كارثة القات
تعمقت كثيرا في التفكير بمسألة القات، وكيف ارتبط بكل شيء في حياة اليمنيين، وبدأت أفكر بمعنى أن يكون هناك "يمن بلا قات" فعلا.. فوجدت أن الاختلاف بين اليَـمَنَـيْن سيكون جذريا، وفي كل شيء.. حتى الذين يحاربون القات، ويرفعون هذا الشعار، ربما لم يتصوروا، تماما، الحالة التي سيكون عليه اليمن واليمنيون لو انتهت هذه الشجرة كليا من البلد.. وربما يظنون أن سلبيات قليلة ستذهب وإيجابيات قليلة ستأتي فقط، بدليل أن حديثهم عن القات لم يضعنا في صورة اليمن الجديد "يمن بلا قات" كما ينبغي..
ما معنى أن لا يبرمج اليمني يومه منذ الصباح الباكر على الحالة التي سيكون عليها بعد الظهر، أو أن لا تكون هذه الحالة ضمن برنامجه اليومي..؟!! ..
ما معنى أن لا يربط اليمني، سواء كان مواطنا أو مسئولا حكوميا، كل أعماله بساعة التخزينة، وما معنى أن تتم هذه الأعمال بعيدا عن أجواء القات وتأثيراته..؟!!
ما معنى أن تنتهي المظاهر السيئة، والتي لم نعد نشعر بها لأننا تطبعنا عليها، من الشوارع اليمنية، وأن يعود إلى وجوه اليمنيين بعض الحُمرة والنضارة..؟!!..
ما معنى أن :
تنام بشكل طبيعي
تأكل بشكل طبيعي
تتحدث بشكل طبيعي
تفكر بشكل طبيعي
تفرح بشكل طبيعي
تغضب بشكل طبيعي
تعيش حياتك الزوجية بشكل طبيعي
تبرمج حياتك الأسرية بشكل طبيعي
تمرض حتى، بشكل طبيعي..؟!!
ما معنى، وما معنى، وما معنى... الخ ..
القات كارثة.. كارثة لو تخيلناها كما يجب لحاربناه كما يجب.. لا يكفي أن نحارب القات من خلال عرض السلبيات، فالأهم أن نصور، وبشكل رائع، الحالة الإيجابية التي سيكون عليها "يمن بلا قات"..
وسأترككم الآن لتتخيلوا :
يمنا بلا أسواق قات
يمنا بلا مزارع قات
يمنا بلا مقايل
يمنا بلا مناظر سيئة في الشوارع
يمنا بلا مليارات تُصرف
يمنا بلا مياه تُستنزف
يمنا يجلس فيه الأب مع أبنائه
يمنا، يمنا، يمنا، ... الخ.
Bookmarks