بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله بركاته ؛

نرسل إليكم هذه الرسالة التي نعبر فيها عما نعانيه في اليمن من حرب شعواء لا هوادة فيها ضد الإسلام بشكل عام والمذهب الزيدي بشكل خاص ، تمثلت في الحملة العسكرية على محافظة صعدة في الصيف الماضي والتي افتعلتها القيادات العسكرية ظلماً وعدواناً على المواطنيين المواليين للسيد حسين الحوثي الذين لفقت عليهم شتى أنواع التهم من التمرد إلى ادعاء الإمامة ثم النبوة ولا ذنب لهم إلا رفع شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل وإعلان البرائة من أعداء الله تعالى ، وهذا ما صرح به رئيس الجمهورية نهايةً في أحد خطاباته بعد انتهاء الحملة وتجدونه هنا :

http://www.presidentsaleh.gov.ye/ar/...cfa102f659bc49

حيث قال في كلامه : وبالمثل حسين بدر الحوثي عندما رفع شعار (الموت لأميركا) جاء من يقول الدولة غلطانة ودولة ظالمة، هو لم يفعل شيئ، هو رفع شعار (الموت لأمريكا.. الموت لاسرائيل).. ألا يعرفون ما يترتب على هذا الشعار من الحصار ودخول اليمن قائمة الارهاب ووصفه بأنه بلد التطرف والارهاب".

و استمرت الحملة 80 يوماً قبل أن تنتهي بإعلان القيادة السياسية مقتل السيد حسين الحوثي ، وما أن أعلنت الحكومة ذلك حتى قامت بسلسلة من الاعتقالات طالت علماء أجلاء بتهم ملفقة أو من دون تهم .

لكن الذي فجعنا هذه الأيام حملة عسكرية شرسة تستهدف مرجع الزيدية الكبير السيد العلامة بدر الدين بن أمير الدين الحوثي حفظه الله تعالى والذي يعد من أكبر علماء الزيدية على الإطلاق ، فبعد أن أطلقت التعهدات على إخراج المسجونين في سجون الأمن السياسي على خلفية شعار البراءة من أمريكا والذين يقرب عددهم من ألف مسجون إذا ما استقر السيد بدر الدين في صنعاء ، لم يوف بشئ من هذه التعهدات ، بل تم استهداف أحد المشائخ الموالين للسيد بدر الدين الحوثي في حادثة مؤسفة وغادرة في صعدة ، فاضطر السيد بدر الدين إلى مغادرة صنعاء إلى محافظة صعدة ، وهنا ثارت ثائرتهم وقاموا بإرسال جماعة من الكوماندوز بهدف اغتياله أو اختطافه ، ولما تم اكتشافهم تم تغطية ذلك بافتعال حرب جديدة في صعدة لا تفرق بين الطفل والمرأة والشيخ والشاب ، بل قصف عشوائي عنيف بالصواريخ والطائرات وغير ذلك من ليلة الأحد الماضي وحتى صباح الأربعاء ، هي حرب إبادة لن يرضى قادتها إلا بقتل ذلك العالم الكبير - الذي وهب حياته كلها للذب عن الدين - أو إبادة جميع من يدافع عنه ، وسيضحي هؤلاء بمن تحت أيديهم من الجنود الذين تم تعبئتهم تعبئة عدوانية على الشيعة عموماً في إشارة إلى الزيدية الذين يمثلون الشيعة في اليمن بشكل خطير جداً ، سيضحون بهم ولن تهتز لهم شعرة حتى ولو قتل الآلاف من الطرفين .

إن هذه الحملة الظالمة على الزيدية إنما هي جزء من مخطط تآمري على الإسلام عموماً في اليمن ، فهذه الحملة أتت بعد قرار بإغلاق أربعة آلاف مدرسة دينية أكثرها سنية ، في خطوات لإرساء إسلام مشوه ومستورد من الخارج ، مما يحتم علينا عدم الوقوف موقف المتفرج على ما يحدث ويدعونا بشدة إلى إسماع أصواتنا جميع العقلاء في العالم الإسلامي ، وأنتم خير من يسمع صوتنا ، وبين أيديكم نطرح هذه القضية التي تهم كل فرد مسلم .

نقول لكم هذا والحسرة تملأ جوانحنا إذ لا نملك من وسائل الإعلام شيئاً يذكر ، وما يجري يحدث وسط تعتيم وتكتم إعلامي رهيب ، بل تضليل بالغ الخطورة ، إنا لا مطلب لنا إلا العيش بسلام تحت راية شريعتنا ، وحرية التعبير عن أفكارنا ومعتقداتنا التي لا تمس الآخرين بسوء ، ولا يوجد لدينا عداء مع أحد إلا مع أعداء دين الله سبحانه وتعالى .

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



مرفق مع هذا بيان للعلماء سبق الإشارة إليه في صحيفة البلاغ ونشره كاملاً في صحيفة الأمة ؛ ومناشدة من أهالي صعدة ؛

ونرجو نشر قضيتنا وإيصال صوتنا قبل أن لا يبقى لنا صوت




بيان صادر عن العلماء

بيــان صادر عن علماء اليمن حول الانتهاكات التي يتعرض لها علماء وأبناء المذهب الزيدي

الحمد لله الرافع درجات العلماء القائل في محكم كتابه : ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) ، والصلاة والسلام على رسوله القائل : ( العلماء ورثة الأنبياء ) وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الراشدين .

أما بعد ؛

ففي الوقت الذي تتجه فيه الدول والشعوب نحو تكريم العلماء والرفع من شأنهم إيماناً منهم بأن العلم سبيل التطور والتقدم كان لزاماً على بلادنا أن تمضي مع الركب في تكريمهم والرفع من شأنهم ، باعتبار أنها دولة ديمقراطية تحترم حرية الفكر والاعتقاد ، ولكن للأسف الشديد مورست أعمال تتنافى مع ذلك ؛ حيث يعلم الكل ما يعاني منه أبناؤنا وإخواننا العلماء – الذين ما علمنا منهم إلا كل خير من نشر للفضيلة وحثٍ على التمسك بالأخلاق الفاضلة ، والحرص على مصلحة الوطن – من ملاحقات واعتقالات ما كان يخطر على بال مسلم أنها تنال مسلماً عادياً ناهيك عن أن تنال علماء شهد لهم المجتمع بالتقوى والورع والدعوة إلى كل خير وفضيلة، لا لذنب إلا لأنهم آمنوا بأن قيادتنا الحكيمة كفلت لهم وضمنت حرية التعبير عن معتقداتهم كما ينص عليه الدستور ويقره القانون، علماً بأن العلماء الأجلاء معروف عنهم الالتزام بقوانين البلاد وحبهم لوطنهم ، ولكن كان جزاؤهم الاعتقال والسجن والإهانة والتعرض لحرب نفسية وغيرها من الأعمال التي لا ترضي الله ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، بالإضافة إلى المضايقات التي يتعرضون لها أثناء تأديتهم واجبهم الديني والوطني من تهديدات وانتهاكات.


وعليه فإننا نستنكر الآتي :

أولاً : جميع الاعتقالات التي تمت ضد العلماء ومنها :

1- اعتقال ومحاكمة القاضي محمد لقمان، والحكم عليه بالسجن عشر سنوات بتهم ملفقه وإجراءات غير سليمة وحشر مسائل الخلاف الفرعية وكأنها محاكمة للمذهب الزيدي.

2- اعتقال العلامة المحقق محمد يحيى سالم عزان بدون ذنب إلا تحقيق كتب الزيدية التي هي تراث اليمن كله.
3- اعتقال ومحاكمة العالمين الجليلين يحيى بن حسين الديلمي في 9/9/ 2004 ومحمد أحمد مفتـاح في16/9/2004 .

4- اعتقال المهندس علي الكباري .

5- اعتقال العلامة إبراهيم الجـــلال والأســتاذ شرف الفــران يــــوم الأربعاء 23 / 2 / 2005 .

6- الأحداث التي رافقت محاكمة العالمين يحيى الديلمي ومحمد مفتاح ، يوم الأحد 18 من محرم 1426 هـ الموافق 27 / 2 من إطلاق الرصاص الحي وترويع للمواطنين والمواطنات العزل الذين حضروا المحاكمة وما تلى ذلك من اعتقالات للمعتصمين التالية أسماؤهم : العلامة شرف النعمي ، العلامة يحيى المهدي ، العلامة عبد الله الديلمي ، الأستاذ علي الديلمي ، الأستاذ عبد الله العيلمي ، الأستاذ لطف قشاشة ، أمين قشاشة ، أمين الخولاني ، إبراهيم الديلمي ، فايز مفتاح ، خالد مفتاح ، علي الاسطى .


ثانياً : أعمال القمع التي تعرض لها العلماء والمدرسون للمذهب الزيدي، والتي منها :

1- إغلاق مركز الزهراء الثقافي النسوي ، ونهب مجموعة من محتوياته ، وما رافق ذلك من ترويع للعاملات فيه ، وتلفظ بألفاظ بذيئة ضدهن وذلك يوم الخميس 17 من ذي الحجة 1425هـ .

2- محاصرة جامع النهرين بقوات الأمن ، وإرهاب المصلين ليلة الجمعة 18 ذو الحجة 1425هـ ، واقتحام بعض مرافق الجامع.

3- احتجاز ومصادرة مكتبة العلامة محمد مفتاح .

4- احتجاز ومصادرة مخطوطات العلامة يحيى الديلمي الزهدية .

5- محاصرة منزل الأخ حسين الديلمي ومطاردة ولده العلامة عبد الله الديلمي لعدة أيام .

6- أعمال التخريب التي تعرض لها مركز بدر العلمي ، المتمثلة في هدم حماماته ، وكسر باب صومعة جامع بدر ، إضافة إلى شهر السلاح على العاملين بالمركز .

7- سلسلة الاعتقالات في المحابشة والتي طالت : العلامة حسن النعمي ( اعتقل مرتين ) ، العلامة زيد عامر ، الأستاذ عبد الله شريف النعمي ( اعتقل لمدة شهرين ) ، محمد إسماعيل النعمي ، بكيل الحاشدي ، ماجد الحوثي .

8- إغلاق ضريح الإمام أحمد بن الحسين في ذيبين ومنع زيارته منذ شهر شعبان 1425هـ .

9- تفتيش وترويع مدرسة المؤيد بمعبر وأخذ مجموعة من الكتب منها دون وجه حق في شهر أغسطس 2004م .

وإن الأمر المؤسف أن جميع الاعتقالات التي ذكرناها وغيرها كانت بسبب تعبير هؤلاء العلماء عن وأفكارهم ومعتقداتهم الذي كفله لهم الدستور والقانون ، حتى أن المتكلم صار يخشى أن يفصح عن رأيه حتى لا يلقى ما لاقوه من سجن وإهانة، وهذا إنتهاكٌ لحقوق الإنسان التي كفلتها الشرائع السماوية والقوانين الدولية ودستور الجمهورية اليمنية.

وعليه نطالب كافة الجهات المعنية وفي مقدمتهم القيادة السياسية المتمثلة في فخامة الرئيس/ علي عبد الله صالح أن تتحرك لتؤدي دورها في هذه القضية، بالإسراع بالتالي :

1- إطلاق سراح جميع المعتقلين .

2- إعادة الممتلكات الخاصة بالمعتقلين التي تم أخذها دون مسوغ قانوني.

3- تمكين الجميع من ممارسة حقوقهم المشروعة قانونياً في حرية الاعتقاد والفكر والتعبير عن الرأي التي ضمنها لهم الدستور والقانون .



هذا مع العلم بأن هذه الأعمال تتنافى مع مصلحة الوطن القائمة على الحفاظ على الوحدة والسلام والأمن الاجتماعي ، ولا ندري من هو المستفيد من هذه الأعمال التي قد تكون سبباً في شق وحدة الصف الوطني والتي قد تفسح المجال لكل أعداء الوطن في الداخل والخارج ، وهذا ما لا نرضى به ولا يرضى به أي مواطن مخلص.

أسماء الموقعين على هذا البيان هم :

1- العلامة الحجة محمد بن محمد المنصور .

2- العلامة الحجة حمود بن عباس المؤيد .

3- العلامة ابراهيم الوزير.

4- العلامة محمد بن علي المنصور.

5- العلامة محمد علي أحمد شرف الدين .





مناشدة من أهالي صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن أبناء محافظة صعدة اليمنية نستغيث ونستنجد ونناشد الضمير الإنساني الحر ، وكل منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني وكل الشرفاء في اليمن والعالم ، بالعمل على ايقاف ما تتعرض له هذه المحافظة أرضاً وإنساناً على يد الجيش والأمن والفرقه الأولى مدرع من حرب إبادة حقيقية .

وإن الحكومة في اليمن فتحت الحرب مجدداً على مواطنيها في صعدة منذ منتصف ليلة الأحد 27/3/2005 م ولا يزال مستمراً حتى اللحظة.

إن جيشنا في اليمن يستخدم ضدنا نحن المواطنين سياسة الأرض المحروقة وبمختلف الأسلحة البرية والجوية الفتاكة.

إن الأطفال والنساء والشيوخ والرجال يقتلون هنا بشكل جماعي تحت جنازير الدبابات ونيران المدافع وقصف الطيران في ظل تعتيم إعلامي خطير وغير مسبوق .

وفي ظل صمت مريب من كل دعاة الخير والسلام وحقوق الإنسان في هذا العالم .

ولعل هذا الصمت وذلك التعميم هما من أطلقا العنان لهؤلاء الوحوش فمضوا – بدم بارد- يذبحون النساء والأطفال ويدمرون المنازل والمزارع وكل مظاهر الحياة في هذه المحافظة ودون مبرر.



مرة أخرى : إننا نناشدكم الله بالعمل على إجبار مكنات الموت والدمار على التوقف حتى لا يسجلكم التاريخ – بصمتكم هذا – شركاء حقيقيين في سفك دمائنا وانتهاك حقنا في الحياة والبقاء .