إن الأحداث التي تمر بها المحافظات الجنوبية لا تمت لمسمّى الحقوق في أي شئ .. بل أنني لا أجد لها أي مسمّى ..
لكن ما لم أفهمه حتى الآن .. الطريقة التي يقوم بها هؤلاء في التعبير عن آرائهم ومطالبهم .. التي أعتبرها مجرد زوبعة تريد تحقيق أهداف غير التي تخرج من أجلها هذه المسيرات التخريبية ..
فمن المعروف أن من له مطلب أو حق .. فيجب علية أن يطالب به عبر وسائل معينة تمكّنه من تحقيق مطلبه بأقل الخسائر الممكنة .. وليس بأكثر الخسائر إمكاناً ..
يعجبني مثلاً ما يقوم به أبناء حضرموت بالذات .. لأنهم يعتصمون ويرفعون اللافتات التي تعبّر عن مطالبهم .. ولا يلجأوون إلى الغوغاء والعنف .. هذا التصرف يٌعد من أسمى الطرق التي توصلهم إلى هدفهم دون شغب وغوغاء كما يحصل في باقي المدن ..
فالديمقراطية تعني أن تنتزع حقوقك بالإقناع وليس بالقوة .. إن ما أراه في بعض المدن كالضالع و شبوة ويافع وغيرها من المدن .. ليثير حفيظتي وتساؤلي ... أنحن في بلد ديمقراطي .. أهذه هي الديمقراطية التي علّمنا إياها القائد علي عبد الله صالح .. أهذه هي الشورى والأخذ بالرأي والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟؟
قال تعالى (( إدعٌ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) صدق الله العظيم ...
فلو أننا انصعنا للسموم التي يتم بثّها في عقولنا يومياً .. لخربت مالطا أكثر وأكثر ..
متى سنتعلم الحوار والنقاش السلمي .. هل الغوغاء تجري في عروقنا بدل الدماء .. أم أن الحقوق لا تٌأخذ إلا غلاباً .. إذاً فنحن في غابة ولسنا في دولة .. ولا نستحق أن يٌطلق علينا لقب (( إنسان .. أو آدمي )) .. لأن الإنسان له عقل يميّز الصواب من الخطأ .. فهل من الصواب أن أٌخرّب وأٌلقي الحجارة على أفراد الأمن .. الأفضل أن ألقيها في فلسطين .. على الأقل أكسب على كل حجر ألقيته أجراً ..
لو كان لهؤلاء مطالب كما يزعمون .. لماذا لم يلجأوا إلى الحل السلمي ويقوموا بمسيرات سلمية تطالب بما يريدون .. أم أنها مجرد زوبعة كما أسلفت .. لا هدف لها إلا إثارة النعرات والفرقة ويا ليتها تحقق إلا أهدافاً غير الذي خرجت من أجلة ..
أتمنى أن نسمو بعقولنا وأن نطالب بحقوقنا بشكل (( آدمي )) .. ولا نتصرف كما تتصرف البهائم .. فلنا عقولٌ ميّزنا الله بها عن ما ليس له عقل ..
تحياتي ..
Bookmarks