الإمساك .. أسبابه .. وعلاجه
يتعرض الكثير من الاشخاص الى حالات الامساك المفاجىء فالإمساك كثير الحدوث عند غالبية الناس ، وقد يكون عارضاً لفترة قصيرة،وقد يتحول إلى إمساك مزمن يعاني منه المريض كثيراً ، ويتخبط في دوامة من العلاجات والمعاناة النفسية، وهذا هو محور حديثنا . وقبل ذلك لابد من تعريف بسيط للإمساك : الإمساك: هو قساوة البراز الزائد مع صعوبة التغوط، أو الفترة الطويلة بين عادات التغوط والإفراغ المعوي . وعادة ما يكون لتغير عادات التغوط الأهمية الاعتبارية حيث أن ذلك الشخص كان يعتاد الإفراغ اليومي والمنتظم وإذا بالتغوط يصبح عسيراً عليه ، فهذا لا شك لديه إمساك ومشكلة. أما أسباب الإمساك فهي كثيرة جداً ، فمنها أسباب وظيفية، ومنها أسباب مرضية عضوية كالتهاب الأمعاء والكولون ، أو بعض الأمراض الجهازية المزمنة أو الاستقلابية أو بعض الأورام الحميدة أو الخبيثة خاصة في الكولونات . وإن أهم أسباب الإمساك تعود لأسباب بسيطة تتعلق بروتين الحياة اليومية والشخصية. أهمها : * الانشغال والانصراف عن تنظيم عملية التغوط وهذا ما يلاحظ كثيراً عند ذوي الأعمال والموظفين ، حيث يكونوا دائماً على عجلة من أمرهم ومع الزمن يتحول إلى إمساك مزمن وعادة ملازمة سنين طويلة. *التنقلات والسفر وعدم الاستقرار . *العادات الغذائية والاجتماعية وأنواع الطعام تلعب دوراً مهماً في ترسيخ وحدوث الإمساك حسب طبيعة كل فرد أو مجتمع أو بيئة. *العادات الشخصية الفردية كالتدخين ، وتناول الشاي الثقيل ، والركود وقلة الحركة. *وقد يكون الإمساك أخيراً كنتيجة ثانوية لاستعمال بعض الأدوية أو العلاجات ، أو الأمراض النفسية أو العضوية المزمنة. ولكن كيف الخلاص وما هو العلاج وهل من وقاية من الإمساك ؟ لابد بالنسبة للطبيب من النظر والبحث عن وجود أمراض عضوية وذلك بالاستجواب الكامل والفحص السريري الشامل وغالباً منذ الزيارة الأولى . ومن ثم محاولة أقلمة المريض وتعويده لإفراغ يومي مريح ، وذلك عن طريق تنظيم حياته اليومية والشخصية وتجنب مسببات الإمساك . وسنحاول عرض أهم الوسائل الفردية والشخصية التي يمكن اتباعها لكل شخص مصاب بالإمساك وهي أكثر نجاحاً ونجاعة من الأدوية لأنها تعالج السبب وتعيد التوازن العصبي الودي إلى طبيعته. 1- عادة صباحية منتظمة وهذه تعني : الدخول إلى الحمام في وقت ثابت محدد معين قدر الإمكان صباح كل يوم وبحيث يكون هذا الوقت مريحاً ومناسباً للشخص ، وهو يحدده ويختاره دون أن يكون على عجلة من أمره . ولينتظر في الحمام عدة دقائق حتى ولو كان لا يشعر بحاجة التغوط. 2- الإكثار من شرب الماء والسوائل قبل الطعام وبعده لأنها تلين المواد البرازية وتسهل عملية حركة الأمعاء. 3- تناول عدة وجبات صغيرة متكررة يومياً بدلاً من وجبة واحدة ثقيلة. 4- تناول واحتساء فنجان قهوة صباحاً باكراً حيث أن القهوة تزيد من حركة الأمعاء وتساعد في عملية الإفراغ المعوي. 5- الإكثار من وجبات الخضار بشتى أنواعها خاصة السلطات -الخس- الخيار والبندورة ، السلق ، السبانخ ، الكوسة والباذنجان ، الملوخية وغيرها. 6- الإكثار من تناول الفواكه خاصة بعد كل وجبة طعام وعند النوم : كالبرتقال والتفاح والتين والبطيخ والمشمش والعنب. 7- الإقلال ما أمكن من تناول الرز ، البطاطا ، النشويات ، المكرونة ، اللبنة ، المشوي الثقيل. 8- الإقلال أو تجنب تناول البهارات -الشطة- الفلفل. 9- تناول نخالة قمح أو نخالة فريكة القمح 2 ملاعق يومياً كيفما تشاء أو مع كوب ماء أو حليب أو شاي (وتعتبر من أفضل منظمات الأمعاء) وتباع هذه النخالة في الأسواق في علب تشبه علب الكورن فلاكس. 10- المشي والهرولة والسباحة والركض ... كل ذلك يساعد في حركة الأمعاء وليونتها. 11- تجنب تناول الأدوية الملينة والمسهلة إلا باستشارة الطبيب ، وبفضل اقتصارها على بعض الأدوية النباتية الغنية بالألياف. 12- وأخيراً لابد من التوصية الفردية والسلوكية كالابتعاد عن التدخين نهائياً ، وتجنب القلق والكآبة ومعالجة الأمور الحياتية والاجتماعية بمرونة ، وبهذا يكون الجهاز العصبي الودي متوازناً ووظائف الأعضاء والأحشاء متوازنة ومن ضمنها حركة الأمعاء والإفراغ المعوي.