العالم تحت التأثير المتسلل للمخابرات الأمريكية
خبر يبدو في ظاهره حيلة من الحيل الاستخبارية المحبوكة، ولكنه يحمل في طياته أكبر من ذلك بكثير!
الخبر كما ورد في جريدة الوطن يوم الأحد 16ذو القعدة 1423هـ، العدد 842جاء كالآتي: (كشفت صحيفة ألمانية تفاصيل استدراج الشيخ محمد على المؤيد إلى ألمانيا والقبض عليه وحبسه في أحد سجون ولاية هيسن مع مرافقه سعيد محمد محسن. وقالت صحيفة "بليد": إن وصول المؤيد إلى ألمانيا لم يكن بقصد العلاج وإنما كانت عملية ناجحة للمخابرات الأمريكية ومكتب التحقيقات الفدرالي وساعدت فيها لاحقاً المخابرات الألمانية).
فما هي تفاصيل تلك العملية؟!
تجيب الصحيفة: وفي التفاصيل أن المؤيد وصل ومرافقه إلى مطار فرانكفورت الألماني بعد اتفاق مع شخص عربي يمني أوهمه بأن هناك مواطناً أمريكياً مسلماً أسود يريد أن يستثمر مبلغ 25مليون دولار في عمليات إرهابية في مناطق الشرق الأوسط وفي تقديم مساعدات إنسانية للجمعيات الإسلامية... الخ
ولأن الأمريكيين يجيدون فن الدعاية، فقد استخدموا التأثير غير الظاهر للترويج لأفكارهم العنصرية "Subliminal effet"
ولكي أفضح هذا الأسلوب الدعائي العنصري سأتوقف هنا وأسأل: ماذا لاحظتم في الخبر؟!
.....
وسأعطيكم المزيد من الوقت للتفكير..
والمزيد!
والنتيجة التي يتناقلها العالم بما فيه مسلموه:
هو قبول السيناريو الأمريكي بأن المحرض مواطن أمريكي أسود مسلم (حتى وإن كان فخاً).
وهم هنا حشروا المشهد بعبارات عنصرية (أسود ومسلم).
أما الأثر الآخر فيتضح من ربط تأييد المؤيد واستعداده لتبني عمليات إرهابية بدعم جمعيات خيرية إسلامية سواء كانت فلسطينية أو غير فلسطينية.
وهذا أثر آخر يصنف الجمعيات الخيرية الإسلامية في نظر متلقي الخبر كجماعات إرهابية يجرم من تبرع لها ويبرر اعتقاله. كما يمهد لاستئصال الجمعيات الخيرية الإسلامية التي ستصبح مع الوقت مرادفاً لكلمة إرهاب.
نقول للساسة الأمريكيين: كفى عنصرية ياصنّاع العنصرية!
ولئن كانت معاداة السامية نشأت في أوروبا فإن معاداة المسلمين (anti-Muslimism) نشأت في أمريكا.
:(