أخواني .. هذا الموضوع والله العظيم رهيب جائني عبر البريد الالكتروني وحبيت انكم تستفيددون وتستمتعون في قرائته :36_1_21:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها "
- رواه الحاكم وأبو داود -
فمن ياترى الرجل المائة ؟!
واقع أم خيال ؟!
صورة أم حقيقة ؟!
أمنية نحلم بها أم شاهد شاخص نُسعد به ؟!
من ذلكم الرجل المائة الذي تتشوف له الأبصار .. وتترقبه الأنظار
وتتلهف إليه القلوب .. وتحن إليه الضمائر ..؟!
الرجل المائة : من تطيب المجالس بذكره .. وتهتف الألسن بشكره ..
وترتفع الأكف والأيدي للمبديء المعيد بالدعاء له والثناء عليه ..
فهو مبارك أينما كان
إذا طُلِبَ وُجِد .. وإن غاب فُقِد ..
فهو يسدُّ مسدَّ مائة رجل لا ينفعون ولا يدفعون ..
نسي نفسه .. وغفل عن ذاته .. وتنّـكر لحظوظ نفسه .. فعاش للناس
يرعاهم ويعتني بهم .. يعطف عليهم ويتلطف معهم ..
يعطيهم ويبذل لهم ..
فكم من قتيل لإبليس قد أحياه !
وكم من صريع للهوى أيقظه من سكرته وهداه !
وكم من محزون واساه !
وكم من محروم أعطاه !
وكم من يتيم رعاه!
همته عالية ، وعزيمته ماضية ، فهو لا يرضى بالدون ، ولا يقبل
أن يكون في ذيل القافلة ! ولا في آخر الركب !
الرجل المائة : لا يشبع من خير حتى يكون مورده الجنة ..
ولايسأم من بذل المعروف لمن يستحقه ..
ولا يفتر عن تقديم الإحسان طمعا في الدرجات العلى والمقام الأسمى
يوم العرض الأكبر على الله عز وجل ...
الرجل المائة : عبد لله .. جمع شمل قلبه ، وشتات نفسه ، فأقبل على
خالقه بكلِّـيَّـته ..
استسلم لأمر الله وانقاد له .. وخضع لمولاه وأذعن لمراده ..
إن سمع أمرا لله ، قال بلسان الحال والمقال :
سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير
فلا تراه إلا مبادرا إليه ، مقبلا عليه ، مستمسكا به ..
وإن سمع نهيا من نواهي الله .. كان أبعد ما يكون عنه ، وأقصى ما يمكن منه ..
مقدما أمر الله على أمر نفسه وهواها ، مؤثرا طاعة الله على ملذات النفس
وشهواتها ، ومتع الروح ونزواتها ..
فإذا ما ركنت نفسه لدنيا فانية ، أو طمعت في نزوة زائلة أو لذة عاجلة ..
أنذرها يوم التلاق ، وتوعدها يوم الحسرة والندامة ، وَخَوّفها مغبَّة تفريطها
وصاح فيها محذرا ومنذرا ...
اشتاق إلى الجنة فسارع في الخيرات ..
وأشفق من النار فالتهى بها عن الشهوات ..
وترقب الموت ، وترفع عن اللذات ..
وزهد في الدنيا فهانت عليه المصيبات ..
احتاج الناس إلى علمه وفضله ودينه ، واستغنى هو عن دنياهم
فشتان بين مشرق ومغرب !
فالناس في شغل بأنفسهم وأولادهم وأزواجهم وحياتهم وهو في شغل
بربه وخالقه ، كيف السبيل إلى رضاه ؟! وإدراك محبته والقرب منه ؟!
فلله دره ، ما أكثر خيره ! وما أكبر بره !
الرجل المائة : يرى بعض شباب الإسلام قد زلت به الأقدام ، فأصبح يرى
المجد في رنّة نغم أو ركلة قدم أو شطحة قلم أو هزّة جسم !!!
ومضى بعضهم ينسلخ من دينه ، ويتجرد عن دثار التقوى ليلبس ما يزري به
من ملبوسات أعدائه ، فتراه يحاكيهم في حركاتهم ، ويشابههم في ملابسهم
ويشاكلهم في ترهاتهم وسخافاتهم !
فمضى الرجل المائة يتحسس الداء الدفين بهم ، والكيد المتين عليهم
والغزو اللعين ضدهم ، فاستشعر عظم المسئولية الملقاة على أكتاف المصلحين
والأمانة المعلقة بذمم الدعاة المخلصين ، فنزل بكل همة عالية ، وعزيمة وثابة
إلى ميادين الشباب لينتشلهم مما هم فيه من أسن السيئات وقحط الخطيئات ..
فهم غرقى ، وهو منقذهم بإذن الله !
وهم مرضى ، وهو طبيبهم بحول الله !
وهم غفلى ، وهو نذيرهم بين يدي عذاب الله !
وهم سكرى بالشهوة والغفلة ، وهو موقظهم مما يحاط بهم من مهلكات
ويحاك ضدهم من مؤتمرات ومؤامرات ..
الرجل المائة : وقته وماله وجهده وقف لله تعالى ، فحالما تلم بالناس ملمة
أو تفجعهم فاجعة ، أويدهمهم خطب عظيم .. قام كالضرغام
ينقذ الحرقى وينتشل الغرقى ، ويسعف المجروح ، ويداوي المكلوم
ويؤمن الخائف وينجد الملهوف ، ويغيث المكروب ، ويعين المنكوب
ولو أصابه في ذلك ما أصابه !
فإذا ما وقع بالناس أمر تدافعوا نحوه ، وادَّرعوا به ، واحتموا خلف ظهره
فكان صدره دون صدورهم ، ونحره فداء نحورهم ..
الرجل المائة : يعيش هَمَّ الأمة ، وما أصابها من غمة ، وأمور مدلهمة
فيرى بعين الحسرة ما وقع بها من تخاذل وانحدار ، وذلة وانكسار
واستكانة وصغار ، حتى أصبحت ويا للأسف في ذيل القافلة
يتنافس عليها أعداؤها كما تكالب الأكلة على قصعتها ، وغدت حِماً مستباحا
ودما رخيصا ، وكرامة مهدرة ، فما يكاد يبرأ لها جرح حتى ينكأ لها آخر
فحدَّث نفسه بالغزو ، وأعدها له ، وعاش الجهاد بعواطفه ومشاعره
ودعائه ودعوته ، وماله ونفسه ، والجود بالنفس أقصى غاية الجود !
الرجل المائة : رجل موقف ومبدأ ، ومنهج ورسالة !
فلا يتذبذب مع طول الطريق وقلة السالكين !
ولا يتضعضع في موقفه مع كثرة المخالفين !
ولا يتراجع عن مبدأه الحق ، ولا يغتر بكثرة الهالكين !
فهو يصبر .. ولو طال البلاء ..
ويصبر .. ولو زاد الأذى ..
ويصبر .. ولو جار العِدا ..
ويصبر .. ولو كثر العناء ..
ويصبر ولو تخطفته الطير ، ومُزِّق كُلَّ ممزق ..
فهيا أخي : شـمر عن ساعد الجد ، واكشف عن قدم العزم
وامض راشدا في مجالات الخير ..
فعسى أن تكون أنت الرجل المائة !
ببذلك وعطائك
بعلمك وعملك
بقولك وفعلك
بمظهرك ومخبرك
بماضيك ومستقبـلك
فالمؤمل فيك أكبر ، والمرجو منك أكثر !
وليس الأمر بالعسير ، ولا الجد الخطير ..
إنما يحتاج إلى عزيمة ماضية ، وهمة عالية ، ومبادرة دون تردد
ومثابرة بغير تقهقر ، ومبادأة دون تأخر ..
إذا هبت رياحك فاغتنمها :: فإن الـخـافـقـات لها سكون
وإن ولدت نياقك فاحتلبها :: فلا تدري الفصيل لمن يكــون
:up:
Bookmarks