.............. بلقيس..والبردوني ... والصدى ........
حينما يمر بمسامعك .. ذكرها ..
لا بد أن تقف كل حواسك ..
في صمت عميق.
وهدوء غريب .
وإنصات عجيب ..
وذهول مريب.
ما ان تتنفس هوائها حتى تُبعث فيك الحياة من جديد ..
وما أن تتأمل ألوانها ..
ستخال نفسك تتأمل عالم من المجهول .. مجسم ..وغاية في الجمال.
وحينما تنوي ان تلامسه ..
تجد انك قد فعلت ذلك بتلقائية وعفوية ..
والقلب قد سبق العقل .. في سرعة التنفيذ ..
قشعريرة ،، تتحرك في يدك الممتدة ...
ويمتد إلى عينيك .. بريق .. لا تخف .. فليس ذلك سحرٌ من صنع الجن او البشر..
بل أن ذلك .. بعض من عبق الدنيا .. ورونقها .. الذي زينها (الله) سبحانه وتعالى به..
إنها العروسة .. الأبدية ..
صاحبة التاريخ والممالك ..
التي علت الواقع والخيال ..
لن تحتضنها الأقواس ..
ولن تخلوا من العجائب إن صممت على سبر أغوارها ..
ستجد نفسك .. وقد أبصرت عالم آخر .. قل ما تجد له مثيل ..
ستجد نفسك وكأنك تقرأ قصة خيالية .. وتصور أحداثها في المستقبل الذي يصنعه خيالك انت وحدك لا غير ..
وإن كنت من يهتم بسينما هوليود .. فصدقني يا عزيزي أن كل ما شاهدته من خيال ومن مدن فاضلة صنعتها هوليود .. مجرد خيال .. وأساطير بكل تأكيد .
بينما من خلال مطالعتك .. وعودتك إلى الواقع ... ستجد أنك تقرأ في تاريخ حقيقي وواقعي لا مجال للخلط بينه وبين شوائب الحاضر والشبهات او حتى التمثيل .
نعم إنها بلادي .. اليمن .. الخضراء .. أرض (جدتي )بلقيس .. ووطن الصدى ..
حينما أتجاهل كثير من المفارقات .. واتحدث في اعماق تاريخها .. أو ياخذني الحنين إليها .. واتحدث عن جمالها .. وطبيعتها الخلابة .. وعن عجائبها التي لا تُحصى .. أنسى كل ما يتعلق بالسياسية ..السخيفة .
فقط أريد أن اعيش بمحض إراداتي في أعالي قمم الجمال .. والتي قد يتوقع البعض أنها قمم من الخيال.. فله ما يريد ..
ومعذور من يحسدني .. ومعذور من يرى مبالغاتي في الحديث عنها .. ومعذور من ينظر إلى أن هذا مجرد عاطفة جياشة .. لا تخلوا من المبالغة المُفرطة ..
...اليمن ..
الجبل ،
والسهل ،
والبرية ...
والساحل ..
تختلف عن أي شيء آخر قد تراه في حياتك ..
إذا كنت ممن يهوى قراءة الحياة ..
وتدب فيك التأملات حينما ينعكس على إشعاعات عينيك منظرا خلاب جميل ..
أو صورة تدعوك إلى السفر عبر الزمن .. سواء كان ذلك السفر للماضي .. او للحاضر .. لن يختلف الحال ..
اليمن التي قال فيها البردوني رحمه الله :
مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر = مـن جـوها هـذه الأنسام والسحر
مـن صدرها هذه الآهات، من فمها = هـذي الـلحون. ومن تاريخها الذكر
مـن «السعيدة» هذي الأغنيات ومن = ظـلالها هـذه الأطـياف والـصور
أطـيافها حول مسرى خاطري زمر = مـن الـترانيم تـشدو حـولها زمر
من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها = هـذي الأغـاريد والأصداء والفكر
هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها = وسـحرها وصـباها الأغيد النضر
يـكاد مـن طـول ما غنى خمائلها = يـفوح مـن كل حرف جوها العطر
يـكاد مـن كـثر ما ضمته أغصنها = يـرف مـن وجنتيها الورد والزهر
كـأنه مـن تـشكي جـرحها مـقل = يـلح مـنها الـبكا الـدامي وينحدر
يـا أمـي الـيمن الخضرا وفاتنتي = مـنك الـفتون ومني العشق والسهر
هـا أنـت في كل ذراتي وملء دمي = شـعر «تـعنقده» الذكرى وتعتصر
وأنـت فـي حضن هذا الشعر فاتنة = تـطل مـنه، وحـيناً فـيه تـستتر
وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت = عـن الـلقا - أنـه يـهوى ويدكر
وأنـهـا فـي مـآقي شـعره حـلم = وأنـها فـي دجـاه اللهو والـسمر
فـلا تـلم كـبرياها فـهي غـانية= حـسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر
من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن= ريـاضـها هــذه الأنـغام تـنتثر
من هذه الأرض حيث الضوء ألثمها = وحـيث تـعتنق الأنـسام والـشجر
مـا ذلـك الـشدو؟ من شاديه؟ إنهما= مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
أقول : رحمة الله عليك ايها البردوني .. (الأعمى)... والذي لم ترى عيناه ... ما رأت عيناي .. (على غرار أنه قد أصيب بالعمى ) وأبصركم الله طوال الحياة .
نعم ... إنها بلاد العجائب .. و( الأساطير) لمن يخالها كذلك ..
ما بال أعمى يكتب عن اليمن وجمالها .. بهذه الصورة .. وبهذا الجمال .. فكيف بمن تعانق عيناه .. إصباحها ، وأمسياتها .. على الدوام ..
وهنا
بعض النسجَ على عجز القصيدة ، قد يكون فيه تطاول على القصيدة ..او به شوائب من الكسرِ لكنني فضلتً أن اشارك البردوني عزفه ..
من أرض بلقيس هذا اللحن والوترً= كأنه صوت غيدٍ كاد ينحسرُ
مـن صدرها هذه الآهات، من فمها = تعلوا (الصبابات) في جسمي وتنتحرُ
مـن «السعيدة» هذي الأغنيات ومن = جبالها ينطق الصخر حبا وينهمرُ
أطـيافها حول مسرى خاطري زمر = أسرابها والليل أثمل مسمعي سكرُ
من خاطر «اليمن» الخضرا ومهجتها = تنادي الطير أهلا ، طال ذا السفرُ
هــذا الـقصيد أغـانيها ودمـعتها = وبلبل الطير والأصوات والصور
يـكاد مـن طـول ما غنى خمائلها = يغني الحرف مجبولا على السهرُ
يـكاد مـن كـثر ما ضمته أغصنها = يلوح في الأفق مبهور بها القمرُ
كـأنه مـن تـشكي جـرحها مـقل = يسيل فيض من الأوجام كالمطرُ
يـا أمـي الـيمن الخضرا وفاتنتي = من لي بغيرك، يغتالوك ذا البشرُ
هـا أنـت في كل ذراتي وملء دمي = وفي حناياي يسموا نبضك شعر
وأنـت فـي حضن هذا الشعر فاتنة = تدللي في جنان العشق ، لا كدرُ
وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت =عنه ، يهول المرء، يحتضرُ
وأنـهـا فـي مـآقي شـعره حـلم = وإنها الأرض ، مالي دونها قطرُ
فـلا تـلم كـبرياها فـهي غـانية= تعيش فيها ملاك ، دونك البشرُ
من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن= قلوب أبناءها الحب ينتثر
من هذه الأرض حيث الضوء ألثمها = لتحتويني إذا قد ضاق بي قدرُ
مـا ذلـك الـشدو؟ من شاديه؟ إنهما= مـن أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
آآآه أيتها اليمن ، وددت لو أكون أنا العاشق الوحيد لكِ .
سأظل أحلم بك ... مهما كنتُ بعيد .. واعلم انك تشاركينني تلك الأحلام ..
تحية للجميع ... ومعذرة عن الإطالـــــــــة .. (إنها معشوقتي )
