زواج المسيار، زواج المسفار، زواج الفرند، زواج المصياف، زواج الهاتف، الزواج العرفي، وأخيراً زواج الوناسة.. والبقية تأتي..
أصبحنا نجد مسميات للزواج تفوق مسميات الجوال، وربما السيارات أيضاً، وقد قرأت مؤخراً لأحد أساتذة الدراسات الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود، إباحة مايسمى بزواج «الوناسة».. ومع أنني لست خبيراً ولا متخصصاً في القضايا الشرعية، إلا أنني أعرف أن الإسلام منذ ظهوره قد أبطل كل ما كان يعرفه عرب الجزيرة من أنواع للزواج، وأحل نوعاً واحداً، ظل على مدى أربعة عشر قرناً، وكنا نحن نتاجه، ومجتمعنا المستقر المترابط ثماره، وأعتقد أن أي إخلال بهذا النوع الشرعي الذي اعتدنا عليه، سيؤدي إلى خلل بشكل من الأشكال في مجتمعنا الذي نعتز به.
أنا لا أجادل فضيلة الأستاذ وغيره، لكنني أدعو علماءنا -وهم كثيرون- توضيح مثل هذه القضايا المصيرية بأسلوب مبسط، يفهمه المتعلمون وأنصاف المتعلمين والعامة على حد سواء، بعيداً عن المصطلحات الفقهية، التي لا يعرفها إلا المتخصصون.
هناك فئة من ضعاف النفوس، ولا يخلو أي مجتمع من هؤلاء، تتصيد بعض الفتاوى والآراء العلمية، وتوظفها توظيفاً سلبياً يحقق لها مصالحها الشخصية التي قد تتعارض مع الشرع الحنيف.
إنني أشعر بالحياء عندما أسمع هذه المسميات أمام أولادي، ذكوراً وإناثاً، وقد يسألني بعضهم ولا أجد إجابة شافية، حتى لو قدمت إجابتي، فإن رأي هذا العالم أو ذلك يجعل آراءنا غير ذات قيمة أمام شبابنا وفتياتنا.
كنا -ومازلنا إلى حد كبير- مصدر توعية وإلهام للحق وهداية للخير لكثير من الأمم والشعوب الإسلامية، عربية وأعجمية، منذ مهبط الوحي على أرض هذه الجزيرة، لكننا في الآونة الأخيرة، أصبحنا مصدر إنتاج، بل وتصدير، قد يزاحم تصديرنا للنفط، لكثير من المسميات التي تتعلق بالزواج.
إن الهدف الأسمى من الزواج -ولا خلاف على ذلك- إعمار الكون، وتحقيق السكن والمودة والرحمة، ومن ثم تحقيق ما يسمى بمصطلحات العصر الحديث «السلام الاجتماعي».. والناظر لهذه الأنواع الجديدة الغريبة من الزواج، وإن أفتى البعض بإباحتها، يجدها لا تحقق الأهداف الأساسية للزواج الشرعي.
والأسلم في اعتقادي، ألا تترك الفتاوى المتعلقة بما يستجد من أنواع الزواج للأفراد، مهما بلغوا في العلم مبلغاً، وأن تصدر -بعد مناقشات مستفيضة- فتاوى رسمية من الجهات المعنية بالإفتاء، يراعى فيها فهم العامة لنصوصها، وتطور المجتمعات في مضمونها، ولا أدري ماذا يستجد من أسماء خلال الساعات المقبلة للزواج المفترى عليه، فالليالي حُبالى يلدن كل عجيب
منقول
Bookmarks