رحلت في ذلك التاريخ أذكره .. كأنها ساعة يا(سعد) لم تزد
صباح قالوا: (سعود) قبل خطبتها .. حٌبلى, و(حيكان) لم يحبل ولم يلد
و(الدودحية) تهمي في مراتعنا .. أغاني العار والأشواق والحسد
ودعت أغنامي العشرين( محصنة) .. حتى أعود... وحتى اليوم لم أعد
من مات يا أبني؟ من الباقي؟. أتسألني .. فصول مأساتنا الطولي بلا عدد
ماذا جرى في السنين الست من سفري .. أخشى وقوع الذي ما دار في خلدي
مارست يا عم حرب السبع متقداً .. تقودني فطنة أغبى من الوتد
كانت بلا أرجل تمشي بلا نظر .. كان القتال بلا داع سوى المدد
***
وكيف كنتم تنوحون الرجال؟ بلا .. نوح نموت كما نحيا بلا رشد
ِفوج يموت وننساه بأربعة .. فلم يعد أحد يبكي على أحد
وفوق ذلك ألقي ألف مرتزق .. في اليوم يسألني... ما لون معتقدي
بلا اعتقاد... وهم مثلي بلا هدف .. يا عم ... ما أرخص الإنسان في بلدي
والآن يا أبني؟... جواب لا حدود له .. اليوم أدجي لكي يخضر وجه غدي
(البردوني رحمه الله)