لايوجد في الاسلام مايسمى مظاهرات سلمية بقوة غير متكافئة فالسلام يحتاج الى قوة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فان في خروج المتظاهرين في العراق مخاطرة كبيرة غير مشروعة: ولايوجد في الاسلام مايسمى مظاهرة سلمية لاتستطيع ان تحمي الحقوق ولا اصحاب الحقوق ولا من يطالب بالحقوق: فهذه مظاهرة شوكتها مكسورة لاخير فيها ولاتاتي بسلام{واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم وتودون ان غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله ان يحق الحق بكلماته(فلايمكن لاصحاب الحقوق ان يصلوا الى حقوقهم الا بكلمات الله وهي الشوكة في عيون اعداء الحق والحقوق المشروعة ولو على حساب حقوقهم التي اغتصبها الاعداء في مكة وغيرها من الامكنة وغيرها من الازمنة بل في كل زمان ومكان: فهذه الحقوق التي يموت الناس من اجلها في ايامنا سماها الله{غير ذات الشوكة(شوكتها مكسورة ولاخير فيها ولاتاتي بسلام بل تاتي بالذل والخنوع والانبطاح والاستسلام والتقاعس والتخاذل ونصرة الظالم على المظلوم وتشجيعا مستمرا للظالم ليتمادى في ظلمه وطغيانه وقتله واجرامه اكثر واكثر: بل لايوجد في الاسلام مايسمى صلاة سلمية دائمة: بل احيانا كثيرة تكون صلاة من الخوف: مع العلم ان الصلاة هي من اعظم اركان الاسلام بعد ركن الشهادتين: ومع العلم انه لايجوز ترك الصلاة بحال من الاحوال ولو كان عنصر الخوف ملازما لها: وانما تتكيف بحسب الاحوال الممكنة المتاحة: وذلك واضح في صلاة الخوف في قوله تعالى{فان خفتم فرجالا او ركبانا(ثم يتابع سبحانه في سورة النساء في حال كان العدو بعكس اتجاه القبلة{ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة(والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وهو تحذير لجنود مسلحين مدججين بكامل العتاد والسلاح ان يكونوا من وراء المصلين العزل لحمايتهم: والتحذير جاء للمسلحين ولم يات للعزل لماذا؟ لانه لامعنى له؟ لان المصلين العزل لايستطيعون حماية انفسهم في حالة السجود بسلاح او من دون سلاح: ولذلك جاء التحذير للمسلحين الذين يحمونهم من ورائهم لماذا؟ هل هم بحاجة الى هذا التحذير والسلاح معهم بايديهم؟ والجواب على ذلك نعم حتى ولو كانوا على اهبة الاستعداد وفي اعلى حالة من الجاهزية فهم بحاجة الى هذا التحذير لماذا؟ والجواب على ذلك ربما تحصل حالة من الارباك تجعلهم يفقدون صوابهم فلايحسنون استخدام السلاح: وربما يوجهونه بشكل خاطىء الى اخوانهم من المصلين: ولذلك جاء التحذير بعدم الغفلة عن السلاح ولا عن كيفية استعمال السلاح وفي الوقت المناسب ايضا لمسلحين مدججين بالسلاح: فما بالكم ايها الاخوة بمتظاهرين سلميين عزل لايملكون قطعة من السلاح: اليسوا اولى بهذا التحذير؟ ولذلك فان مايسمى بالمظاهرات السلمية هي مظاهرات غير مشروعة: وربما لايحتسبهم ربهم من الشهداء والله اعلم لماذا؟ لان السلمية من دون حماية هي مخاطرة حمقاء غير مشروعة: ولو كانت مشروعة لرضي الله من المصلين وهم في اشرف حالة وهي السجود ان يحصلوا على مسك الختام في اشرف حالة وهي السجود ويموتوا شهداء بغدر العدو من دون ان يامر سبحانه احدا ليكون من ورائهم من اجل حراستهم: ولكنه لم يرض سبحانه مع ذلك بل قال سبحانه{وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا( وهنا ايضا ايها الاخوة لفتة اخرى من الآية الكريمة وهي قوله تعالى{وكفى بجهنم سعيرا(أي كفى بها عذابا اليما مهينا مخزيا يشفي صدور قوم مؤمنين من ظلم اعدائهم وتنكيلهم بالمؤمنين: ومع ذلك لم يرض سبحانه الا بالحفاظ على حياة المصلين الساجدين قدر الامكان: وان كان لابد من المخاطرة: فلايجوز بحال من الاحوال ابدا ان يجعل المؤمنون سبيلا الى الاعداء في محذور قوله تعالى{فيميلون عليكم ميلة واحدة( وحتى في حالة المطر والاذى من المطر وحتى في حالة المرض التي رفع الله فيها الحرج عن المريض في قوله تعالى{ولاعلى المريض حرج(وحتى في هذه الاحوال التي يجوز فيها وضع السلاح: مااَعْفَى الله المؤمنين من اَخْذِ الحذر ابدا: فمابالكم ايها الاخوة تستهزئون بآيات الله ثم تقولون مظاهرات سلمية: بل هي مظاهرات سمية تسمم عقول الشباب الاسلامي ماخوذة من العقائد الوثنية الهندوسية النجسة؟ لانها خالية من الحذر الذي امر الله به: مع العلم ان الحذر عبادة كما ان الصلاة والصيام والزكاة والحج عبادة: بل ان الحذر مطلوب من ذاته العلية سبحانه في قوله تعالى{ويحذركم الله نفسه(فكيف لايكون مطلوبا من مخلوقاته التي خلقها سبحانه وهو نفسه اَمَرَ بالحذر منها: نعم ايها الاخوة: اين وعد العشائر العراقية بحماية المتظاهرين: وقد نبهناكم في مشاركات سابقة الى ان حماية الجيشين العراقي واللبناني غير كافية: هل الجيش العراقي او اللبناني معصوم من وجود نفوس امارة بالسوء منخرطة في صفوفه: وحتى ولو جرت الامور على مايرام بحماية كافية: فان العدو لن ينتظركم لتغفلوا عن اسلحتكم: بل ربما يحالفه الحظ في توجيه اسلحة ثقيلة الى صفوف المتظاهرين ليميل عليهم ميلة واحدة: وللحديث بقية: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين