رسالة إلى الشهيد راجح بن غالب لبوزة ( بقلم : عبدالكريم حسين قاسم )

رسالة إلى الشهيد راجح بن غالب لبوزة ( بقلم : عبدالكريم حسين قاسم )



عدن – لندن " عدن برس " خاص : 1 – 10 – 2007


بسم الله الرحمن الرحيم


رسالة رقم (3) إلى الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزة رحمه الله


هذه رسالتي الثالثة لكم بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لاستشهادكم وقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة ، التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء ، ومنذ رحيلكم عنا فقد ساءت أحوالنا وقد انتقلنا من الاحتلال الاستعماري إلى الاحتلال الاستحماري .



إذا كان الاستعمار قد احتل الجنوب اليمني وطوره، فقد جاء بعده الاحتلال الاستحماري واستحله ودمره ، فقد استولى على كل شيء من الأرض والعرض إلى انتهاك الكرامة وإذلال الأحرار وتدمير القيم والأخلاق ، وهو يتحدث عن الثورة والحرية والديمقراطية كذباً وزوراً فلا أكل ولا امن ولا ديمقراطية ، ولا حرية ولا ثورة ولا وحدة ولا جمهورية .
فالجمهورية هي جمهورية الصالح ، والشعب شعب الصالح ، والجيش جيش الصالح وآل الصالح وعائلة الصالح ، ففي العاصمة بني مسجد الحرام الصالح ، وجامعة الصالح ، وجمعية الصالح ، وقرآن الصالح ، وبمناسبة رمضان تقوم مؤسسة الصالح الخيرية بتقديم الصدقة والفطور والسحور لأبناء الشعب اليمني البائس والفقير الذي نشاهده عبر الفضائيات وهم يتجمعون كالمتسولين على أبواب مسئولي هذه الجمعية عند وقبل آذان المغرب لاستلام الفتات والمساعدات من أموال الشعب التي يتصدق بها باسم جمعية الصالح ، ناهيكم عن المئات بل الآلاف الذين يشحتون في شهر رمضان الكريم، عند كل إشارة مرور في المدن وعلى أبواب الحكام والمسئولين والتجار في صنعاء وبقية المدن اليمنية وفي كل دول الخليج يطلبون زكاة شهر رمضان. هذا هو حالنا وحال شعبنا الفقير الذليل الجائع الذي يأكل البعض منهم اليوم من فضلات الأكل في الزبالة، وتنطبق عليه مقولة حكام صنعاء "جوع كلبك يتبعك" . . . وكما يقول الشاعر :
بلاد بها عمار لا بلها الحياة شبعت حباريها وجاعت صقورها
وشاعر أخر يقول :
بلاد بها يشحت الفاسدون وليس لها غير مد الأيادي
وشعب فقير بها لم يزل يموت ليحيا لصوص البلاد

السؤال : من أين له هذه الأموال والمليارات من الدولارات ؟ التي يبني بها القصور والمساجد والشركات والمصانع والمزارع التي شبهها البعض بجنات عدن "عبس" التي لم يخلق مثلها في البلاد !!

لقد حول الأحرار والأبطال إلى متسولين فقد اشتراهم بالمال والسيارات والقصور والأراضي وفي مقدمتهم أبناء الشهداء علي عنتر وصالح مصلح وعبد الفتاح إسماعيل الذي حول ابنه صلاح إلى إمام للمصلين في السفارة اليمنية بالقاهرة ، وقد اشتراه كما اشترى أخاه عمد الذي رقاه في الأمن السياسي إلى رتبة عميد ، كما اشترى جهاد علي عنتر ولحسون صالح مصلح غيرهم من أبناء المناضلين والقيادات السياسية والعسكرية ومنهم ابنك اللواء محمد بن راجح الذي لا يهش ولا ينش ولا يسمع له صوت إزاء الظلم الذي يمارسه النظام ضد أبناء الجنوب الذين يعتصمون في كل مدينة وقرية وجبل في جنوبنا الحبيب يهتفون ضد الاحتلال ويطالبون بحقهم في العمل والأكل والدواء والعلم والحرية والمواطنة المتساوية بعد أن أصبحت السلطة محتكرة عليهم وحدهم فهم الوزراء والسفراء والمحافظون والمدراء والقادة العسكريون والأمنيون فالمال لهم والنفط لهم، لكن أبناؤك لن يقبلوا بالظلم والضم والإلحاق وعودة الفرع إلى الأصل بالقوة كما يرددون ، ونحن نريد وحدة كما جاءت في وثيقة العهد والاتفاق أو وحدة فيدرالية على طريقة الإمارات العربية المتحدة أو على طريقة الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا الحاكم الظالم لا يريد إلا بلداً فقيراً وشعباً ذليلاً ورعايا يحكمهم بالتلفون ويفتح لهم القبور والسجون.

أبناؤك هؤلاء لن يسكتوا وسيسمعونك في يوم 14 أكتوبر صرخة تدوي ضد الظلم والظلام في جبال ردفان لتسمع الحاكم الظالم في صنعاء أن أمة أنجبت أبطال مثل راجح بن غالب لبوزه وغيره من أبطال الجنوب لن تركع لهم وستناضل بشتى السبل للخلاص من هذا النظام الفاسد الطائفي القبلي المتخلف الذي يقود البلاد من حرب إلى حرب ويضحي بالآلف من أبناء اليمن وقد طلع علينا بتصريح خطير وهو يطالب باستشهاد مليون من شعبه، ضد من ؟ ضد أبناء الوطن الواحد ، من اجل ماذا ؟ من اجل الدفاع عن وحدته وعرشه وقرشه وكرشه وشعره المنتوف الذي طيرته وستطير صاحبه المسيرات والاعتصامات الشجاعة البطلة في شوارع عدن والمكلا والمهرة ولحج والضالع وردفان والشعيب وزنجبار وخنفر ورصد ولبعوس والحد ولودر ومودية والمحفد وعتق وحبان وانصاب وبيحان وغيرها من المناطق ، فالجماهير التي هتفت قبل عام 1967م "برع برع يا استعمار" هاي هي اليوم تهتف "برع برع يا استحمار" ، وهم ليسوا ضد أبناء الشمال في اليمن ولكنهم ضد حكام صنعاء الطغاة .

وقد لا تصدق أن شخصاً نكرة مشبوه فاقد الكرامة والهوية اسمه عبيد القادر باجمال أمين عام الحزب الحاكم الظالم، الذي قالت فيه إحدى الشخصيات البارزة في حضرموت وهو يتحداه ويتحدى أي إنسان أن يثبت له أين ولد هذا الشخص، الذي يطالب بتسليح الشعب ضد أبناءك الذين حملوا السلاح لتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وهذا الشخص دخيل على اليمن وقد ظهر فجأة في سماء السياسة ويدعي انه جاء من حضرموت قد سرق وأثرى من حكومة علي عبد الله صالح وهو صاحب نظرية "الفساد ملح التنمية" ، وهو القائل : "ومن لم يثري في عهد علي عبد الله صالح فهو غبي ولن يثري بعد ذلك" ، وعنده اليوم أكثر من مئة مليون دولار في بنوك أوروبا
أيها القائد الراحل راجح بن غالب لبوزة
نم مرتاح في قبرك ولا تزعجك أخبارنا السنوية والفصلية فقد تعودنا عليها فنحن نتصل بك كل عام بمناسبة استشهادك وقيام الثورة المنهوبة المسلوبة المغلوبة على أمرها فالذين يشاركون في السلطة اليوم ليس لهم علاقة بها فهم لصوص الثروة والثورة ومن الذين باعوا أنفسهم للعسكري صالح وهنا لا يسعني إلا أن أتذكر قول أبا الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري وهو يصف العسكري وكأنه يصفه :
العسكري بليد للأذى فطنُ كأن إبليس للطغيان رباه
أما المناضلين الحقيقيين فهم في القبور أو في الشارع يتظاهرون من اجل حياة حرة كريمة خالية من الحقد والظلام والذل والفساد ونؤكد لك وللشهداء بأننا سنرد الاعتبار لك ولثورتك ولشعبك المناضل حتى يتحقق النصر لثورة الجياع

أودعك واعذرني في ما إذا أزعجتك في قبرك بهذه الأخبار والى اللقاء في مثل هذه المناسبة من العام القادم بإذن الله .

المجد والخلود لك ولكل شهداء الثورة
والنصر للأبطال المعتصمين في كل أرجاء الجنوب




عن منظمة أســر الشهداء