بسم الله الرحمن الرحيم
شطر ابيات هذه القصيده
الشاعر العراقي
حمدي الراوي
(( أراك عصي الدمع شيمتك الصبر ))
أهـذي خصالٌ فيك أم إنّه القسر
كأنّك من عشق الحسان بـمعـزل ٍ
(( أمـا للهوى نهي عليك ولا أمر ))
(( بلى أنا مشتاق وعندي لوعـة ))
وفي القلب آهاتٌ يذوب لها الصخر
أكابد أهوالا أنــوء بحملـــها
(( ولكـن مثلي لا يذاع له سر ))
(( إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى ))
أقلـّب أمري حين يدركني الفجر
عرضت ُعلى داعي الغرام صبابـتي
(( وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر ))
(( تكاد تضيء النار بين جوانحي ))
لذكرى ليال ٍكان يحكمها الهجر
وتسعر في صدري تقض ّمضاجعي
(( إذا هي أذكتها الصبابة والفكر ))
(( معللتي بالوصل والموت دونه ))
متـى تصدقي وعدي لقد نفد الصبر
تقول تـجلـّد بعد حينٍ سترتــوي
(( إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر ))
(( حفظت وضيعت المودة بيننا))
وصنتُ عهودي صادقاً دونـما فخر
وأنتِ التي أخلفت كـل ّ عهودنا
(( وأحسن من بعض الوفاء لك العذر ))
(( وما هذه الأيام إلا صحائف ))
ستنشر يومـاً إن أتيح لها العمــر
صحائف ملاى شكوة بعد شكوة
(( لأحرفها من كف كاتبها بشر ))
(( بنفسي من الغادين في الحي غادة ))
تعلـّق فيها القلب وانكشف الستر
كأنـّي وإيـّاهــا وفاءً وجفـوة ً
(( هواي لها ذنب وبهجتها عذر ))
(( تروغ إلى الواشين في وان لي ))
خلائق كان الحق أن تصطفى ذخر
وتسمع حسّادي وعندي إزاءها
(( لأذن بها عن كل واشية وقر ))
(( بدوت وأهلي حاضرون لا نني ))
تعلـّقـتُ في حبٍّ نهايته القبـر
اصدّ عن الأوطان وهي تشــدني
(( أرى كل دار لست من أهلها قفر ))
(( وحاربت قومي في هواك وإنهم ))
حريصون كلّ الحرص أن يجبر الكسر
وكان جميع الناس قبل كأنـهـــم
(( وإياي لولا حبك الماء والخمر ))
(( فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن ))
فجودي بوصلٍ ينتهي عنده الهذر
ورقـّي لحالي بعد شكــي وحيرتي
(( فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر ))
(( وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ))
وأخفيتُ آلامي ومن حقها الجهر
نذرتُ حياتي والفؤاد ومهجـتي
(( لإنسانة في الحي شيمتها الغـدر ))
(( وقور وريعان الصبا يستفزها ))
ويظهر في أفعالها الصـد والـجور
وفيها من المهر العنيـد سجيـة
(( فثأرن أحياناً كما أرن المهر))
(( تسائلني من أنت وهي عليمة ))
كـأني غريبٌ لم يـمر له ذكــر
أتنكرني بـعد الذي كان بيننــا
(( وهل بفتى مثلي على حاله نكر ))
(( فقلت كما شاءت وشاء لها الهوى ))
أسير غـرام ٍقـد أضرّبـه الأسـر
وكان حرياً أن تسرّي لرؤيــتي
(( ولم تسألي عني وعندك بي خبر ))
(( فقالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا ))
وأصبحتُ مهموماً عليلاً فما الأمر
هل الدهر أجرى ظالماً فيك حكمه
(( فقلت معاذ الله بل أنت لا الدهر ))
(( وما كان للأحزان لولاك مسلك ))
يؤدي إلى أعماق نفسي ولا ضرّ
ولولا الهوى ما كان ينتقل البلى
(( إلى القلب لكن الهوى للبلى جسر ))
((وتهلك بين الهزل والجد مهجة))
تـمازج في إحساسها الحلو والمـرّ
تـقـاسي أموراً لا تفك رموزها
(( إذا ما عداها البين عز بها الهجر ))
(( فأيقنت إن لا عز بعدي لعاشق ))
فشيمة حـواّء الـخديـعة والمكر
وإنـّي وما أمـّلتُ كان تخيـــلاً
(( وإن يـدي مما علقت به صفر ))
(( وقلبت أمري لا أرى لي راحة ))
وإن ّطريق الحب مضطربٌ وعـر
تـغـّير حـالي بعد عـزّي وسطوتي
(( إذا البين أنساني ألح بي الهجر ))
(( فعدت إلى حكم الزمان وحكمها ))
وهذا مصير المرء إن مسّه الفقـر
فما دام ذا حـالي وذاك مؤهلـي
(( لها الذنب لا تجزى به ولي العذر ))
(( كأني أنادي دون ميثاء ظبية ))
وتـمنعها عني الفيافي والبحــــر
تلفـّتْ إذا كان النداء باسمها
(( على شرف ظمياء جللها الذعر ))
(( تـجـّفل حيناً ثم ترنو كأنها ))
تصارع أمراً في عواقبه الخســر
تـفـرّ ولا تنوي الفرار وتنثـــني
(( تنادي طلا بالواد أعجزه الحضر))
(( فلا تنكريني يا ابنة العم إنه ))
أضر بـحـالي بعدك الكرّ والفـــر ّ
وإنـّي وإن أنكرتِ بعض ملامحي
(( ليعرف من أنكرته البدو والحضر ))
(( ولا تنكريني إنني غير منكس ))
بنفسي إذا ما النفس ضاق بها الصدر
وأحمي ذماري أن تدنّسها العدا
(( إذا زلت الأقدام واستنـزل النصر ))
(( وإني لنـزّال بكل مخوفة ٍ))
تفرّد في غثـيانـها السبع والصقر
معالٍ يحول الموت دون بلوغـها
(( كثير إلى نزالها النظر الشـزر ))
(( فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا ))
وأنأى إذا ما الماء مورده عكر
وأحبسُ نفسي عن فتاتٍ معفـّرٍ
(( وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر ))
(( ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى ))
ولا صار يغريـني ببهرجـه الحكر
وما كان فقري حائلاً دون غايتي
(( ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر ))
(( سيذكرني قومي إذا جد جدهم ))
وأنى لهم مثلي إذا استصعب الأمر
ففي السنة العجفاء ينتظر الندى
(( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ))
ارجو ان تنال اعجابكم
مع اطيب تحياتي
