قصة طالب موهوب

[رؤوف]

خرج من بيته ذات يوم متجها نحو المدرسة يحث الخطى نحو بوابة العلم ومنارة المستقبل

يبحث فيها عن هواية صناعة الوعي والعقل ....

دخل الصف .. جلس على المقعد ... بدأ يستمع إلى معلمه وهو يحدثهم عن ثورة 26 سبتمبر

التي قامت لتحرير اليمنيين من وطأة القهر والجهل والظلم والاستبداد وعن ثورة 14 أكتوبر

والتي قامت لتحرير اليمنيين من وطأة المستعمر البغيض ... كان يحدثهم عن الثـــــــورات

وأهدافها وكيف تحققت هذه الأهداف .. وكان الطالب يستمع بشغف وبراءة فطرية جعلته

يقف ليسأل الأستاذ : وأين هذه الأهداف المحققة ؟ فيجيب الأستاذ بغضب : أولا ترى ما نحن

فيه من الرخاء .. ألا ترى المدارس الشامخة .. والجامعات العظيمة .. والمستشفيات .. والطرقات

ألم نصبح وطن واحد بعد أن كنا وطنين أم أنك أعمى ؟ فأجاب الطالب : نعم أرى الرخاء الذي

جعل أبي يستدين ثمن كتب دراستي وملابسي .. نعم أرى المدرسة العامرة بكل شيء إلا العلم

نعم أرى الجامعة العظيمة المباني المقفرة من كل وسائل المعرفة .. نعم أرى المستشفى المليء

بكل شيء إلا الصحة .. نعم أرى الوطن الواحد الغارق في ثقافة الكراهية التي تتنامى بين أبنائه

يوما بعد يوم .. نعم أرى الحرية التي اختزلت الوطن كله في حزب .... والثورة التي اختزلت

الثوار كلهم في القائد الملهم ... نعم أرى أكواد البشر المطاردة على الحدود الذين دفعهم الفقر

للتضحية بالكرامة ومئات العاطلين وهم يحتضنون شهاداتهم الجامعية بحثا عن وظيفة في وطن

توزعت خيراته على أرباب العمائم ... نعم يا أستاذ كل هذا أراه فالمعذرة منك .. صاح المعلم

في وجه الطالب صيحة أذعرته وجعلته ينتبه من نومه على صوت المنبه فقام مسرعا لتجهيز

نفسه ليذهب إلى الكلية لأنه اليوم الدراسي الأول له في الجامعة وفي الطريق ظل يفكر في هذا

الحلم المزعج والمخيف الذي أعاده عشرات السنين إلى الخلف وكيف أن السنين هذه كلها للأسف

لم تغير شيء من قناعاته بالثورة سواء كان بالحلم أم باليقظة...

أحببت أن أنقل لكم هذه المقاله بعد أن قرأتها في أحد المطويات

[احمدالفقيه]

مشكوووووووووووووور