شعار إعادة تحقيق الوحدة هو شعار صهيوني محض
صوت الجنوب 2007-02-08 / د. فاروق حمزة
شعار إعادة تحقيق الوحدة هو شعار صهيوني محض
( شعار رقم 25 في بروتوكولات صهيون)
بادئ ذي بدء حبذت أنقل خبر مفرح كثيراً لقرائنا الكرام، بأنه وبعد أن طردونا الشماليين من بلادهم وبالغداري بعد أن نفذوا وعملوا بنا كل مالم تعمله وحتى الصهيونية مع الفلسطينيين، والذي يعملها النظام من وراء الكواليس لكل جنوبي تاركا أحد رعاياه البسطاء في الواجهة، أو إن أستطاع توظيف أي جنوبي مرتزق لذلك، والمخرجين غالباً ما يبقون مختبئيين من وراء الستار، يوجهون ليس إلا، وبعد أن يكونوا قد تسلموا التعليمات الواضحة بذلك، المهم وأنا في عدن، علماً وحتى في عدن هم المحتلين وأصحاب القرار، لكنهم يعملوا كل شئ بس وبعد أن يكونوا قد حاسبوا لكل شئ، خوفاً من أن يصير لهم "هي ليلة يا موسى" والتي يبدو بأنها قادمة ولا محالة كونهم هم الآن بخيار أما وأن يقبلوا بإنتفاضة ثورة الحجارة، أو وبالمسيرات والمظاهرات والتمردات أي العصيان المدني الشامل، أو أن تكون قضية تحرير شاملة وهم المحتلين أدرى بل وأعلم بماذا يستحقون من أسلوب في طردهم، والمثل الشعبي يقول دائماً والبادي أظلم، لأنه يجب بل ويجب أن يدركوا بأن قضية الجنوب هي ليست مسألة حزبية ولا أن الجنوب معرض دعارة أو نوادي ليلية يستجلبون لنا به شوية حتالة في الثمالة ليقولوا لنا به أنهم جابوا لنا إستثمار، فالجنوب قضية شعب الجنوب ودولة الجنوب، وما الحنين له إلا الحنين لدولة الجنوب فقط ولا غير، وهذا ينبغي أن يكون واضح وللجميع، وليس لأي حزب كان أو يكون، فقضيته صارت قضية حرية وسيادة وإستقلال.
المهم في عدن خزنت مع أحد أعيان البلاد المغمورين من ذوي الكفاءة في علم الإجتماع والتاريخ، وبمجرد في البداية أنه سمع عن تواجدي في عدن أي عودتي لعدن، أنتقدني كثيراً في طلوعي لصنعاء، فقلت له لم يكن ذلك برضايا بل غصب عني، وهنا تشعب الحديث فأبسم لي قائلاً، هكذا نريد رجال يرفضون هكذا إحتلال بل وإغتصاب، ولابد لكم وأن تلقنوا المحتل درساً لا لينساه مدى الحياة، كونه تمادى كثيراً، ولأته وهذا كلامه: بأن الإنجليز كانوا يحترمون شعائر بل مشاعر السكان وأعطى مثال بأنه كيف أهالي عدن عندما كانوا يواجهون الإحتلال كانوا يحتمون بالعيدروس، فالعيدروس صار للإنجليز، معتبرا هاماًً بل والرمز الكبير المعترف به، أي أنه كان رمزاً كبيراً لعدن وأن الإنجليز لازالوا وحتى اللحطة يحترمونه بل ويقدرونه لدرجة أنهم وحتى اللحظة يمنحونهم، أي أسرة العيدروس تذاكر علاج سنوية مجانية ذهاباً وإياباً إلى لندن، أما هؤلاء فجابوا لنا العمى بل وعطلوا كل شئ، بل وينكرون علينا تاريخنا.
وقد أشار صاحبنا إلى الدور التاريخي الكبير للجنوب في الثلاثينات والأربعينات والخمسينات حيث قال: بأن الثقافة قد أزدهرت كثيراً بهذه الفترة بالذات وكلها أنطلقت من عدن، وكانت مزدهرة جداً جداً، وقد تجانست كثيراً مع لحج القمندان الشاعر والأديب والمفكر، والذي كان للحج الخظيرة وجودها الثقافي الكبير وبعتاتهما المرسلة للخارج والذي وكما يبدو لي بأن فندق نيو تكريس بالقاهرة لازال يحتفظ بأروع صورة للقمندان في قسم الإستعلامات وحتى اللحظة، بذكراه في تخليد وفي هكذا تاريخ، كما أنه وقد أسهب في تلاقي هكذا إزدهار ثقافي ودور حضرموت الكبير بذلك وفي تجانس تأصلها الثقافي، وإرتباطاتها بهكذا إزدهار أكان بعلاقاتها الثقافية بل وتجانسها مع عدن ولحج أو بإرتباطانها بالمثقفين السودانيين بحيث أن أحدهم كان قد عاش بحضرموت وعين بها مستشاراً للتربية والتعليم، أي أن التاريخ الثقافي لم يكن إلا في الجنوب وبذروته منذو الثلاثينات وحتى نهاية الخمسيان وبحيث قد رفع شعار نفط العرب للعرب ولأول مرة في التاريخ من "عدن" قبل أن يرفع بأية دولة أو منبر ليس فقط في الدول العربية أو العالم العربي، بل وفي العالم كله، وأتحدى كائن من كان أن ينكر ذلك. الأمر الذي أخاف الإستعمار بحينه فبدأ السماح بإنشاء الجمعيات والنوادي القروية بعدن، والذي كان لغرض تلاشي هكذا شعار قومي عربي رفع من عدن، إنما استغلت هذه الجمعيات والنوادي القروية بعدن تجمعاتها فبدأت تعمل على تبرعات لغرض إنشاء أبار وطرق بسيطة في قراها بل والحصول على بعض المنح وإرسال البعض من أبناءها للدراسة بالخارج.
أما عن موضوع أن الجنوب يمني أو أي شئ من هذا القبيل فلم يكن له أي وجود يذكر، بل وعلى الإطلاق، كما أن شئ إسمه وحدة اليمن فهذا هو الآخر لم يكن له أي شئ أيضاً يذكر أو قد ذكر، كما أن كلمة اليمن كان يقصد به الدولة المحايدة لدولة الجنوب وحدودها المحددة وفقا للمواثيق بل والإتفاقيات المحددة دولياً، وهو ماهو موثق ومعترف به دولياً وموثقاً بالإتفاقيات بين بريطانيا وإمام المملكة المتوكلية اليمنية، أما فيما يخص كلمة إعادة تحقيق الوحدة فيبدو لي أنه ماهو إلا شعار طرحوه الحاقدون على الجنوب بل والدراويش المتعاطفين مع بروتكولات صهيون ليجعلوه بروتوكول الرقم خمسة وعشرين.
د. فاروق حمـــــــــــــــــــــزه
