عندما يتحدث نوري المرادي . فلينصت له هواة السياسه و عمالقة التخريب ..
ذلك ان الرجل يتحدث من منطلق النصح و المعرفه التامة . لتواجده في ظل دولة [ اليمن الديمقراطية الشعبية ] سابقاً . و هو من ابتعث عن طريقها لاكمال الماجستير و الدكتوراه . و هو المدرس السابق بجامعة عدن
لذا اترككم مع ما قاله الرجل الناصح [ لمحبيه و اهله ] الحديث للدكتور / نوري المرادي و النقاش سيكون معه كذلكـ ... D:
قرأت خطابك في 22 مايو الجاري 1وتذكرت أيام تسربت إلى الشارع بوادر استحسانكم داخل اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني للوحدة مع الشمال بداية الثمانينات، وقبله أحاديث عابرة عنها في مراكز التنظيم السياسي للجبهة القومية منتصف السبعينات.
وأنا بالمناسبة أسير فضل اليمن الديمقراطية والحزب الاشتراكي حصرا، فأول عمل لي كان في مركز أبحاث الكود كخبير ثم كنظير في مشروع وادي تبن، وأنا مبعوثكم إلى دراسة الماجستير والدكتوراه، وأول حياتي التدريسية كأستاذ كانت في جامعة عدن. فإن خاطبتك فكناصح لأهله ومحبيه.
يا علي سالم!
لو كان غيرك من نطق بما قلت لآمنت. ولو كان الأعور أو سالم صالح أو جاعم أو سالمين أو عبد الفتاح قد خاطب من تسميه شعب الجنوب، مطالبا إياه بالانفصال لقلت أنه حديث صدّيق أمين إلى أهله ومحبيه، وأخطأ المفردات. إنما ليس أنت. ولأسباب منها أنك بعد حرب التوحيد إثر بيان الانفصال غادرت وصمت لخمسة عشر عاما. لا همك خلالها معاناة جنوب عامة ولا أعضاء الحزب الاشتراكي خاصة. وكل هذا مقابل ما أغدقته عليك السعودية ومن ثم سلطنة عمان. ومن الأسباب أيضا أن شخصا من مقامك دفع لمطربي حفل زواج ابنته أربعة ملايين دولار، محال أن يفهم معاناة فقراء. وأنت الآن في عقدك الثامن، وقد رفلت في العقدين الأخيرين بالأموال والعطايا، وسيكون عين الهراء تصديق ما تحاول قوله في خطابك من أنك مستعد للموت ثوريا معدما في سبيل الاستقلال. إنما أنت كالمقبور الخائن باقر حكيم، باع العراق والسياسية بالدراهم في السبعينات واعتزل ثم وحين نهضت جماهير العراق المعدمة تمور من الظلم، جيرها ومخابرات إيران لصالحه وساق المساكين في ما سمي انتفاضة صفر التخريبية التي انتهت بإبادتهم جميعا. ومصداقيتك أخ علي سالم تبدأ حتما من تصريحك بمصادر ثروتك وأنت الذي هربت بجلدك كرئيس مخلوع من عدن. ولو فعلت لاكتشفت أن عشرها كاف لمسح معاناة الجنوب. وحديثك عن فساد علي عبد الله صالح وحكومته، وهو صادق، أنا وغيري سيفهمه أن لو تسنى انفصال الجنوب تحت قيادتك فسيكون الحال مجرد إبدال فاسد بآخر وحسب. سوى أن الفاسد البديل وحيث هو مفعم بشعور المظلومية، فسيكون فضلا عن فساده قاتلا مجرما لا يراعي لشيء حرمة،،، بدليل سلوك آل العقور الحكيم بعد احتلال العراق.
وأسرك يا أخ علي، بأني واحد ممن لم يقتنع بالسرد الذي أعطيته أنت يوما ما على البث المرئي في عدن عن كيفية استشهاد الرفيق عبد الفتاح إسماعيل!
وأيام الحديث عن الوحدة في جنوب اليمن نبّه الخيرون إلى فارق التطور الاجتماعي والاقتصادي بين الشمال والجنوب، الأمر الذي سيتحتم على جنوب اليمن التراجع عن مكتسبات شعبه التقدمية مثلما يعيده إلى النظام القبلي وبشكله البغيض، كما نبهوكم إلى فارق التعداد السكاني حيث ناهز الشمال وقتها 10 ملايين نسمة بينما الجنوب مليونين فقط مما سيجعل الوحدة مجرد احتواء للجنوب. كما نبهتم عن مصير الحزب الاشتراكي وفكرة الماركسي حين يحتويه الكم الهائل من سكان الوحدة المعادين للماركسية الأمر الذي سيعني موت الحزب أو تدجينه حتما. كل هذه وغيرها جرى التنبيه لها ودرستموها في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وجرى قبولها، أو اعتبارها ثانوية أزاء هدف الوحدة النبيل. ويشهد الله إن هذا موقف عظيم من قادة الحزب الاشتراكي ومنتسبيه عامة، وتضحية غير مسبوقة تاريخيا إلا نادرا، لكنه في المقابل يعني أن الحزب الاشتراكي قد تنبأ ودرس الإشكالات الجارية اليوم على أرض الواقع وجهز لها حلولا أو افترض أن التطور اللاحق كفيل بمحوها.
أي لا جديد، ولا شيء غير متوقع!
فما مبعث الحديث عن مثالب الوحدة اليوم؟! ولم يتساوق هذا الحديث مع مشروع الشرق الأوسط الكبير، ولم تعينكم على الانفصال أمريكا والسعودية حصرا، وما هذه التعابير النكراء التي ذكرتها في خطابك عن الوطن السليب، والجنوب المحتل، وما إليه؟؟
يا علي سالم!
خير ما فعلت أنك أعلنت في خطابك المشين هذا عن تخليك عن عضويتك في الحزب الاشتراكي اليمني. فحزب الشهداء عبد الفتاح إسماعيل وسالمين والأعور لا ولن ومحال أن يقبل بوصمة انفصال ولا عار التعامل مع أمريكا وآل سعود ضد وطنه، ولا أن يكون مخبرا دون العملاء في حزب الدعوة ومجلس آل العقور الحكيم وحزبي مافيا الكرد ليهيء لغزو بلاده ثم لموت زرعها والضرع. وأشهد أن نظام علي عبد الله صالح فاسد، وإذ يتستر بالبغيض من القيم القبلية فدفاعا عن حكمه المهترئ وتثبيتا لوراثة ابنه، حتى صار يشتري الذمم بأموال الحكومة. هذه كلها معلومة، ولكن يعاني منها اليمن كله وليس الجنوب فقط. وهي على أية حال نتاج مرحلة عالمية حاول فيها علوج اليمين الأنجلوصهيوني، وبلا مؤهلات، السيطرة على العالم بحجة أن الله دللهم واختارهم لهذا. ولذلك لن تجد بلدا في العالم لا يعاني مما شخصته أنت على أبناء الجنوب. وإن صدق ولم تستطع خمسة عشر عاما من الوحدة صهر الشعبين فهذه مردودة عليكم، حيث لم تدرسوها ولم تتخذوا لها الحلول مسبقا. لكن إياك والقول أن السكان في الجنوب كانوا على أتم السعادة عشية الوحدة. فهذه كذبة لن يقبلها أحد. فقد عانت التجربة اليمنية في الجنوب تلك الأيام من انتكاسات خطيرة أولها تدني الإنتاج إلى مستوى الصفر تقريبا وترهل جهاز الدولة الإداري حجما وبعديمي الكفاءات، وهروب الكثير من المواطنين بما فيهم ميلشيا الحزب وبسلاحهم إلى السعودية. كما تمزقت وحدة الحزب الاشتراكي ذاته بالصراعات الدموية. ففي الانقلاب الذي قاده علي ناصر مثلا سقط عشرة ألاف قتيل بينما مجموع أعضاء هذا الحزب هم ثمانية آلاف. وخسرت الثورة قياداتها التاريخية النجيبة الواحد تلو الآخر. والمثل الدارج "أكلت الثورة أبناءها" انطبق عليكم تماما. فضلا عن أن هذا تواكب مع انهيار التجربة الاشتراكية في العالم، وانقلاب أكثر رموزها على ذاتهم، مما أعطى زخما لأعدائها لتأجيج الفوبيا عليها حتى أنهوها. وأتذكر أن الراحل أبو لحوم شتمكم قائلا: " أنتم لم تأتونا حبا بالوحدة وإنما خوفا من مصير شاوشسكو". وهو مخطئ حتما، وهو مجرد زعيم قبلي لا يفقه من قيادة الدولة ولا البرلمان شيئا.
وهنا مكمن الأسى!
فالغصة ستأخذ بحلقوم المرء حتما حين يتذكر أن هذا "القبيلي" الجاهل تغلب على قيادات الجنوب التي كانت حقا غاية في الإبداع الفكري والعسكري والتنظيمي والأمني ولها من الإرمادة وجهادية العسكر ما لم يكن يتوقعه أحد، بحيث أرعبت آل سعود وأمريكا معا حتى تحكمت بمضيق باب المندب وبحر العرب فلا ينفذ منه جرذ دون علمها وسماحها؛ هذه القيادات التي هزمت بريطانيا العظمى وطردتها من اليمن وجنوب الجزيرة، والتي يكن لها شعب اليمن عموما والشعب العربي كثير الود والإعجاب، جاء يوم وتحكم بها شخص كأبي لحوم، وعقيد كعلي عبد الله صالح!!
ما أعنيه أنكم بدلا من أن تحرروا شمال اليمن عسكريا وتوحدوه قسرا مع الجنوب ، وكان أغلب شعبه معكم، استغفلتم وأعطيتم الجمل بما حمل. بل جازت عليكم خدعة تبديل العساكر التي قررت مصير المعركة مقدما. حيث وبناءا على مشورة عسكرية عراقية، اشترط عليكم علي عبد الله صالح أن تنقلوا كل ألويتكم الضاربة إلى صنعاء مقابل أن ينقل هو عددا مساويا لها من ألويته الضاربة إلى عدن. فقبلتم ونفذتم. وهو إذن، احتوى وطوق كل قوتكم العسكرية وجعلها تحت مرمى مدافعه، بينما أبقى وبسبب فارق تعداد الجيش الذي لصالحه، ثلاثة أرباع قوته العسكرية قربه وتحت سيطرته.
على أية حال!
أخي علي سالم!
لا تتم الوحدة دائما طوعا. ودولة الخلافة القادمة في العراق، ستتوسع فتحا أو طوعا. بل الفتح أجدى، لأنه يستأصل العدو. ووحدة الأمة ترابا وشعبا هدف لا يمكن إلا أن يخلص له الوطني العربي، ما بالك بمنتسب إلى حزب الكادر. وبناءا عليه، ومع الاعتذار لحدة المفردات أعلاه بحقك، أعرض عليك وعلى أبناء الجنوب ناصحا أن تجاهدوا ليس للانفصال. لأنه خيانة عظمى، ناهيك عن أنه سيفتح سيل دماء، لن يجري في بيتك حتما "لأنه محصن في المهجر" وإنما في بيوت المعدمين من أبناء اليمن، وسيخرب ما بقي عامرا بعد القلاقل التي مضت. ليس جنوب اليمن محتلا وسليبا. هذا هراء واستخفاف. وإنما اليمن كله يقع الآن تحت نير حكم ظالم. لذا، فإن كنت صادقا، فأقترح عليك أن تنظم الشعب اليمني للانقلاب على نظام علي عبد الله صالح المهترئ ليعود الأمن والسلام إلى ربوع اليمن. والإشارات تدل أنه يجلس الآن على كرسي آيل إلى السقوط، ليس على يد الحوثيين وأمثالهم وإنما علي يد العسكر. ولا شيء مستحيل على العسكر الذي قاد ثورة سبتمبر المجيدة وأسقط أعتى نظام مر على اليمن. وقد أجرمت أنت مرة فهربت تاركا أهلك وأعضاء حزبك للموت. فلا تجرم ثانية بزج مساكين اليمن في أتون حرب ضروس. ولا تجرم بالتساوق مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ولا تتعاون مع الأنجلوصهيونيا ولا تستخدم تعابيرها، بل كفر عن جرمك وشارك شعبك في همومه وأموالك، وقد الشعب كله إلى الثورة؛ والسلام!
Bookmarks