بسم الله الرحمن الرحيم ..
في واحة التفكير العلمي او الفكر العلمي كما اطلق عليها .. وددت ان اقتبس لكم فقرة من كتاب الدكتور فؤاد زكريا ( التفكير العلمي ) .. وهو كتاب قيم جدا.
من سمات التفكير العلمي ( التراكمية , التنظيم , البحث عن الاسباب , الشمولية واليقين , والدقة والتجويد )
وقد اقتبست لكم هذه الفقرة المتضمنة تحت السمة التنظيم للتفكير العلمي ..
التنظيم:
في كل لحظة من حياتنا الواعية يستمر تفكيرنا ويعمل عقلنا بلا انقطاع.
ولكن نوع التفكير الذي نسميه »علميا « لا يمثل إلا قدرا ضئيلا من هذا
التفكير الذي يظل يعمل دون توقف. ذلك لان عقولنا في جزء كبير من
نشاطها لا تعمل بطريقة منهجية منظمة, وإنما تسير بطريقة اقرب إلى
التلقائية والعفوية, وكثيرا ما يكون نشاطها مجرد رد فعل على المواقف التي
تواجهها , دون أي تخطيط أو تدبر. بل إننا حين نفرد بأنفسنا ونتصور أننا
»نفكر « , كثيرا ما ننتقل من موضوع إلى موضوع بطريقة عشوائية , وتتداعى
الأفكار في ذهننا حرة طليقة من أي تنظيم , فنسمي هذا شرودا أو حلم
يقظة , ولكنه يظل مع ذلك شكلا من أشكال التفكير. ومثل هذا التفكير
الطليق , غير ا لمنظم , سهل ومريح , ولذلك فإننا كثيرا ما نستسلم له هربا
من ضغط الحياة , أو تخفيفا ﻟﻤﺠهود قمنا به , أو نجعل منه »فاصلا « مريحا
بين مراحل العمل العقلي الشاق.
أما التفكير العلمي فمن أهم صفاته التنظيم , أي أننا لا لا نترك أفكارنا
تسير حرة طليقة , وإ نما نرتبها بطريقة محددة, وننظمها عن وعي , ونبذل
جهدا مقصودا من أجل تحقيق أفضل تخطيط .كن للطريقة التي نفكر
بها. ولكي نصل إلى هذا التنظيم ينبغي أن نتغلب على كثير من عاداتنا
اليومية الشائعة , ويجب أن نتعود إخضاع تفكيرنا لإرادتنا الواعية , وتركيز
عقولنا في ا لموضوع الذي نبحثه , وكلها أمور شاقة تحتاج إلى مران خاص ,
وتصقلها ا لممارسة المستمرة.
ولكن إذا كان العلم تنظيما لطريقة تفكيرنا أو لأسلوب .ممارستنا العقلية ,
فانه في الوقت ذاته تنظيم للعالم الخارجي. أي أننا في العلم لا نقتصر
على تنظيم حياتنا الداخلية فحسب , بل تنظم العالم المحيط بنا أيضا. ذلك
لان هذا العالم مليء بالحوادث ا لمتشابكة وا لمتداخلة , وعلينا في العلم أن
نستخلص من هذا التشابك والتعقيد مجموعة الوقائع التي تهمنا في ميداننا
الخاص. وهذه الوقائع لا تأتي إلينا جاهزة , ولا تحتل جزءا منفصلا من
العالم ألصقت عليه بطاقة اسمها »الكيمياء « أو »الفيزياء «. بل إن مهمتنا
في العلم هي أن نقوم بهذا التنظيم الذي يكننا من أن ننتقي من ذلك الكل
المعقد , ما يهمنا في ميداننا الخاص.
رابط الكتاب :
http://al-mostafa.info/data/arabic/aalam/Issue-003.pdf
هوب.
Bookmarks