كنت مسرعا كالعادة وإنا متجه إلى ملتقى الشباب اليمني * وابتسامة عريضة ترتسم على شفتاي . فقد اشتقت لإخوتي وكل عضو فيه
وبينما أنا كذلك لمحت فتاة جميلة تبدو حزينة
رغم كئابتها الواضحة إلا أن عطرها الجميل كان يفوح في كل أرجاء المكان
اقتربت منها أكثر . فكانت أشبه بالبدر في ليلة تمامه
عينيها لم أرى لها مثيل * وشعرها أشبه بالحرير
نظرت إلي . ثم ابتسمت ابتسامة أضاءت السماء لجمالها
و قالت بصوت فيه سحر وشجن
- كيف أنت ؟
لبست نظارتي الشمسية فلم استطع تحمل نورها
و تأملت يمينا ويسارا لعلها لا تقصدني وتقصد أحدا بجانبي
لكن لم يكن في المكان سواي أنا وهي ورائحة عطرها الجميل
حاولت تعديل هندامي * وبلعت ريقي وقلت بصوت منخفض
- أنا بخير والحمد لله
لم ارفع عيناي من عليها .
فيها سحر لا يقاوم * وجاذبية لو عرف بها نيوتن لغير كل قوانين جاذبيته
خيم على المكان صمت بين نظراتي واعجابي بها * وبين ابتسامتها الجميلة
قطع ذلك الصمت صوتها
- ما بك تنظر الي هكذا ؟
- اريد ان أسالك سؤلا
- تفضل
- هل انت ملاك ام من الجان ؟ ام انك من حور العين ؟ لاني لم ارى مثلك قط بين نساء الارض !! ولا اظنني سأرى
ما ان اكملت سؤالي حتى ضحكت ضحكة رن صداها في كل ارجاء المكان
ورقصت على نغمتها زهور الحدائق
وغنت على لحنها كل العصافير
ثم قالت
- الم تعرفني ؟
- كلا !
- حسنا حاول ان تخمن
- لا استطيع ان اتحدث معك كثيرا يجب ان اغادر
- ولما هذه العجلة
- اخاف ان يراني احدا معك فيقولون بأني اغازل عضوات المنتدى
عادت الى حزنها ثم قالت
- بالفعل وان راوا فتاة تتحدث الى شاب من الاعضاء بحسن نية وشفايفه نوعا ما او طلبت منه خدمه اطلقوا عليها الاقاويل ورموها بابشع التهم * وهي بريئة من ذلك كل البراءه
- ها انت ذا تعرفين كل شئ . دعيني اذهب اذاً . باذنك يا اجمل من رأيت
- انتظر قليلا يا حمادي
- وتعرفين اسمي ايضا ؟! من انت بحق السماء ؟؟!!
عندها وقفت
ارعبني جمال قوامها
وللحظه احسست اني ما زلت نائما واحلم * وسيرن منبه الساعه المزعج ليوقظني من حلمي الجميل هذا
لم يخرجني من احساسي هذا سوى صوتها العذب وهي تقول
- انا التعارف والترفيه
لم اصدق ما يجري ثم قلت بصوت عالي
- انتي قسم التعارف والترفيه في ملتقى شباب اليمن ؟
- انا هي بشحمها ولحمها
لم اشعر بنفسي سوى وانا اجري بكل سرعتي
وارتمي بحظنها واظمها الي
كان حضنها دافئ جدا
احسست به بالامان
ورقصنا معا على سيمفونية عذبة الالحان
وطرنا في السماء حتى وصلنا الى ابعد مدى للخيال والاحلام
ولم نشعر سوى بدموعي وهي تبلل ثوبها الوردي الجميل
- أتبكي وانت في حضني ؟
- احبك
- وهل المحب يبكي وهو بين ذراعي حبيبته ؟
- هي دموع الفرح . دموع عاشق ولهان انتظر لقاء عشيقته واخيرا وجدها . دموع محب اعياه حبه واخيرا وجد دواءه
- حتى انا احبك واحب كل اعضاء قسمي التعارف والترفيه وهم ايضا يحبونني
- كلا كلا . لكنني اكثرهم حبا وعشقا وهياما بك
ارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضه ثم قالت وهي تمسح دموعي بيديها الناعمتين
- لا تكن طماعا يا حمادي * واخبرني ما هي اخر ابداعاتك
- اخبريني انتي اولا . لما كنتي كئيبة قبل قليل * والحزن يملاء ملامحك
اغمضت عينيها * وبدا الفرح يتبدل الى حزن في وجهها
ثم قعدت وقالت
- لم يعجبني حال اعضاء القسم في الفترة الاخيره !
- كيف * ولماذا ؟!
ادارت وجهها الى الجهه الاخرى وقالت بصوت مصحوب بالدموع
- اعضاء يدخلون بمعرفين . احدهما يظهر فيه انه محترم وابن ناس * و في الاخر يطيح سبا وتنكيلها بهذا وتلك اتخذه وسيلة لتصفيحة الحسابات بينه وين غيره
بدات الضغينه والحقد تنشأ بديلا عن الحب والاخاء * مواضيع كثيره تتحول الى دردشه . مشاجره هنا وصياح هناك . اسماء واعضاء احببتهم كالمتألق ومشاكس ومستقيل وبنت شبوه مايسه هجروني دون عوده
امور كثيره يا حمادي تغيضني اطارت النوم من عيني
ثم وضعت وجهها بين ذراعيها وذرفت دموعا غزيرة
عندها رن جوالي يخبرني بوجود مكالمة من احدهم . لم اهتم لرنينه ورفعت راسها في يدي وقلت
- لكن المشرفين .......
قاطعتني و تبدلت طريقة كلامها وقالت
- لا تتحدث عن المشرفين ففيهم الخير والبركه ولا تنسى انهم يقومون بما يقومون به بدافع حبهم لي وللمجلس . عمل تتطوعي بدون أي مقابل * وخسارة مادية يدفعونها مقابل استخدامهم للنت ومع ذلك لم يسلموا من شتم وسب بعض الاعضاء
لم ادري ماذا اقول فكان سكوتي هو خير وسيلة حينها
- مالي اراك ساكتاً
- لا ادري ماذا اقول ... لكنني لا احب ان اراكي حزينه
- اذا اخبر زملائك باني ابكي كل ليلة من الوضع الذي وصلنا اليه . واسالهم هل يحبون ان يروني هكذا حزينه باكيه ؟
- لا اظن انهم يتمنون ذلك واعدك ساخبرهم
- وانا واثقه فيك وفيهم ... دعني الان اذهب
وبدات تستعد للرحيل
- الى اين لم اشبع منك بعد
- وانا ايضا لكن مضطره للذهاب وسياتي يوما و اراك فيه مره اخرى . بالمناسه هل تقدم لي خدمه
- تفضلي امري
- اوصل سلامي للكتكوته ودانة الخليج وقل لهما باني عاقدة الامل عليهما . واني سعيده جدا منهما
ابتسمنا جميعا ثم صافحنا بعض وقبلت يدها وذهبت وانا اراقب جمالها
Bookmarks