انقلاب عسكري وشيك في اليمن! ( بقلم : أحمد يحيى مجاهد )
واشنطن " نقلا عن جريدة الوطن " – لندن " عدن برس " : 27 – 8 – 2007
هل تتوقعون انقلابا عسكريا وشيكا على الرئيس اليمني على عبدالله صالح؟.
للاجابة عن السؤال يجب الاخذ في الاعتبار انه يتوجب توافر اساس موضوعي لاي عمل عسكري يطيح بنظام ما ويبدله بآخر . والذي اصبح مؤكدا ان هذا الاساس بات متوافرا بصورة واضحة في اليمن ،اي ان كرسي علي صالح اصبح مهددا بالسقوط ليس من الشعب ولكن من المتربصين به الذين يستغلون اخطاءه واخطاء معاونيه علما ان بعض معاونيه يتآمرون على الرئيس عبر ممارسة اخطاء متعمدة في ادائهم من شأنها ان توتر الوضع واثارة الشعب على صالح فيكون مبررا القيام بالثورة عليه وعلى نظامه خصوصا وان الثائرين لن يكونوا من المعارضة بل من "الحكم" اي من معاوني الرئيس صالح نفسه ومن خارج بيته . السؤال الذي يبحث عن اجابة بعد توافر الارضية المناسبة للانقلاب سيكون التالي..من المرشح للاطاحة بالرئيس علي عبدالله صالح؟
بما أن العمل المتوقع هو عمل عسكري فان المؤهل لقيادة الانقلاب لابد وان يكون عسكريا . قديتبادر الى ذهن احدكم ، العميد /علي محسن الاحمر.بالتأكيد ليس هو! والسبب بسيط .. على محسن اصبح في دائرة الضوء ومعروف لدى الرئيس وابنائه انه يطمع بموقعهم ولهذا فان تحركاته مرصودة ان لم يكن قد صرف النظربالمرة عن هكذا طموح وأصبح يؤثر السلامة وتفادي الشر لدرجة انه يدخل الى مكتب الرئيس بسلاحه الشخصي! وفي حفل زفاف ابناء الرئيس فاجأ الأحمر الحضور بدخوله القاعة وخلفه حارسه الشخصي !طبعا الحفل لم يكن في قاعة الخيول او قاعة المدينة بل في دار الرئاسة الذي يسكن فيه الرئيس ؟! وليس فيه سلاح غير اسلحة قوات الحراسة الرئاسية .الخوف اذا من الرئيس .
هناك شخص اخر لم يخطر على بال احد بل لم يخطر على بال الاستخبارات العسكرية والرئاسية والامن القومي والسياسي ! سنترك استنتاج اسمه للقراء حتى لانقع في خطأ قانوني بل نكتفي بايراد انشتطته التحضيرية للانقلاب المتوقع .
- للرجل تجربة في الانقلابات العسكرية وكان مشاركا في الحركة الانقلابية الفاشلة عام79م ضد الرئيس علي عبدالله صالح وبعد فشله اختبأ في مديرية يريم وظل متخفيا الى صدور العفو العام .
- من مواليد محافظة تعزوشغل عدة مواقع امنية ويتمتع بذكاء حاد ، انتهازي جدا ومتثعلب وغادر ومتلون.
- منذ تسنمه موقعا كبيرا في اول حكومة لعبدالقادر باجمال 4/4 /2001م عمل على اختراق الاجهزة الامنية المحيطة بالرئيس واسس جهازا لمكافحة الارهاب لايتبع اي جهة اخرى غيره ، ومن خلاله عمل على تحقيق الاهداف التالية:
• جمع المعلومات المتعلقة بمحبي الرئيس واعدائه .. ومن ثم استقطاب الخصوم الى صفه هو وتنفيراصدقاء الرئيس وتحويلهم الى خصوم للنطام عبر االنكاية بهم لدى الرئيس وايغار صدره ضدهم بواسطة التقارير الكيدية التي يعدها جهازه الامني .
• وفي عهده خسر الرئيس اهم الرجال المخلصين في قبيلته وحزبه واصبح ينظر اليهم كخصوم متربصين في حين ليسوا كذلك بل اراد هذا المسؤول ايصال الرئيس الى هذه النقطة بحيث يكون هو وحده موضع الثقة.
•
• استمالة ابناء الرئيس وابناء اخوانه المسيطرين على المفاصل الامنية المحيطة مثل الحرس الجمهوري والامن القومي والامن المركزي والحراسة الخاصة وكذلك مفتاح الرئيس علي الانسي.
•
• عبر هؤلاء تمكن من التأثير على صناعة القرار وتوجيه رئيس الدولة الوجهة التي يرسمها سلفا . ويتردد ان هذا المسؤول مسيطر على الابناء سيطرة كبيرة ويستطيع اقناعهم باي شيء وبدورهم يغرسون تلك القناعات لدى الرئيس وتتحول القناعات الى قرارات ثم تتحول القرارات الى افعال يتولى بنفسه متابعة تنفيذها.
•
• في عهد هذا المسؤول حدثت حروب اهلية وقلاقل وفتن وغليانات شعبية وانتقادات للنظام غير مسبوقة .
• تربطه علاقات جيدة مع المعارضة والاعلام المعارض والمستقل والمراسلين ولديه لوبيات في كل صحيفة .
تمكن من التغلغل في المؤسسة العسكرية وفي مفاصلها والتأثير في اتجاهاتها وقراراتها والارتباطات الشخصية بقاداتها
بصورة تجعله وزير دفاع خفي خصوصا بعد اضافة موقع نائب رئيس وزراء الى موقعه الحالي !.
•
• علاقته بالبرلمان واعضائه وطيدة الى درجة ان النواب يتحولون امامه الى طبالين ومد افعين وجميعنا يعرف ماذا يعني ان يستحوذ مسؤول على البرلمان والمعارضة والاعلام؟.مع اهمية الاشارة الى خلافاته واحتكاكاته الشخصية مع رئيس الكتلة البرلمانية للحاكم والتي زالت في لقاء خاص جمعهما في القاهرة مؤخرا.
هل عرفتم الرجل ؟ لعلكم الان قد اركتم من يكون وقد يقول بعضكم انه مجرد مستخدم ولا يجرؤ على مجرد التفكير بعمل كهذا!
الرئيس نفسه مايزال غافيا ومستلبا لهذا المسؤول حتى انه لم يتساءل الى اي مدى وصلت علاقة خادمه التعزي مع الامريكيين والسعوديين ، في التعاون المشترك على مكافحة الارهاب والاتفاقات الامنية. والمعروف ان اي عمل انقلابي يحتاج الى تأييد هاتين الدولتين .قد يستيقظ الرئيس الغافي على خيانة تبدأ من عقر داره الذي سقطت سياجاته ،ويكون الاوان عند ذلك قد فات .ولم يعد من المقدور رد الفاس عن الراس ..هذا مجرد جرس انذار الله يستر.
الكاتب أحمد يحيى مجاهد
hadda_st@yahoo.com
