السخية التى قدمتها قواتنا المسلحة والامن وأبطالها الاشاوس المرابطون فى مواقع الشرف والفداء فى السهول والجبال والصحارى والجزر وفى المياه الاقليمية والذين يودون واجباتهم بكل أمانة وتفان وأخلاص ونكران ذات، كطليعة وطنية رائدة وقوة ضاربة تذود عن الوطن وتحمى أمنه وسيادته ووحدته وأنجازاته وتسهم فى مسيرة بنائه ونهضته فلهم منا جنودا وصف وضباط وقادة أجمل التهانى والتبريكات وأصدق عبارات الشكر والتقدير والامتنان موكدين بأنهم سيظلون محل الفخر والاعتزاز من كل أبناء شعبهم ومحل التقدير والاهتمام والرعاية من قيادتهم وفاء لما قدموه من أجل الوطن والشعب وفى سبيل الواجب.. ختاما أكرر التهنئة للجميع بهذا العيد السعيد وبمناسبة العيد ال43 ليوم الثلاثين من نوفمبر ذكرى الاستقلال المجيد الذى نحتفل به خلال الايام القليلة القادمة سائلا المولى عز وجل الرحمة والغفران لشهدائنا الابرار وأن يوفقنا الى ما فيه الخير والسداد وخدمة وطننا الغالى وأمتنا المجيدة وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
Bookmarks