عماد عبد الهادي-الخرطوم

لم يشفع الإعلام المكثف الذي توليه الحكومة السودانية لانعقاد القمة العربية بالعاصمة الخرطوم في الثامن والعشرين من الشهر الجاري لها بنيل اهتمام الشارع السوداني الذي انقسم بين مستهين وآخر مستخف بها.

ففي الوقت الذي يتجاهل فيه عدد كبير من المواطنين الحدث الذي تعتبره الحكومة نقطة انطلاق جديدة للأمة العربية، وكسرا للقيود التي تكبلها، يرى آخرون أن قرارات القمة العربية دائما ما تكون مجافية لرغبات الشعوب العربية وتوجهاتها وتطلعاتها.

فيما ذهب فصيل ثالث إلى الرهان بفشل القمة في اتخاذ أي خطوة تعزز الدور الذي يمكن أن تلعبه منذ وقت بعيد.

التاجر عبد الحميد حميدان قال إن انعقاد القمة بالخرطوم لا يفيد السودان أو الأمة العربية كثيرا، باعتبار أن هناك قمما كثيرة عقدت دون أن تنجح واحدة منها في إقناع الشعوب العربية، أو باتخاذ موقف قوي في مواجهة القضايا المصيرية مثل القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الكبرى. وقال للجزيرة نت إن المواطن السوداني أصبح يتضرر من انعقاد القمم بسبب الإنفاق العالي للحكومة عليها.

وأكد أنه لا يرى أي فائدة لانعقاد أي قمة عربية في الوقت الراهن بسبب ما أسماه تخوف القادة العرب من الوقوف أمام الغرب وأميركا على وجه التحديد.

أما المواطن عبد الرحمن محمد فتساءل عن موعد انعقاد القمة العربية وهل هي في الخرطوم أو في غيرها من العواصم العربية الأخرى؟ وقال في حديثه للجزيرة نت إن السودان استضاف قمة الأفارقة قبل أقل من شهرين دون أن يجني منها أي فائدة، فماذا نتوقع من القادة العرب الذين هم في واقع الأمر أضعف من القادة الأفارقة بكثير؟

وقال على الحكومة السودانية أن تحل مشاكل مواطنيها أولا بدلا من صرف الأموال في قمم لا حول لها ولا قوة.

لكن المواطن عصام عبد الغفار قال إنه يتوقع نجاحا ضئيلا للقمة العربية الحالية بسبب حجم التحديات التي تواجه الأمة وتحتاج إلى موقف صلب ربما يعيد الذكريات بوجود قوة عربية قادرة على اتخاذ ما يمكن أن يحفظ لها مكانا بين الأمم. وأكد في حديثه للجزيرة نت أن قضايا فلسطين والعراق وسوريا ودارفور كلها قضايا تحتاج إلى موقف موحد وإلا تفرقت الأمة أيدي سبأ. متوقعا نجاح القمة بشرط اتخاذ القادة مواقف إيجابية "وهي ليست ببعيدة إذا ما أرادوا".

غير أن الطبيب عبد الرحمن الشنقيطي اعتبر أن نجاح القمة مرتبط بقوة قراراتها. وقال للجزيرة نت إن "القمم العربية عودتنا على الفشل الذريع والتناحر فيما بين أعضائها لكننا نأمل أن يتجاوز القادة العرب مشاكلهم فيما بينهم ويتجهوا نحو حل القضايا القومية".

وقال إن دواعي التوحد العربي متوفرة إذا ما توفرت الإرادة القوية لدى الزعماء، مشيرا إلى ضرورة البحث عن مخارج منطقية لما يجري في الوطن العربي دون انتظار الحلول الخارجية.
______________
مراسل الجزيرة نت