بل نعود لنحذر أولئك الذين مازالوا يعشقون عودة الماضي ويعشون على أثره حتى يومنا هذا **!!
نقول لهم هذا تاريخهم الذي تتغنون به مراراً دون مسؤولية * ودون أن تتحرك ضمائرهم ليتأملوا لحجم المآسي التي صُنعت بأيديهم كجزء من الإنجازات العبثية والغير إنسانية التي شهدها الجنوب خلال فترة حكمهم **
فالإنسان هو ذاته كالأرض محور لوجود الحياة والدولة ( الرقعة السيادية ) تنازل وفق إرادته منذ القدم عن حقوقه للإنتقال إلى هذا الوضع الصحيح ( الدولة ) الذي قال من خلالها بأنه سيحفظ كرامته وحقه في الحياة * وسيختار من سيمضى به على تلك القيم والمبادئ والأسس الإنسانية **
أرضنا مازالت حتى اليوم تلفظ بجثث **
وذكريات ذاك الشيخ وتلك الامرأة العجوز وذاك الشاب اليافع تأن من هول ما حدث **
فهل تناسيتم معركة السوداء **!!
هل تناسيتم المجزرة التي وقعت في مقر اللجنة المركزية ( 52 قيادي ) **!!
هل تناسيتم طائرة عتق * عبدالفتاح * عنتر * قاسم * شائع * حسان **!!
هل تناسيتم خورمكسر * والمقابر الجماعية في العريش **!!
هل تناسيتم عشرات الآلاف من القتلى والضحايا جُلهم في ريعان الشباب وأكثر من 250 ألف نازح لجئوا إلى الشمال **!!
هل تناسيتم بشاعة * البيض * وعلي ناصر * الحسني *؟!
هل * وهل ** وهل ***
صفحات التاريخ تخجل من فضاعة ما خُط عليها ولوثتها تلك الأيادي الإجرامية وتحاول اليوم أن تفرض نفسها في نفس الساحة *** كأنهن الحمائم **!!
فأطلقوا دموع التماسيح التي لا تكترث بصيحات وأنين الألم لتلك الضحايا ( الإنسان )
دعونا * دعوا شعبي * دعوا الجنوب * دعوا الوطن * ولا تحلموا بالعودة فقد أتي المخلص لنا فارس سيقطع لكم كل قدم * فيا الله لطفك باليمن أحفظ وحدتها * أحمها من كل قزم **
تأملوا إلى الشمال في تلك الفترة وخذو العبرة فقد أنجز واقع ديمقراطي لم يتوفر في الكثير من البلدان المحيطة والإقليمية وحتى اليوم * رغم أن أيديكم العابثة الملطخة بدماء الأبرياء حاولت تلويث تلك الإنجازات مراراً **!!
فأشاع الحقوق وأطلق الحريات * وقد كسب من خلاله إحترام الأطراف في الداخل والخارج حتى اليوم **
تشبث بالوحدة وهي ذاتها مثلت إنتقال من الواقع الوحشي الذي عاشها أبناء الجنوب ** فوقف الجميع معها صفاً في الجنوب قبل الشمال حين وجدوا في فارس الشمال الخلاص من حكم الوحوش أهل السفور في الجنوب **!!
نُريد فقط إستخلاص الدروس والعبر بما يضمن لنا عدم تكرارها والوقوف بحزم أمام أي محاولات لعودتها * فما نعلمه بأن الفاعل مازال طليق * وهو ذاته من أعلن الحرب على وحدة الوطن وقد كلف الدولة والشعب في الشمال والجنوب الكثير كما كلف الجنوب في يناير **
فيا رجائي أحفظ اليمن * وشعب اليمن * ووحدة اليمن * من أفعال كل خائن قزم **
مودتي للشرفاء * لنضال أبناء غزة **
