خذوني أنا على سبيل المثال ...........
فأنا يمني و أفتخر و لكنني لم أزر اليمن أبدا في حياتي ...
و منذ ما يقارب السنة كنت أفكر جديا بالعودة إلى بلدي و الإستقرار هناك أفضل من هم الغربة و تعبها ...
و منذ فترة زارنا مجموعة من الأقارب قادمين من اليمن و سألتهم عن حال البلاد و أهل البلاد و أنا في شوق ولهفة ، فكان حديثهم كله عن القات و انواعه و أيهما أفضل للتخزينة ( البايسون أو البور هورس أو الشارك ) و متى تبدأ التخزين و متى تنتهي .
بالأضافة عن انعدام الامن و الامان و كيف انه لا تستطيع التنقل من مدينة إلى مدينة إلا و معاك سلاح و مرافقين و إلا فإن مصيرك سيكون السرقة و القتل بالاضافة إلى تردي مستوى الخدمات الطبية و التعليم ....
لا تلوموا أقربائي فليسوا هم وحدهم من نقلوا لي هذه الصورة عن اليمن السعيد فكل الأخوة المغتربين يقولون الكلام نفسه أو مشابه له ويصورون البلد على انها مجرد قات و سلاح و تخلف و فقر
و هذه هي الصورة المرسومة في ذهني الآن عن البلاد و اهل البلاد :
مجلس رجال تمتد أمامهم حزم القات و الأسلحة على أكتافهم ...
أطفال يجوبون الشوارع بملابس متسخة و بالية ...
لا يوجد كهرباء او تلفونات إلا في المدن الكبيرة ...
و لكني مع ذلك والله لن أرضى بغير بلدي مستقرا و مقاما حتى لو تجرعت مرارتها مع كل رشفة ماء
فما بالكم بالغريب الذي يبحث عن المتعة و التسلية مع عائلته و يسمع مثل هذا الكلام
فحدثونا و حدثوهم عن اليمن فما زال للشوق جمرة و للفراق دمعة
عذرا للإطالة و اعتذر عن صراحتي التي قد يعتبرها البعض خارجة عن حدود الأدب ...
و لكن عذري أنني كنت صادقا معكم إلى أبعد الحدود ...
تحياتي و دمتم بيمن
Bookmarks