هذه قصة حقيقية حصلت لأحد الاشخاص قد توفي قبل فتره قريبه رحمه الله يحكيها بلسانة وكان اللذي يسمع القصة منه هو جدي حفظه الله وحكى لنا هذه القصة بحذافيرها
القصة تعود الى القرن الماضي وبالتحديد في مطلع الاربعينات , شاب قد بلغ مبلغا من العمر وصار في عنفوان شبابه ولكن الحياة ضاقت به في ذلك الزمان نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها المنطقه بأسرها ز
هذا الشاب من حضرموت , وحين فقد الامل في حياة كريمة يوفرها لنفسه وأسرته قرر أن يهاجر الى بلاد أخرى شأن الحضارم في ذلك الوقت , لكنه اختار وجهه غير مالوفة للمهاجرين من أصحابه فقد اختار الهجره الى الولايات المتحدة الامريكيه , وفعلا عزم على الهجره وبعد شهور من التنقل من بلد الى بلد وصل الى غايته ومبتغاه وصل الى امريكا علة يعيش فيها بسعادة ونعيم ويدفن كل اخفاقاته في بلادة بنجاح جديد في هذه البلاد الشاسعه الكبيره التي تتوفر فيها فرص النجاح بشكل كبير.
وكما هو معروف عن الحضارم جديتهم في عملهم ونجاحهم في مجالهم وهي الصفة التي يمتازون بها عن غيرهم بدء صاحبنا في تحقيق احلامه واماله , بدء في تجارته واعماله فراح يصارع الوقت والزمان وينحت في الصخر ليبلغ مايريد ومازال من نجاح الى نجاح هكذا حتى مر عليه الوقت ونسي ان وراءه اهلة واسرته لايعرفون عنه شيء.
نسي ماضيه واحبابه وخلانه وبلادة ولم يدري الا وقد مر عليه خمسون عاما وهو على هذا الحال , نعم يااخواني مر عليه خمسون سنة وهو في غفلة عن الاهل والاصحاب منهمك في عملة وتجارته , مع انه نجح فيها واصبح لدية الشيء الكثير.
ولما بلغ من الكبر عتيا وشارف السبعين من عمرة أخذته ذاكرته مره اخرى الى بلادة واهله فراح يدور في باله ان يعود اليهم مره اخرى , لكنه صارت له حياة اخرى في هذه البلاد فكيف يتركها , ومازالت هذه الفكره تراوده حتى قرر وبكل شجاعه ان يعود ليرى ماحل بهم , طبعا خمسون عاما ستغير الكثير والكثير فهو لايدري عنهم شيء ولا يعرف لهم خبرا
توفي والده وهو صغير قبل ان يسافر لكنه لديه اخوان وام سافر وهي على امل ان يعود اليها وقد حسن ظروفه , لكنها لم تكن تعرف انه سيقعد بعيدا خمسون سنة .
لكنه استجمع قواة وركب الطائره عائدا الى بلادة حضرموت , ولكن الطريق اليها يمر بدولة عربيه اخرى وهي مصر فنزل في القاهرة واقام فيها اسبوع ورتب نفسه على السفر الى بلادة والامل يحدوه ان يجد احدا من اهله على قيد الحياة وفي قلبة يتمنى ان تكون امه في استقباله , لكن هل هذا معقول بعد خمسين عاما .
ولما اراد السفر من القاهره الى مطار الريان في المكلا استوقفته في مطار القاهرة الجمارك وسألوه لديك عملة صعبة يعني دولار فاجاب نعم لدي 13 الف دولار فقالوا له هل سجلتها يوم دخلت مصر قال لا قالوا له اذا لاتستطيع ان تخرج بهذه الاموال من هنا وهذه الاموال سوف تصادر منك.
وقف مذهولا لايدري ماذا يفعل , لايعرف ان هناك قانون في مصر يوجب عليك انك حينما تدخل الى مصر ان تسجل مالديك من نقود حتى تستطيع ان تخرج بها مره اخرى واذا لم تسجلها فانها تصادر عليك اذا اردت الخروج منها.
فلم يدري ماذا يفعل فقرر ان يعود ادراجه الى الفندق الذي كان يقيم فيه حتى يرسل له اولاده مبلغا اخريستطيع ان يخرج به ويسافر الى بلاه
واثناء خروجه من المطار أستقل سيارة الاجره وهو حزين جدا لما اصابه ليس من اجل المال فالمال كثير ولكن لاجل السفر كيف يستطيع ان يسافر وهو ليس معه اي مبلغ في جيبه حاليا فلما رأه سائق التكسي على هذا الحال سألة عن سبب حزنه فاخبره بالقصة كاملة فقال له وماجنسيتك قال انا احمل الجنسية الامريكية , رد عليه السائق اذهب الى السفارة الامريكيه وهي سوف تحل مشكلتك.
وفعلا ذهب الى السفاره ودخل وطلب مقابلة القنصل الامريكي وفعلا قابله وحكى له قصته كاملة , فقال له القنصل لاتقلق تعال غدا هنا الى مكتبي وسأحل لك المشكله .
خرج ورجع الى الفندق وامضى ليلته منتظرا ان يطلع الصبح ليذهب الى السفاره ويقابل القنصل وفعلا التقى بالقنصل في مكتبه واذا بالقنصل يعطيه ظرفا فيفتحه فاذا فيه مبلغ 10,الاف دولار ويقول له انت اذهب لزيارة اهلك وانا ساتفاهم مع الحكومة المصرية وسأسترجع نقودك مره اخرى واخذ العشرة الاف التي اعطيتك اياها واترك لك باقي تقودك.
خرج من السفارة وهو لايصدق ماحصل وفعلا استقل او طيارة الى المكلا ووصل اليها وهو يتمنى شيء في قلبة وهو يجزم انه مستحيل ان يحصل , يريد ان يقابل امة ولكنه لا يتوقع ان يجدها عائشه لانه قد مضى وقت طويل على الفراق مضى خمسون عاما و
ولكن قدرة الله فوق كل شيء ذهب الرجل الى مضارب اهلة وسأل عن امه فلانه فقالوا له انها مازالت عائشة وفي صحة جيده فلم يصدق نفسه وذهب اليها
تخيلو منظر هذا اللقاء بين ام فقدت ابنها لمدة خمسين عاما وبين ولد فارق امه لهذه المده
يقول الرجل نفسه رحمه الله فقابلت امي ولم اكن اصدق اني سأراها مره اخرى ولم تستطع قدماي ان تحملني فوقعت جالسا امام امي وهي تنظر الي وانا انظر اليها وهي جالسة لم استطع ان اقترب منها وهي لم تستطع ايضا ان تأخذني في حضنها .
قال فجلست يومين كاملة لا استطيع ان انطق بكلمة واحده وامي كذلك , قال كنا جالسين امام بعض وانظر اليها وتنظر الي وتبكي وانا ابكي لمدة يومين حتى استطعت ان افيق من هذه الصدمة وبعد يومين استطعت ان اقترب منها وتأخذني في حظنها الذي ظللت بعيدا عنه مدة خمسين عاما
قال وجلست عندها مدة شهر كامل لا افارقها ابدا ولاهي تفارقني وكلما تذكرت مدة غيابي وبعدي عنها ابكي وهي تبكي
ثم حانت لحظة الفراق مره اخرى فاخبرتها ان لدي اسره واولاد واحفاد يجب ان اعود اليهم وسأجلبهم اليها حتى تراهم فوافقت على اني اعود اليها سريعا
وسافرت من المكلا قاصدا القاهره ووصلت الى مصر وذهبت فورا الى القنصل لأرى ماذا صنع لي وفعلا وجدت فلوسي التي اخذت مني في المطار موجوده مع القنصل نفس الفلوس التي اخذوها مني لم يغيرو فيها شيئا .
فاخذ القتصل 10 الاف منها واعطاني الباقي
ورجع الى امريكا مره اخرى ولكنه وافاه الاجل ومات
رحمة الله رحمة واسعه
قصه حقيقيه بتفاصيلها كاملة
واترك لكم التعليق عليها
تحياتي لكم
.
Bookmarks