اعلم أخي القارئ وفقنا الله وإياك ان أمة محمد صلى الله عليه وسلم قد جرت عليها سنة الله في خلقه كما هو حال من سلفها من الأمم والشعوب ... فقد انشقت منها طوائف اعتنقت افكار ومعتقدات مخالفة لما نزل به القرآن الكريم ودعا اليه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ... فانه بعد وفاته عليه السلام ارتد بعض المسلمين عن دينهم ومنهم من ادعا النبوة كما ظهرت فرق وطوائف متعددة .... لكن أكبر تلك الانشقاقات تجسدت في ظهور المذهب الشيعي الذي لا زال قائما" الى يومنا هذا...
والشيعة هم الذين يرون أفضلية آل البيت على من غيرهم من الصحابة ويرون احقيتهم بالإمامة ...
ولكن قد انقسمت الشيعة في هذا الأمر الى عدد كبير جدا" من الطوائف .... فمنهم من غالى في علي فجعله إلها" مع الله ومنهم من جعله احق بالرسالة من الرسول عليه الصلاة والسلام ومنهم من جعله ندا" وقرينا" له .... وهؤلاء هم جماعة السبئية من اتباع يهودي صنعاء عبدالله بن سبأ .... فهؤلاء كفرة باجماع الأمة ولا خلاف على ذلك .... وهذه الطائفة قد انقرضت منذ زمان علي رضي الله عنه حينما أحرقهم جزاء معتقدهم الباطل فيه ... ثم تأتي طائفة الكيسانية وهم اتباع ابن الحنفية رحمه الله .... وان من طوائف الشيعة تأتي طائفة الاثني عشرية وهذه انقسمت بدورها الى عدة طوائف كان منها القرامطة والبويهيون والعبيديون والفاطميون والصفويون والاسماعيليون وهذه الطوائف جميعها ارتكبت أبشع الجرائم في تاريخ الاسلام واعتقدت معتقدات كفرية مخرجة عن ملة الإسلام .... ولسنا هنا بصدد الحديث عن تاريخ الشيعة الملطخ بالدماء ...
ثم ان اشيعة انقسمت الى فريقين فريق اعتقد بإمامة زيد بن علي بن الحسين وهؤلاء سموا بالزيدية .... وفريق اعتقدوا بإمامة أخية الباقر وهؤلاء عرفوا بالاثني عشرية ....
ثم اطلق على فريق منهم لفظ ( الرافضة ) لما رفضوا اتباع زيد بن علي حين اقر بإمامة الشيخين ( ابوبكر وعمر رضي الله عنهما ) ... فرفضوا اتباعه ورفضوا إمامة الشيخين فسموا رافضة واصبحت تطلق الى يومنا هذا على كل من رفض امامة الشيخين رضي الله عنهما ...
نظرا" لكثرة المذاهب الشيعية وتعددها واختلاف معتقداتها ... فانني ساتحدث عن الطائفة الأشهر في يومنا هذا وهي التي يقوم عليها مذهب الجمهورية الإيرانية وشيعة العراق ... وهو المذهب الشيعي الجعفري الإثني عشري .... نسبة الى أحد الأئمة الاثني عشر وهو الإمام جعفر الصادق رحمه الله ... وهو مذهب معظم شيعة العالم اليوم ... ومعظم طوائف الشيعة الاثني عسرية الاخرى لا تختلف معه الا في جزئيات بسيطة ...
وأما الزيدية فانهم تمركزوا في اليمن الشمالي بعد أن أسقط أئمة الزيدية الدولة الصليحية التي كانت على مذهب الشيعة الإسماعيلية التي عاثت في الأرض فسادا" ... ثم ان الزيدية قاموا بأبشع الجرائم وأذاقوا أهل السنة الشافعية في اليمن الأوسط صنوف الأذى والعذاب ... ينتسب الزيدية الى الامام زيد بن علي ( زين العابدين ) بن الحسين رضي الله عنه وكان زيد قد اتصل بواصل بن عطاء المعتزلي فتأثر بففكره الاعتزالي كما قد لقي الامام ابي حنيفة النعمان رحمه الله فتأثر بمذهبه الفقهي ...ونتيجة لهذا التمازج المذهبي فقد أصبح يقال ان مذهب الزيدية معتزلي في الأصول وحنفي في الفروع .... ولمن لا يعلم فان مذهب المعتزلة هو مذهب ضال يعتمد على الفلسفة ويقصي القرآن والسنة ... هذا وقد انقسمت الزيدية الى عدة طوائف كالسليمانية والجارودية والحصينية والصالحيه واليعقوبية ... وغيرها كثير ... ومن يريد الاطلاع على مذاهب الزيدية فليقرأ كتبهم ومن أشهرها كتاب ( الحور العين ) لكاتبه الزيدي نشوان الحميري ....
إن مذاهب الشيعة متعددة وأفكارهم واراؤهم متناقضة وهي لمن نظر في أمرها جيدا" يرى انها خليط من المعتقدات المجوسية واليهوديه والمسيحية والفلسفات الفارسية واليونانية القديمة ....
اما اهم القضايا التي خالفت فيها الشيعة أهل السنة فهي الإمامة والوصية والعصمة والتقية وغيرها من المسائل التي هي من اهم أصول الدين ... لا يتسع المجال لذكر جميع نقاط الاختلاف فالهوة بين السنة والشيعة عميقة جدا" .... ولكن سأعرض اهم النقاط الحاضرة الان دون الايغال في التفاصيل او رد الشبهات الواردة في اقاويلهم ...
الإمامة :
يعتقد اهل السنة والجماعة ان الأحق بالخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين ... وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون وهم في درجات الفضل بنفس الترتيب فأبوبكر هو خير الصحابة ثم عمر ثم عثمان ثم علي ..... ويرون ان إمامة المسلمين هي شورى بين المسلمين ( وليست طيموقراطيه ) .... امتثالا" لقوله تعالى ( وأمرهم شورى بينهم ) ....
أما الشيعة الإثنا عشرية فيرفضون إمامة ابي بكر وعمر وعثمان ويرون ان علي احق بالإمامة وانهم قد سلبوه حقه الذي وهبه الرسول صلى الله عليه وسلم مبلغا" عن الله ... كما يرون ان الإمامة من بعده لابنائه ويرونهم هم الاحق بالقيادة السياسية والدينية والروحية ولا يقرون الا اثني عشر اماما" بدء" بعلي بن ابي طالب ثم عشر من ابنائه واحفاده فيصبحون احد عشرا" .... واما الامام الثاني عشر فهو المهدي المنتظر الذي يطلقون عليه الغائب المكتوم فهو في معتقدهم قد رفعه الله منذ احد عشر قرنا" من الزمان ولن ينزل الا عند قيام الساعه ( ومااراهم الا قد أخذوا بمعتقدات النصارى في هذا الجانب ) .... والى ذلك الحين يتولى الفقيه ولاية البلاد والعباد بوصاية روحانية من الامام المنتظر ... ومن هنا نشأ ما يعرف لديهم ب ( ولاية الفقيه ) ....
اما الزيدية : فهم لا يعتقدون بإمامة الاثني عشر اماما" بل لديهم أئمة آخرون يعتقدون بهم ومنهم من يعتقد بالشورى ... لكنهم يرون علي احق بالخلافة من الشيخين وهم في ذلك على عدة مذاهب فالجارودية ترى ان علي احق بالإمامة وان الصحابة سلبوا ملكه فهم يكفرونهم لهذا السبب ... اما السليمانية فيثبتون امامة الشيخين ولا ينكرونها وان كانوا يرون عليا" افضل منهما ... لكنهم يكفرون عائشة وعثمان والزبير وطلحة رضي الله عنهم اجمعين ... والصالحية يذهبون نفس مذهب السليمانيه غير انهم لا يكفرون الصحابة بل يتوقفون في ذلك .... وهناك طوائف أخرى لكل منها مذهبه العقيم ... واليوم فان مذاهب الزيدية قد تفرقت فمنها من انغمست في مستنقعات الاثني عشرية وتلطخت بها واخذت بمعتقداتها كالحوثيين في صعده ... ومنها من ذابت في المذاهب السنية وذاك من فضل الله عليها وان قيض لها رجال اعز الله بهم الدين كالشيخ الامام المحدث علامة اليمن مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله الذي قضى جل حياته يقيم السنة في اليمن وينافح عنها حتى قد اوغل صدور اعدائه من خبثاء الرافضة الحوثيه في صعده الذين حاولوا اغتياله عدة مرات ولكن الله أبى الا ان يتوفاه بعد ان ينشر دعوة السلف الصالح في كل بقاع الأرض اليمنية الشيعية منها والشيوعية ....وكان يردد دائما" ( إئتني بزيدي صغير ... أخرج لك منه رافضيا" كبير )... وكان يقارعهم الحجة بالحجة فما كانوا الا منكسين خائبين ذليلين مخذولين ... وما سمع صوتهم ولا قويت شوكتهم الا بعد ان توفاه الله فرحمة الله عليه وجزاه خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ....
الوصية والعصمه:
يعتقد اهل السنة والجماعة ان العصمة لله وحده لا شريك له ... وأن الأنبياء معصومون في امور الدين وفي كل ما يوحى اليهم عن ربهم... عليهم السلام ..
فيما يعتقد الشيعة الاثني عشرية بعصمة أئمتهم فهم يرون ان الرسول عليه الصلاة والسلام قد أوصى صراحة بولاية علي وهذه وصية مبلغة عن الله ... وبمنطقهم السقيم لا يجوز أن يخطئ من جاءت ولايته من عند الله فهو بذلك معصوم عن الخطأ والزلل ... وهكذا يرون أئمتهم في مكانة روحية ودينية سامية لا يرقى اليها لا ملك مقرب ولا نبي مرسل .... كما يعتقدون اختصاصهم بمعرفة الامور الغيبية والاطلاع على اسرار الكون !! ... وأراهم قد اخذوا في ذلك عن الفلسفات اليونانية ....
والزيدية لاتختلف مذاهبهم في ذلك كثيرا" ... فالذي يبدو ان زيدية اليوم يلتقون مع الاثني عشريه في معظم معتقداتهم فهم يرون بعصمة أئمتهم واطلاعهم على الغيب كذلك ....
التقية :
التقية تعني أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن من معتقدات خوفا" من القتل أو الأذى ....
أهل السنة والجماعة يرون ان التقية نفاق ولا تجوز الا في حالات نادرة جدا" كالتهديد بالقتل ... ولا تكون الا مع الكافرين ...
فيما ترى الشيعة الاثني عشرية ان التقية هي تسعة أعشار الدين ولا دين لمن لا تقية له... ويستدلون بقوله تعالى ( لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير ) .... وهذه الآية كما هو واضح تدل على جواز التقية أمام الكافر اذا خفت من بطشه .... كما في قوله تعالى ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .... لكن الشيعة يرون اهل السنة نواصب كفرة فهم يوجبون الاعتقد بالتقية معهم ... فأي فرق بين التقية والنفاق ؟!!! ..
ولا أعلم مذهب الزيدية في التقية ....
القول في القرآن :
يعتقد اهل السنة والجماعة ان القرآن قد اكتمل وانه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فهو كامل مكمل لا نقص فيه ولا خلل وليس فيه تحريف ولا تعطيل ....
فيما تقدح الشيعة الاثني عشرية في القرآن وتدعي التحريف والنقص والزيادة في بعض آياته ... كما يدعون ان القرآن الصحيح هو ذلك الذي احتفظت به فاطمة رضي الله عنها ... ويسمى قرآن فاطمة .... وما ذهبوا الى ذلك المذهب الا لضعف حجتهم و وافتقارهم الى الدليل ... ولما رأوا نصوص القرآن تخالف معتقداتهم الباطلة وتدحضها ...
الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت :
يعتقد اهل السنة والجماعة ان الصحابة كلهم عدول وثقات ولا يجوز سبهم أو التطاول عليهم ... كما يعتقدون ان زوجات الرسول هن امهاتهم وامهات كل المؤمنين رضي الله عنهن ... كما يعتقدون ان آل البيت لهم فضل ومكانه عظيمة توجب حب الصالحين منهم لكنهم ليسوا بأفضل من ابي بكر وعمر وعثمان ... فالفضل والخيرية تثبت بالعمل الصالح وثناء الرسول على الشخص .... وليس بقرابته منه عليه الصلاة والسلام ... ألم يكن ابا لهب عم الرسول ؟!! ...
اما الشيعة الاثني عشرية وبعض طوائف الزيدية فهم يكفرون الصحابة وامهات المؤمنين ويسبونهم ويقذفون ام المؤمنين عائشة وينعتونهم بأبشع الصفات ... وما ذلك الا حقدأ وحسدأ من عند انفسهم قاتلهم الله .... ولا يثبتون الا عدد قليل من الصحابة الذين آرزوا عليا" رضي الله عنه وهم سلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان والمقداد بن عمرو وعمار بن ياسر ... وآخرون لا يتجاوز عددهم بضعة عشر ...
للشيعة بدع ومنكرات أخرى كثيرة كالقول بالبداءة على الله فهم يرون بحدوث حوادث متغيرة في علم الله كلما جد جديد في علمه او بدا له أمر ما ... وهذا القول في حد ذاته كفر بالله واستنقاص من علم الله وقدرته ... فمعتقد اهل السنة والجماعة ان علم الله أزلي قديم فهو عالم بما كان وما يكون وما هو كائن وما سيكون ... احاط علمه بكل شيء جل جلاله ....
كما يرى الشيعة بجواز زواج المتعة ... ومع انه محرم بالنص ... وزواج المتعه ليس سوى زنا بعقد إلى أجل مسمى ....
لدى الشيعة من التخاريف والأكاذيب والعقائد الباطلة المنحرفة والأخبار الكاذبة الملفقة الكثير الكثير ....
