حراسُ الوطنِ الأوفياء..

-------------------------------
تكتسب الانتصارات الباهرة التي حققها أبطال القوات المسلحة والأمن في المواجهات التي خاضوها ويخوضونها ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي في زنجبار وجعار بمحافظة أبين دلالات هامة بالغة الدقة، كونها جاءت متزامنة ومتلازمة مع الدور الوطني المسؤول الذي يقوم به هؤلاء الأبطال في مواجهة أعمال التخريب وقطع الطرق والممارسات الفوضوية الخارجة على النظام والقانون، التي ترعاها وتحرض عليها بعض القوى السياسية والحزبية في إطار حملة مخطط لها هدفها تقويض هياكل الدولة وتفتيت مؤسساتها، والزج باليمن في أتون حرب أهلية مدمرة، وهي الحملة التي زادت هيجاناً بعد فشل المحاولة الانقلابية التي أريد من خلالها تصفية أركان النظام عبر ذلك الاعتداء الغاشم والجبان الذي استهدف فخامة الأخ الرئىس علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية وكبار مسؤولي الدولة أثناء تأديتهم لصلاة الجمعة في الأول من شهر رجب الحرام.
حيث أكد أبناء القوات المسلحة والأمن الأفذاذ أنهم عند مستوى مسؤولياتهم الوطنية وفي مستوى رهان الشعب على اقتدارهم في ضرب أوكار الإرهاب وقطع دابر عناصره الإجرامية، وإفشال مخططاتهم، وتجنيب الوطن شرورهم، جنباً إلى جنب تصديهم لكل عابث أو مستهتر أو خارج على النظام القانون يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن وسلمه الاجتماعي وسكينته العامة.
كما أن ذلك يبرهن من جديد على أن هذه المؤسسة الوطنية العملاقة باتت تشكل بالفعل بفكرها الوطني وانتمائها الذي لا يتزعزع لمبادئ الثورة اليمنية "26 سبتمبر- 14 أكتوبر"، والتزامها الصارم بما تمليه عليها واجباتها في الدفاع عن حياض اليمن ووحدته ومنجزاته التنموية والديمقراطية، أنها الحصن الحصين والصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس مهما كانت وأيا كان حجمها ومن يقف وراءها ويقوم بتغذيتها أو تحريكها سواء من الداخل أو الخارج.
ولعل من الواقعية والمسؤولية أن نجعل من تلك الملاحم التي سطرها بإيثار وتضحية أبناء القوات المسلحة والأمن مثالا يحتذى أكانت في تصدي هؤلاء الأبطال لعناصر التطرف والإرهاب التي ظلت تتوهم أن بإمكانها تحويل اليمن إلى أفغانستان ثانية، وزنجبار إلى قندهار، والإعلان عن إمارة "إسلامية" في هذه المحافظة، أو في المواجهات التي يخوضونها، لترسيخ عوامل الأمن والاستقرار في عموم ساحة الوطن.
لقد قدم هؤلاء الصناديد من رجال القوات المسلحة والأمن دروسا جسدت بحق أن الوطنية ليست شعاراً يتردد في وسائل الإعلام ولا يافطة ترفع في الميادين العامة وإنما هي إنكارٌ للذات وإخلاص للوطن وإيمان بمبادئه وإيثار من أجله وانتصار لقيمه وإعلاء لمصالحه على مادونها من المصالح الذاتية والشخصية والأنانية الضيقة.
بل أن هؤلاء الأفذاذ أثبتوا يوما بعد يوم أن هناك مسافة فاصلة بين الحقيقة والوهم وبين التنظيرات والأفعال وبين الممكن والمستحيل وأن هناك بونا شاسعا بين من لا يجيد سوى الكلام ومن يجيده ويؤكد صدقيته بالعمل، وبين من يستغل أجواء الحرية ومفهوم الديمقراطية لتشويه صورة وطنه والإساءة إلى مجتمعه، بل ويؤلب عليه المأجورين والمرتزقة وأصحاب النوايا الشريرة لإلحاق الأذى به، وبين من لا يتوانى في بذل روحه ودمه من أجل رفعة هذا الوطن وعزته وكرامته.
وإذا كان هناك من حسنات للأزمة الراهنة فليست أكثر من كشفها لمعادن الرجال ومواقفهم.
وكم كان مؤلما أن نجد بعض الوجوه وقد سقطت عنها أقنعتها التي كانت تخفي وراءها العديد من البثور المتقيحة التي تحولت مع هذه الأزمة إلى أمراض مستعصية وخناجر مسمومة تتربص بهذا الوطن وأمنه واستقراره .
-------------------
كلمة الثورة