Results 1 to 3 of 3

Thread: ردا على مقال(جلد الذات)

  1. #1

    مهدي تفاريش's Avatar
    Join Date
    Jun 2010
    Posts
    3,367
    Rep Power
    273

    ردا على مقال(جلد الذات)

    ردا على مقال(جلد الذات)
    بقلم/ طارق عثمان
    ما إن أعلنت مكبرات الصوت في مطار عمان عن وصول الطائرة اليمنية حتى علت الإبتسامات مُحَيا المواطنين الأردنيين الذين كانوا في صالة المطار ، وزادت التمتمات والهمهمات التي لم نفهم لها سبباً لا أنا ولا صديقي الذي كان يقف بجواري لنستقبل زميلنا القادم من صنعاء ، لكن زالت علامات الإستفهام التي تشكلت في راسينا بعد أن أمسك أحد الأردنيين بيد رفيقه وقال له بالحرف الواحد \" الطائرة اليمنية وصلت .. تعال نضحك شوية \"
    أثارتنا هذه العبارة وغلت الدماء في عروقنا ولكن تماسكنا وقلنا لنرى ما الذي قد يدعو للضحك في الطائرة اليمنية.
    وقفنا ضمن الجموع التي وقفت خلف الحواجز في المنطقة المخصصة للمستقبلين وبقينا ننتظر القادمين .
    عقدت الدهشة ألسنتنا وخطفت ألواننا وتصببنا عرقاً في جو المطار المبالغ في تكييفه . لقد أطل علينا من البوابة أول مسافر يمني وأقسم بالله أنه كان في حالة مزرية وكأن الطائرة أقلته من الصحراء قبل أن يستعد للسفر ، فملابسه رثه وكأنها أسمال بالية وشعره منكوش قد علته صفرة وغبرة ووجهه كالح وشعر وجهه غير مرجل وساقاه التان برزتا من تحت المعوز يغطيهما الغبار وقد أنحدرت منها حبيبات العرق تاركة وراءها وديانا غائرة وقد إنتعل \" شبشب مهترىء \" وحمل أغراضه في خرقة كبيرة من القماش أردفها وراء ظهره...
    إنفجر الجميع بالضحك وكأننا في مشهد مسرحي ... تلاقت عيناي بعيني زميلي وربما تلاقت أمانينا في أن تنشق الأرض وتبتلعنا ..
    هتف زميلي الذي كان يشبه الأردنيين في ملامحه وله صوت جميل \" هاشمي ، هاااشمي ، وانا اشهد هااشمي ، ينصرك ربي أبو عبدالله يالهاااشمي \" وهي اغنية معروفة في مدح الملك حسين يرحمه الله ..
    كان زميلي يرددها بدون وعي أو شعور وكأن لسان حاله يقول لا علاقة لنا بهؤلاء أو ليحيا الملك حسين الذي بنا ذلك البلد ، كان زميلي يقول هذه الكلمات بحرقة والدموع تترقرق في عينيه ، واوشك على البكاء ..
    توالى خروج اليمنيين ومعظمهم في وضع يدعوا للشفقة ، وكأن الرحلة تحركت من فرزة الباصات في أحد المدن اليمنية ، فلا إهتمام بالمظهر ، ولا بالهندام ولا بحقائب السفر وهرج ومرج واصوات مرتفعة وافتقار للتنظيم والوجهة والهدوء ، العيون زائغة والخطوات متعثرة ، والأفواه فاغرة ...
    هم إخواننا ولا شك ، هم أباؤنا ولا جدال ، هم أهلنا ولا نكران ، ونموت في حبهم وهواهمُ لكن لماذا هم هكذا؟؟؟ ...
    أمضينا المسافة التي تفصل المطار بالعاصمة ونحن نتحسر على بلادنا ووطنا وشعبنا ، ونتحسر على الأيام الخالية التي كان الأردنيون يتعاملون معنا بكل إحترام وتقدير و إجلال لأننا يمنيون فقط ، فإذا استأجرت شقة وجدت الترحيب والحفاوة والتسهيل لأنك يمني ، وإذا دخلت المطعم تعالت عبارات التحية من النادل \" أهلين أبو يمن \"، ولكن تغير كل هذا فجأة بعد أن بدأت الرحلات تتوالى على عمان حتى وصلت إلى بضع رحلات في الأسبوع تحمل معها مئات اليمنيين الوافدين للإستشفاء حتى وصل العدد في أحد الشهور إلى عشرات الألوف وكأنها حالة نزوح جماعي ...
    بدأت النظرة تتغير وبدأت نظرات السخرية والشماته وبدأت جوامع عمان تغص بالمتسولين في كل صلاة حتى وصل الأمر إلى أن أحد الزملاء كان معزوما عند أصدقائه في منطقة الرمثاء قرب الحدود السورية وفي صلاة العصر وقف متسول يمني ليسرد ذات القصة التي تسمعها في جامع التحرير ، أصبح الإنتماء لليمن يسبب للطلاب مشكلة حتى أننا حين ذهبنا لاستئجار سيارة وكنا ثلاثة سألنا العراقي الذي في المكتب بعد أن رمقنا بنظرة مستفزة بعد أن عرف أننا يمنيون \" كم في زيكم نظيفين في اليمن \"
    أغلظنا له في القول وتجادلنا معه لكنه أفحمنا وخصوصا أنه زار اليمن وأخذ يحدث رفاقه عن المدن اليمنية والشوارع والفوضى والرشوة والفساد ، وختم ذلك بنكتة قال لهم : اليمن كل شي فيها زفت ما عدا الشوارع – يقال للإسفلت زفت ..
    المقام لا يتسع هنا لعشرات القصص التي نعرفها هنا وفي دول أخرى حيث يحظى اليمنيون بمكانة ومنزلة لا يشاركهم فيها أحد حتى إذا سافر معارفهم من أهل تلك البلدة إلى اليمن أو بدأ اليمنيون بالتوافد على تلك البلدة حتى ينقلب الحال إلى نقيضه ..
    لم يشفع لنا أن كثير من زملائنا كانوا من الأوائل على الجامعة الأردنية وفي كليات علمية كالطب والهندسة وغيرها وفي الجامعات الأخرى أهلية وحكومية وتحضرني أسماؤهم إلى الآن لم يشفع لنا ذلك في نستعيد الإحترام الذي فقدناه ...
    لن أستفيض في ذكر القصص الكثيرة ألتي تحز في نفسي كلما تذكرتها أو سمعتها سواء في الأردن أوسوريا أوالعراق أومصر أوالسعوديةْ ودول الخليج ..
    ولكن كان لا بد من الإتيان بنموذج واحد لأستعين به للرد على الأستاذ عبده بورجي الذي هو واحد من أهم اقطاب الحكم في اليمن .. الذي أعطانا درساً بليغاً في الوطنية والإنتماء والإعتزاز باليمن والفخر به وبدأه بقصة، متهما الشباب اليمني بانه يجلد ذاته وينظر لنفسه بدونية ويعاني من غياب قيم الولاء والإنتماء ..
    مطالبا إياهم بإبراز الوجه الجميل والمشرق لليمن والذي يستطيعون من خلاله التأثير في نظرة الغير تجاه وطنهم ..
    الأستاذ بورجي محق في مايقول ،
    فلم يتم دفعه يوما من أبواب السفارات لانه يمني ، لم يحقر في المطارات لأنه يمني ، لم يرد عليه البعض باستعلاء وعنجهية في المنتديات والمواقع الحوارية لأنه يمني ، لم يقرأ النكات التي تقال عن اليمني ، لم يشاهد الصور والمقاطع التي تعرض باليمنيين ، لم يلحظ نظرات الدهشة المقرونة بالاستهجان عند بعض الجنسيات حين يعرف انك طبيب او صيدلي أو مهندس يمني ...
    لم يعاني من التمييز في الشركات المتعددة الجنسيات لأنه يمني فقط مهما كنت متميزا ..
    لم يسمع البعض يقول مستخفا بمن دهسته السيارة \" الحمد لله طلع يمني \"
    لم تسلب حقوقه لأنه يمني لا ظهر له .
    لم يقبض عليه متسللا في أحد المناطق الحدودية لاهثا وراء لقمة العيش ليتلقى بعدها الصفعات والركلات والشتائم التي تحط من قدره وقدر بلده لأنه يمني .
    لم يتلطم في بلدان الإغتراب والشتات والمهاجر لانه يمني .
    لأستاذ الكبير يسمع كلام الحفاوة والترحيب وتفرش له السجادة الحمراء ويستقبل في صالة كبار الضيوف وينزل معززا مكرما في القصور أو في الفنادق المرصعة بخمسة نجوم فأكثر ويتحاور مع دبلوماسيين يجيدون لغة المجاملات ويتقنون فنون التودد ونسج العلاقات ولا يمكن لاحدهم أن يتلفظ بكلمة واحدة فيها التقليل من شأن اليمن ..
    من يعيش هذه الأجواء التي يعيشها القلة أمثال الاستاذ عبده بورجي ويظن أن اليمنيين جميعا يعيشونها من حقه أن يستنكر حالة ( جلد الذات ) .
    من حقه ان يعطي دروسا في الإنتماء والإعتزاز بالوطن من حقه أن يستشهد بالابيات والقصائد الجميلة التي تتغنى باليمن ، كما نفعل نحن حين أصبحنا نحفظ كل الأحاديث النبوية التي تشيد باليمن وأهله وتبين فضلهم دون أن نستطيع أن نقنع الناس أن هذه الأحاديث فعلا صحيحة أو إقناع من يعرف أنها صحيحة أننا نحن اليمنيون المعنيون بهذه الأحاديث ..
    أو محاولاتنا المفاخرة ببعض منجزات أقوام ماتوا وشبعوا موت منذ آلاف السنين .
    من حق الأستاذ ان يناشد الجميع للبحث عن الأشياء الجميلة التي تدعوهم للفخر ببلدهم ..
    ونحن بدورنا نناشده ونناشد من خلاله أولي الأمر أن يعملوا ما يجعلنا نفخر ببلدنا ووطننا ..
    فـ ( جلد الذات ) تمر به شعوب كثيرة في حقب إنحطاطها وتدهورها وضياعها وسقوط هيبتها بين الأمم ، جلد الذات هو أحد أعراض سنين النكبات والنكسات والهزائم ..
    ولكي نفتخر لابد
    ان ننتصر على الجهل والأمية لا أن يزيد الغارقون فيها سنويا وبمتتالية عددية.
    نريد أن ننتصر على الفقر لا أن ينتصر الأغنياء فينا ..
    نريد أن تخصص ثروات البلد لبنائه وتعميره وتطويره وإظهاره بأحسن صورة ، لا لتصفية الخصوم .
    نريد ان يكون لنا كرامة أينما ذهبنا لا أن تتآمر علينا سفاراتنا وممثلينا في كل مكان .
    نريد أن ينتشر التعليم والرخاء وهما كفيلان بتغيير صورة اليمني كما غيرت جيرانه خلال سنوات معدودة.
    نريد أن لا نكون البلد الأول في الشريط الأخباري لمعظم القنوات الفضائية وفيما لا يشرف ..
    لا نريد ان نكون الأسوا في التعليم ، والصحة ، والرياضة ، والأمن والاستقرار ، والديمقراطية والشفافية ، والفساد ...
    ثم يطلب منا أن نفتخر ببلدنا !!!!
    في كل دول العالم التي عانت من جلد الذات في بعض سنين عمرها كانت القيادة هي من أعاد لهذه الشعوب ثقتها بنفسها وبذاتها وبقدرتها فهل أنتم مستعدون لفعل ذلك فالامر كله بيدكم وليس بيد الشباب الذين لا حيلة لهم إلا التحسر على حال بلدهم الذي تهدر كرامتهم فيه وفي غيره ويبذلون ما بوسعهم للشموخ والإعتزاز ولكن دون أن يستند على ارض صلبة وحدكم القادرون على إعدادها...
    أخيرا لا نريد من القراء من يأتي ليعضنا بأن الفقر ليس عيبا ، لأننا ندرك أنه ليس عيبا ولم يكن يوما من الأيام سببا في جلد الذات اليمنية ، ففي سبعينات القرن الماضي وتحديدا في ظل حكم الحمدي رحمه الله كان اليمني يرفض بكل أنفة أن يتخلى عن جنسيته لصالح اي جنسية أخرى ، واليوم يعض أصابع الندم أنه لم يفعل ...
    فهل أدركتم السبب ..
    عندما يجلدك المكلفون بحمايتك ولا تملك دفع الضر عن نفسك فلا تملك إلا التلذذ والمشاركة بجلد الذات ..

    يا أذناب الطاغية صالح , يا من تعشقون الذل , يا من أنتم عار على وطنكم وعلى أسركم , ..
    الثورة تُريد أن تحرركم من العبودية وتريد لكم الحياة وأنتم أيها الأقزام تريدون لها الهلاك!؟
    أنتم أحفاد الذين حكموا على الشهيد الثلايا بالموت وهو أراد لكم الحياة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    شاطئ الوفاء's Avatar
    Join Date
    Oct 2006
    Location
    احضــان الوطـن..!!
    Posts
    2,674
    Rep Power
    501

    رد: ردا على مقال(جلد الذات)

    جلــد الذات تعني النكبه والنكسه والهزيمه..!!

    اتسأئل... هــل الفقر تسمونه جلد الذات..؟؟

    الفقر يا عزيزي ليس عيباً..فلماذا الكاتب..
    يبرر لنفسه في اخر المقال عن هذا الجانب..!!

    اخبر كاتبتك ان الفقر ظرفــاً مقدراً في كل بيقاع الأرض..
    فليس فقط للمواطن اليمني..!

    فاليمني مهما كان لن يصبح جلد الذات..
    يكفيه فخراً انــه يمني فنحن اليمنيين ألين قلوباً وأرق افئده.
    كما وصفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم..
    عندما قال: اتاكم اهل اليمن هم الين قلوباً وأرق افئده..
    الأيمان يمان والحكمة يمانيه.

    ايهـا العزيز صدقني اليمني سيبقى ذالك..
    الشخص الذي لا يقف عاجزاً مستسلماً لمشاكله وضروفه التي يعيشها..!!

    نقلاً موفقاً اخي العزيز يمني بلا وطن..

    خالص احترامي وتقديري

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    مع فراقنا بخيانة..

    انعدم هبوب الضوء..

    وتمزقت خيوط الشمس..

    وانقطع احد خيوط الأصيل..!!

    في غيابة الجب كان الرحيل..!

    في عالم خيالي لا اخ ولا خليل.!

  3. #3

    مهدي تفاريش's Avatar
    Join Date
    Jun 2010
    Posts
    3,367
    Rep Power
    273

    رد: ردا على مقال(جلد الذات)

    استاذي الكريم اعلم ان الكاتب الكبير (في نضري) لانه نصير المظلومين والمقهورين من نظام الدكتاتور كان يرد على عبده بورجي سكتير الرئيس الاعلامي

    وكما ترى في الاسفل مقاله(بورجي -جلدالذات) الذي يمتليئ بنضرته الورديه لليمن



    جلد الذات !
    السبت* 20-مارس-2010
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    عبده بورجي - جلد الذات !

    انتابت صديقي مشاعر من الغضب المكتوم والحسرة وهو يستمع وهو على كرسي الحلاقة في إحدى الصالونات بالعاصمة صنعاء إلى أحاديث بعض الشباب الذين تواجدوا حينها في ذلك الصالون وكانوا يتابعون بحماس مباراة في كرة القدم كان ينقلها التلفاز بين منتخبنا الوطني للشباب ومنتخب دولة شقيقة وكانوا يطلقون تعليقاتهم الساخرة على منتخب بلادهم مع كل هدف كان يحرزه في مرمى المنتخب الضيف ..

    في الهدف الأول الذي أحزره المنتخب اليمني قالوا حظ .. وحين كرر منتخبنا في شباك مرمى الضيف هدفه الثاني صاح احدهم غاضباً اللعب للمنتخب الشقيق والأهداف لنا.

    وعندما سدد المنتخب اليمني هدفه الثالث صاحوا جميعاً وبصوت واحد "مبيوعة والحكم منحاز" وبدوا ساخطين وغير مرتاحين أو مقتنعين بالنتيجة التي أحرزها منتخب بلدهم وكأنهم قد استكثروا أن يفوز رغم ما قدمه لاعبوه من أداء جيد ومهارات وقدرة هجومية في الملعب فاقت منافسهم ومكنتهم من إحراز فوز مستحق لهم.

    بل أنهم علقوا حتى على وجود الجمهور اليمني الكبير من المشجعين في الملعب والذين جاءوا لتشجيع منتخبهم الوطني قائلين بأن هؤلاء لم يأتوا للتشجيع ولكنهم جاءوا مكرهين لانطفاء الكهرباء في منازلهم!

    والتأمل في هذه الواقعة وغيرها من الأحداث والمواقف المشابهة التي يكون فيها بعض اليمنيين للأسف طرفاً في نقاش أو حديث يتناول أي شيء له صلة باليمن سواء في ما بين بعضهم البعض أو مع الآخرين فإنه سرعان ما تكتشف بأن هؤلاء اليمنيين يمارسون في حق أنفسهم ووطنهم ما يمكن اعتباره "جلداً للذات" بل تقزيماً لها وحطاً من شأنها وهو ما ينبغي الوقوف أمامه بتمعن وعمق ودراسة لمعرفة أسبابه ودوافعه. ولماذا يمارس ذلك البعض مثل هذا الجلد القاسي للذات؟ ولماذا يغيب الشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء لليمن والولاء له والإعلاء من شأنه في مثل هذه النفوس التي ظل يستوطنها شعور متأصل "بالدونية" وعدم رؤية أي شيء إيجابي أو جميل في وطنهم يستحق الحديث عنه أو الثناء عليه أو التباهي به أو إظهاره للآخرين بصورة زاهية أو غير متحاملة وفي إطار التعريف بهويتهم اليمنية أو الاستدلال عليها .. وهل السبب وراء ذلك يعود إلى نقص معرفي أو جهل باليمن وتاريخه ومكانته وحضارته ودور أبنائه، في مختلف العصور قديمها وحديثها أم هو غياب للشعور بالانتماء والولاء للوطن أرضا وإنساناً وتاريخاً ووجوداً .. أم أنه تعبير عن خلل ما في مناهج التعليم وأساليب التربية والتوعية والتثقيف والإعلام والإرشاد والتوجيه .. أم هو نتيجة لشعور متعاظم بالإحباط واليأس تمكن من النفوس المتصحرة فلم تكترث للتعبير عن أي معنى جميل تبرزه عن وطنها أو تقديم أي صورة إيجابية أو مشرقة له عند الآخرين أو التخاطب من خلالها مع عقولهم ووجدانهم للتأثير فيهم لجعل اليمن وأبنائه في المكانة اللائقة بهم كما تفعل سائر الشعوب عند حديثها عن أوطانها ودفاعها عنها ومصالحها والإعلاء من شأنها، باعتبار أن حب الأوطان من الإيمان وتجسيداً لما قاله ذلك الشاعر الذي انشد عن وطنه معتزاً ومفاخراً ومتفانياً في سبيله:

    "وطني لو شغلت بالخلد عنه .. نازعتني إليه في الخلد نفسي" فهل نحن فعلاً بحاجة إلى جرعة وطنية لنحب وطننا أو نخلص له ونظهره في أعيننا وأعين الآخرين في أبهى صورة وأعظم مقام؟ وكيف نفعل ذلك؟ ومتى؟! .. ومتى سنكف عن "جلد الذات" والتحقير من شأن أنفسنا وكل ما له صلة بوطننا وواقعنا؟! ومتى سنتعلم من أولئك الذين أحبوا أوطانهم وعشقوها وتفاخروا بها ووضعوها في حدقات أعينهم ومهجهم وتفاخروا بالانتماء إليها وزينوها في عيون وعقول وقلوب كل من صادفهم من غير أبناء وطنهم وجعلوا منها مرادفاً للعظمة والجمال والمجد والزهو والفخر والشموخ، حيث استقر الوطن في وجدانهم حقيقة أزلية راسخة لا يمكن التفريط فيها أو التنازل عنها تحت أي ضغوط أو ظروف أو تباين في وجهات النظر فكان الوطن لهؤلاء الماضي والحاضر والمستقبل والكينونة والوجود والهوية والعنوان .. انصهرت فيه أرواحهم وأمانيهم وهمومهم وآراؤهم وعطاؤهم وتمازجت في ظلاله تطلعاتهم وأحلام أجيالهم المقبلة.

    وما أحوجنا نحن اليمانيين من أقصى الوطن إلى أقصاه بمختلف فئاتنا وأعمارنا وتوجهاتنا ومواقعنا في المجتمع أن نتقي الله في وطننا ونشاطر "الفضول" نداءه وصرخته ونصيحته وهو يردد بعذوبة وصدق شاعر:
    املأوا الدنيا ابتساما وارفعوا في الشمس هاما
    واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاماً
    واحفظوا للعز فيكم ضوءه
    واجعلوا وحدتكم عرشاً له
    واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساماً
    وأرفعوا أنفسكم فوق الضحى أبداً عن كل سوء تتسامى
    أيها الخيرُ الوفيرُ .. أرضنا واحة خير .. كل خير على أجنابها قد أمرعا
    أيها المجدُ الكبيرُ .. أرضنا ساحة مجد .. كل مجد دنا تحت سماها اجتمعا
    أيها الشر المغيرُ أرضنا أرض تحدٍ .. كل شر تحدى الخير فيه انصرعا
    يا بسالات الفداء .. إننا شعب فداء .. أحلامناً نبتت فوق قبور الشهداء
    يا جلالات العطاء .. إننا شعب ندى .. أيامنا لم تلد غير نفوس الكرماء
    يا رسالات السماء إننا شعب هدى .. إسلامنا أزهرت فيه أماني الأنبياء


    وأخيراً التأمل في ما قاله شاعرنا الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح عن اليمن:
    "في لساني يمن ..
    في ضميري يمن..
    تحت جلدي تعيش وتحيا اليمن ..
    خلف جفني تنام وتصحو اليمن ..
    صرت لا أعرف الفرق ما بيننا ..
    أيُّنا يا بلادي يكون اليمن"

    *عن صحيفة الثورة
    يا أذناب الطاغية صالح , يا من تعشقون الذل , يا من أنتم عار على وطنكم وعلى أسركم , ..
    الثورة تُريد أن تحرركم من العبودية وتريد لكم الحياة وأنتم أيها الأقزام تريدون لها الهلاك!؟
    أنتم أحفاد الذين حكموا على الشهيد الثلايا بالموت وهو أراد لكم الحياة

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. الذات والشخصية
    By الهمس الحزين in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 6
    Last Post: 02-09-2009, 10:25 PM
  2. أكتشاف الذات
    By الوطني in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 10
    Last Post: 15-10-2008, 07:54 AM
  3. قوه التحكم في الذات
    By قعنبه in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 2
    Last Post: 02-10-2008, 01:25 AM
  4. قوه التحكم في الذات
    By قعنبه in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 0
    Last Post: 18-09-2008, 03:34 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •