شماعة الفكر القومي ... وفجيعة إحتلال الجنوب

صوت الجنوب / د.فاروق حمزة/2007-08-28

شماعة الفكر القومي ... وفجيعة إحتلال الجنوب

(ديموغرافيا ... إستيطان ... مستمعرات ... تهجين ... تهجير)

توطئة : يبدو أنها لمناسبة وأن نشير في مقدمة مقالي هذا، ولما صار في 22 أغسطس 2007م لإبن عدن البار الأخ العزيز الصديق الأستاذ المحامي الكبير/ محمد محمود ناصر وأولاده، في عقر دارهم بمدينة عدن، من إفتراء وإبتزاز لشخصه وأبناءه، نصفه نحن أبناء عدن بالعمل الوحشي الهمجي البربري المقصود والمتعمد، بقصد إشاعة الخوف والإرهاب، في غرض إذلال كل أبناء عدن، وإذ إننا نقول ولكائن من كان، عليكم جيداً بأن تراجعوا كل حساباتكم، وبأن أساليبكم هذه في بلادنا، لم ولن تمر مرور الكرام، كما أيضاً وننوه بأنه عليكم وأن تدركوا جيداً بأن عدن، وبالرغم من أنها لم تتعاطف مع الإرهاب، إنما تاريخها ومع النار قديم، وهي لم ولن تبقى مكتوفة الأيدي، ومما يحدث بها وفيها وبأبنائها، علما بأنها وحتى الآن تعتبر مجرد جزء، بل وإسوة وبكل محافظات الجنوب، وإنها وتراقب الأمور وعن كتب، لكن إياكم وأن تتفجر الأوضاع في عدن، فوالله لم ولن تنطقي الأمور، إلا وقد حسمت كرامتها وكرامة أبناءها بصورة خاصة والجنوب بصورة عامة، وقد رحل آخر جندي محتل لبلادنا.


في الواقع كان بودنا أن نسمع أو نرى أو نلمس في أقل التقديرات، ولو شئ في القليل ومن الشجب والإستنكار، لما ونتعرض له نحن أبناء الجنوب من تنكيل وتهجير وإذلال وإبادة، كما أيضاً ودولتنا دولة الجنوب، والتي صارت تعاني اليوم ومن الإلغاء الكلي لها، بحكم هكذا قهر أحل بأهلها وبتعطيلها ، بحيث ويفرض بها عنوة التشطيب في تكوينها بالخارطة السياسية، وتمحى بها كل معالمها الطبيعية والتاريخية، تبنى بها المستعمرات الكبرى أمام أعين أبناءها، وترسى بها معالم الهياكل الضخمة في التحولات والتغييرات الديموغرافيا ولكل مناحي الحياة بها، من أرض وإنسان، وكل ذلك يجرى وعلى مرآة ومسمع ومن كل العرب، وصمت إعلامهم، كذلك والجامعة العربية نفسها، وتجاهل حتى ومفكريهم في الفكر القومي العربي، وكل ذلك يجري وعلى قدم وساق وبشماعة، أكذوبة الفكر القومي العربي، إن لم يكن وأحياناً وبشماعة الفكر الإسلامي نفسه أيضاً، فيقال عنه وبذلك، وبهكذا زيف ودجل بأنه هكذا، بل وما يعلن في العلن، لكن باطنه، أي أساسه وجوهره وفحواه، بل وهدفه هو إحتلال دولة الجنوب، وهذا هو الواقع، وماهو أصلاً صائر في بلادنا من إحتلال أجنبي عسكري قبلي إستيطاني متخلف.


كما إنه وبهكذا إحتلال أجنبي عسكري لبلادنا، جلبوا لنا هؤلاء المحتلين الكثيرين من بلادهم الجمهورية العربية اليمنية، وبأكثر ومن عدد سكان بلادنا، وليستوطنوا بلادنا الجنوب عوضاً عنا، وكل هذا يجري وبشكل منظم وممنهج ومفبرك، كون نظام صنعاء منذ إنتهاء حرب صيف 1994م حتى ألآن، يرى بان أبناء الجنوب، البالغ عددهم أكثر من 3 ملايين نسمة، يشكلون بالنسبة لعدد سكان بلادهم الجمهورية العربية اليمنية مجرد أقلية، وبهكذا خبث وخساسة ونذالة، صار يرى هذا الإحتلال الهمجي المتخلف لبلادنا، بأن توطين أبناء الجمهورية العربية اليمنية في أراضي الجنوب العربي، وبكثرة عددهم، كفيل لإذابة وطمس تاريخ وهوية الجنوب، معززاً ذلك في ترحيل أبناء الجنوب عن أرضهم ووطنهم* وبتوزيعهم في سهول وأودية الجمهورية العربية اليمنية السحيقة، وهناك يجري استيعابهم رويدا رويدا ولتسهل عملية إذابتهم تماما بين عشرات الملايين من اليمنيين، وليوطنوا أهاليهم أبناء الجمهورية العربية اليمنية بدلا عنهم في أراضي وسهول وسواحل بلادنا الجنوب.


كما يبدو لي أيضا،ً بأنها ولمناسبة عظيمة، تواءمت وهكذا موقف متقدم في شارعنا الجنوبي السياسي، بل وماهو أصلاً وقد تجذر في الواقع والنفوس، ومطالبتنا الحقة في سعادتنا المرجوة وبنيل الحرية والسيادة والإستقلال، وفي مناشدة وكل شرفاء هذا العالم، بل وكل المؤسسات الدولية والعربية والإسلامية ومنظماتها الدولية والإقليمية، وأن تردع هكذا تصرفات، بل وتمنع نظام صنعاء هذا المحتل لبلادنا، ومن القيام بهكذا إجراء آت مخيفة لشعبنا، ومضرة بمصالحه، بل وأن تلزم نظام صنعاء وبالكف وعن هكذا جرائم يرتكبها بحق شعبنا، كما ويفترض ومن كل أصحاب الفكر في عالمنا العربي هذا، وخاصة وممن يحملون عقيدة الفكر القومي العربي، وتوضيح ذلك ولنظام صنعاء، بل والوقوف أمامه ومقاضاته دولياً فيما ويرتكبه بحق الجنوب، شعباً ودولة، وإقناعه بأنه لا يحق لهم ذلك أبدا، كما ولم يحصل في التاريخ أن قام طرف بإلغاء كامل حق الطرف الآخر المتعاقد معه في وطنه وفي أرضه وفي تاريخه وفي هويته وفي ثرواته، ولا شك انه يدرك تماما إن هذا لا يعطي الحاكم في الجمهورية العربية اليمنية الحق في توزيع أراضي وثروات وأملاك شعب الجنوب إلى أبناءه والى قادة جيشه ورجال قبائله، وان إجراءات من هذا القبيل هي عبارة عن سطو وسرقة بقوة السلاح ليس إلا، وبالتالي تعتبر غير شرعية إطلاقاً، كون مهام الحاكم وفي كل أرجاء العالم، بما فيه وما يفترض وأن يكون أيضاً وعندنا، تكمن في الدفاع عن حق المواطنين، وحمايتهم وتمثيلهم في المحافل الدولية ليس إلا.


د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه