مقاصد الحج النفسية والتربوية

[ابـــ خباب ـــو]

الاسلام يرتكز فى بنائه على العبادات الاسلامية بعد التوحيد والشهادة وهذه العبادات ما هى الاتعبير عملى سلوكى عن العقيدة الاسلامية التى رسخت فى القلوب فدفعت الجوارح الى هذا ذالسلوك .فالعبادة اذن اشبه بمحطات على درب الحياه يتزود منها المسلم بطاقات ايمانية تضمن تغلب دوافع الخير على نوازع الشر وتحقق له الانتصار والفوز على مغريات الحياة وتسلط شياطين الانس والجن ذلك التسلط الشامل الذى استوعب كل شعب الايمان من النطق بكلمة التوحيد الى ازاله الاذى عن الطريق ولكل عبدهة من العبادات دورها واهميتها فى بناء شخصية المسلم .
واذا كان المسلم بانتهاء شهر رمضان عاد الى دنياه من رحلة روحية تعلق فيها بالله فمراقبه فى فعله وفوله فانه بدخول شهر شوال يتهيأ لرحلة روحية اخرى ليشارك فيها بروحه وبدنه وماله تاركا وراءه متعلقات الحياة ليتحمل عناء السفر ووعثاء الطريق لا لشىء الا تلبية لامر الله عزوجل والاعنارف بذنيه امام ربه يلتمس منه المعونه والرضوان حتى اذا ادى المناسك عاد الى وطنه قوى الايمان الى الاخذ بنفسه وبامته الى سبيل الهدى استجابة لامر الله عزوجل (الحج اشعر معلومات فمن فرض فيهن الحج فل رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير تعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا اولى لالباب).

ان الاقبال على الله عزوجل بهذه الهيئة يمحو من النفس اثار الذنوب وظلمتها ويدخلها فى حياة جديدة يبدأ معها عاما جديدا يستطيع معه مواجهه غوائل الحياة وصراعاتها المتعددة وهذا هو المقصد التربوى الاول .


اما المقصد الثانى فيتجلى فى مكان اداء الفريضة حيث يشهد المسلم الايات البينات التى اشار اليها القران الكريم فى قوله تعالى (ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه ايات بينات مقام ابراهيم ومن دخله كان امنا ).
فى اداء المناسك يشهد المسلم مهبط الوحي والاماكن التى تربى فيها سيد الدعاه محمد صلى الله عليه وسلم فيعود بذهنه وقبله الى حلقة من حلقات التاريخ الاسلامى الزاهر ويتذكر عقائد الجاهلية وعاداتها التى جاء الرسول صلى الله عليه وسلم لتغييرها يشهد مكان صراع قريش على وضع الحجر الاسود وحكمة الرسول صلى الله عليه وسلم فى انهاء هذا الصراع ويشهد المكان الذى اتصلت به السماء بالارض حيث كان بدء الوحى واكتمال الدين . يعيش رحلة الدعوة التى عاشها الرسول بين مكة والمدينة حيث البلاء يشتد ويسترجع صوت بلال حين يعذب "احد احد" ويسترجع قول النبى لا بنته التى جاءت لترفع امعاء الجزور الذى القاه ابن ابى معيط على راس النبى صلى الله عليه وسلم وهو ساجد- وهى تسب من فعل ذلك لاتحزنى يا ابنتى فان الله مانه اباك . وحيث يمر المسلم على غار ثور فيحس معنى الامل والرجاء الذى صار يقينا يتذكره قول النبى صلى الله عليه وسلم لابى بكر "لاتحزن ان الله معنا "". يسترجع الذكريات والمعانى لعيشها ويتمثلها الهجرة الى الطائف وما فيها من صور المعاناه والعذاب "ان لم يكن بك غضب على فلا ابالى "فيزداد يقينا بانه لا ياس مع الايمان ولا ايمان مع الياس زاده فى ذلك (ولا تياسوا من روح الله انه لا يياس من روح الله الا القوم الكافرون).


تحياتي / ابو خباب


[MARQ=DOWN][MARQ=UP]كل عـــــــــــــــــــــام وانتم بخــــــــــــير[/MARQ][/MARQ]




[MARQ=UP]حجا مبــــرور ..... وسعيا مشـــــــكووور......وذنبا مغــــفوووور[/MARQ]ض