كان هناك شاب يافع في بداية شبابه, و كان يعتقد أن الحياة أمامه طويلة, فقد تخرج من الكلية هذا العام , و كان حلمه مكتب محاماة.
كان يمشي و هو منشغلاً بالحديث على تلفونه السيار السامسونج, فانحرف و لم ينتبه, فإذا بسيارة فيات أنيقة تصدمه, فسقط الشاب و سقط التلفون , هرع الناس, و السيارة هربت و لكن رقم السيارة لم يهرب عن الأنظار.
تكفل بإسعاف الشاب شابان آخران هما علي و إسماعيل كانا أيضاُ في بداية شبابهما, من حسن الحظ كان في نفس الشارع مستشفى خاص فأخذاه إليه بسرعة و الدماء تملأ وجه الشاب و يدا الشابين علي و إسماعيل, استقبلتهم موظفة في مدخل المستشفى بجانبها خزينة, أعتقد أن وظيفتها هو أخذ النقود من المرضى, قالت : ماذا تريدا؟
قال علي: ألا تري أن لدينا مصاب يحتاج إلى إسعاف مستعجل؟
قالت: و هل يقرب لكما؟
قال علي متعجباً: لا!! لكننا أسعفناه إثر حادث سيارة و يحتاج إلى إسعاف مستعجل.
قالت: يجب أن يكون أحد أهله موجود.
قال إسماعيل صارخاً: الشاب سيموت و أنت تريدين أهله!!
لم يعجبها صراخه و قالت : يا أخي نحن لا نستقبل حوادث.
خرج الدكتور من شدة الصراخ و قال : ماذا يحدث هنا؟
قال علي: يا دكتور لدينا إسعاف مستعجل هل بإمكانك إسعافه؟
قال الدكتور: نعم و لكن يجب أن نسأل مدير المستشفى.
و طلب الدكتور من الموظفة أن تخبر المدير الذي كان في مكتبه.
فقال المدير: إنه لا يستقبل حوداث!!!!!
فجن جنون علي و دخل على المدير , قال المدير : من أنت و ماذا تريد و لماذا تدخل بهذا الشكل و بدون استئذان.
قال علي: أرجوك يا مدير, إن الشاب سيموت.
قال المدير: و هل هو أخوك أم ابن عمك؟
قال علي: لا و لكنني أسعفته إثر حادث سيارة.
قال المدير: في عملنا له عملية من سيدفع أجرة العملية.
قال علي : أنا.
قال المدير : و هل لديك نقود؟
قال علي: خذ بطاقتي و رخصة السواقة. أتعهد لك أن أدفع ما تريد .
قال المدير: يا ابني هن محل لكسب الرزق, و هذه المستشفى ينفق عليه ملايين و لا يتحمل زيادة على ما هو متحمل, خذ الشاب إلى مستشفى حكومي, و إن كان مكتوب له الحياة سيعيش.
قال علي مستاءً يائساً حزيناً : يلعن شكلك من إنسان حقير بدون ضمير و لا إنسانية اتفوه عليك يا واطئ.
و هرع الشابان إلى مستشفى حكومي بعيد, دخلوا المستشفى لم يجدوا من يعبرهم, و بعد أن وجدوا من عبرهم أخذوا الشاب إلى غرفة العمليات و لكن لم يكن هناك دكتور متخصص لان الدوام انتهى فالساعة بعد الحادية عشر و النصف فقام بالعملية دكتور غير متخصص و لكن أحسن من ولا شيء.
علي و إسماعيل ينتظران خارج غرفة العمليات و القلق واضح عليهما. سأل علي إسماعيل: ما اسمك يا أخي . قال إسماعيل: إسماعيل , و قال علي: و أنا اسمي إسماعيل.
قال إسماعيل : فرصة سعيدة و لو أنها فرصة تعيسة.
خرج الدكتور من غرفة العمليات فهرع إليه إسماعيل و علي فقالوا: خير يا دكتور.
قال الدكتور: للأسف وصلتما متأخرين جداً البقية في حياتكما.
حزن الشابان حزناً شديداً و طلب منهم مدير المستشفى الانتظار إلى حين مجيء أهل الضحية, و سألهما المدير: هل تعرفان أهل الضحية, أو أي شيء عنه؟
قالا: لا و لكننا أخذنا تلفونه السيار, و سوف نتصل بآخر رقم . اتصل به لنسأل عنه . فأخذ التلفون إسماعيل و اتصل فأجابته فتاة و قالت : من عماد؟ قال : لا و سألها ماذا يقرب لك عماد قالت : خطيبي!
فبعد أن أخبرها و حدث ما حدث, جاء والد الضحية إلى المستشفى و هو منهار عصبياُ و غير مصدق ما حدث فاستقبله الدكتور .
فسأل الدكتور باكياً : لماذا لم تنقذوه؟
قال الدكتور : الشابان اللذان اسعفا ابنك وصلا متأخرين جداً .
فقال والد الضحية و هو غارق في البكاء: و من هما الشابان الأحمقان, لماذا لم يسرعا؟
أشار الدكتور على الشابين هذا والد الضحية.
فنظر علي مذهولا إلى والد الضحية ونظر والد الضحية إلى علي مندهشاً مرعوباً
السبب في الدهشة و الذهول هو أن والد الضحية عماد هو مدير المستشفى الخاص الذي رفض أن يسعف ابنه عماد.....؟
( منقول)
Bookmarks