مؤسسة (نيكست بيج) (Next Page Foundation) الأوربية المختصة بالثقافة بشكل عام والكتب ودور النشر والترجمة بشكل خاص، أصدرت دراسة مطولة حول القراءة في الدول العربية[*] ، بعنوان (ماذا يقرأ العرب). ومن خلال العمل مع بعض دور النشر ومنها في مصر، ومن خلال عينات متنوعة من المثقفين وغيرهم من الدول العربية، خرجت هذه الإحصائيات التي تبيّن نسب متفاوته بين الدول المعنية بالدراسة ومتدنية جداً بالنسبة لدول العالم.
نسبة القراء في الدولة التي شملتها لدراسة
نسبة القراء في الدولة التي شملتها لدراسة
الدراسة تحتوي على تفاصيل كثيرة، منها نوع الكتب التي يقرأها المثقفون العرب، ما الدوافع، ما اللغات التي يقرأونها، قنوات القراءة، هدف القراءة، نوعيتها، مصدر معلومات الكتب، المواضيع والمؤلفون، سعر الكتب والقدرة الشرائية، دراسة حول المكتبات.
وقد اعتمدت الدراسة في الأساس على خمسة دول، مصر، لبنان، السعودية، تونس، المغرب. ومن نتائج الدراسة، أن 85% من العرب قرأ على الأقل كتاب واحد في السنة الماضية، وأن أكثر الكتب قراءة في السعودية ومصر هو القرآن الكريم، بينما تحتل مؤلفات جبران خليل جبران القائمة في لبنان، وفي المغرب تنتشر أعمال نجيب محفوظ إلى جانب مؤلفين آخرين باللغة العربية والفرنسية.
هذا وقد تكون الدراسة دقيقة، ولكن ما يستغرب فيها أن نسبة 94% في السعودية حسب هذه الدراسة هم من القراء، مقابل نسبة صغير هي 6% هي لغير القراء، بينما في مصر فإن نسبة 88% فقط هم من القراءة مقابل 12% لغير القراء.
وتأتي هذه الدراسة مع غياب واضح لأي اهتمام من الدول العربية بتنمية مستوى القراءة، أو العمل على دراسات مشابهة للخروج بحصيلة ونظرة واضحة لحال القارئ العربي. هذا إضافة للقمع الواضح للحرية من خلال المنع الكبير للكتب ودور النشر في بعض الدول العربية والإسلامية.
وفي هذا الجانب يذكر الإمام الشيرازي الراحل من كتاب (المتخلفون مليار مسلم) : " يُقال: إن العرب هم وحدهم ثلاثمائة مليون نسمة تقريباً، وذلك حسب بعض الإحصاءات الأخيرة، بينما نفوس إسرائيل أربعة ملايين ونصف المليون نسمة فقط، فالنسبة بينهما كبيرة جداً، ولكن مع وجود هذا الفرق النسبي الكبير بينهما، قد ذكرت الصحف العالمية المعنية بشأن الكتاب، إن في السنة الماضية ـ أي: سنة ثمان وتسعين ميلادية ـ كتبت إسرائيل وحدها أربعة آلاف وخمسمائة كتاب، يعني: لكل ألف إنسان إسرائيلي كتاب واحد، بينما العرب بما فيهم لبنان ومصر، كتبوا في نفس تلك السنة: ستة آلاف كتاب فقط، يعني: لكل خمسمائة ألف إنسان عربي، كتاب واحد" .."وقد قرأت في صحيفة معنيّة بشأن الكتاب أيضاً نصاً يقول: إن البلد الفلاني المسلم الذي يبلغ نفوسه ستين مليون نسمة، يطالع كل واحد منهم في كل يوم زماناً قدره ثلاث ثوان فقط، بينما يقول النص نفسه: إن اليابانيين يطالع كل واحد منهم في كل يوم زماناً قدره أربع ساعات تقريباً."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للإطلاع على هذه الدراسة من خلال موقع (http://www.npage.org/article125.html)
ولتحميل التقرير الصادر عن هذه الدراسة (http://www.npage.org/article63.html)
المصدر : شورى نت
Bookmarks